أخيراً توصلت اللجنة التحضيرية لمؤتمر أهل دارفور في اجتماعها الرابع بقاعة أمانة الحكومة بمدينة الفاشر الى تحديد موعد انعقاد المؤتمر الذي ظلت السلطة الاقليمية تسعى الى عقده منذ شهور واعاقها عن ذلك عدم توفير المال الكافي من الحكومة الاتحادية، ولكن بعد انفراج الازمة المالية سارعت قياداتها الى عقد المؤتمر باعتباره احد كبريات التظاهرات السياسية التي من المؤمل ان تحقق دعما سياسيا ومعنويا لوثيقة الدوحة لسلام دارفور، وهو ما قال به وزير البنية التحتية واعادة الاعمار بالسلطة الاقليمية و رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر تاج الدين بشير نيام في معرض حديثه ل الصحافة عن الهدف الاساسي من عقد مؤتمر اهل دارفور، مشيرا الى ان المؤتمر يهدف الى استنفار كافة اهل دارفور لدعم السلام والامن والاستقرار في دارفور وجمع الصف الوطني ولم الشمل وتوحيد الكلمة واحياء قيم التسامح وتهيئة البيئة لتفعيل مبادئ الشورى والحرية والديمقراطية وترسيخ اسس العدالة الاجتماعية وقبول الآخر، واوضح نيام أن مؤتمر اهل دارفور ليس بديلا من مؤتمر الحوار الدارفوري الدارفوري الذي نصت عليه وثيقة الدوحة، وانما يمهد له. هذا ما ذهب اليه ايضا ممثل هيئة دارفور الشعبية للحوار والوحدة والمصالحة علي مصطفى الذي رأى ان في انعقاد المؤتمر اهمية كبيرة لكل شركاءعملية السلام في دارفور الحكومة السودانية والسلطة الاقليمية وحكومات الولايات وحتى النازحين واللاجئين، وهو الامر الذي يحتم على اللجنة التحضيرية مشاركة كافة العناصر الفاعلة حتى يخرج المؤتمر بنتائج ايجابية تدعم من تنمية روح المبادرة وبذل مزيد من الجهود المحلية لدعم السلام والامن والاستقرار في كل ربوع دارفور، وطالب مصطفى في حديثه ل الصحافة اعضاء اللجنة التحضيرية بتوسيع دائرة المشاركة لغير ابناء دارفور تجسيدا للوحدة القومية السودانية، مؤكد ان المؤتمر سيحقق اهدافه ان تم الاعداد له بصورة طيبة منذ وقت مبكر، وقال انه سيجد الدعم الشعبي من كافة قطاعات دارفور المختلفة، مشيرا الى أن الظروف الحالية التي يمر بها السودان ودارفور على وجه الخصوص تستدعي وقوف جميع مكونات دارفور والسودان بصلابة مع السلطة الاقليمية من اجل تنفيذ وثيقة الدوحة وتنزيل السلام والتنمية الى ارض الواقع. فيما اكد مقرر اللجنة التحضيرية للمؤتمر ووزير الشباب والرياضة بالسلطة الاقليمية حسين عبد الرحمن حسن ان الغاية الاساسية التي يسعى لتحقيقها من هذا المؤتمر هي توحيد اهل دارفور واطلاعهم على المكتسبات التي حققتها وثيقة الدوحة ، فضلا عن اشراكهم في عملية تنفيذها ، واشار مقرر اللجنة التحضيرية الى انها حددت كلاً من الدكتور فاروق احمد آدم و ابراهيم يحى ومحمد عيسى عليو ومناديب من جامعات الفاشر ونيالا وزالنجي وامدرمان الاسلامية فرع الضعين كلجنة فنية لوضع الاوراق الخاصة بالمؤتمر، والاستعانة بأي خبير سوداني في عملها، وابان عبد الرحمن ان كل العمليات اللوجستية لمؤتمر اهل دارفور تم تأمينها بواسطة وزارة المالية والاقتصاد الوطني ، موضحا ان المؤتمر سيعقد بين 23 و26 يونيو القادم، وقال ان اختيار مدينة الفاشر تم باتفاق بين كل اعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر تقديرا وتمييزا لمكانتها الطبيعية في نفوس اهل دارفور ولما تمتلكه الفاشر من بنية تحتية. واشار عبد الرحمن الى ان عضوية المؤتمر(750) مشاركا قد تحددت بعد نقاش مستفيض بين اعضاء اللجنة، واتفق على تمثيل (60) عضو لكل ولاية من ولايات دارفور الخمسة بالاضافة الى ولاية الخرطوم ، مع اعطاء خصوصية للنازحين في كل ولاية من ولايات الاقليم ومشاركة اللاجئين بدول اللجوء. واشار مقرر اللجنة التحضيرية لمؤتمر اهل دارفور الى ان الفئات التي تشارك في المؤتمر تشمل ناشطي منظمات المجتمع المدني الدارفورية والاحزاب السياسية والادارة الاهلية والنازحين واللاجئين وابناء السودان وابناء دارفور في بعض الولايات و بالخارج ، علاوة على المشاركين من الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات والشخصيات القومية ورؤساء الاحزاب السياسية واعضاء السلطة التشريعية القومية ومجلس الولايات وبعثة اليوناميد العاملة في دارفور و البعثات الدبلوماسية المقيمة بالسودان وببقية ولايات السودان، واوضح عبد الرحمن ان اللجنة التحضيرية وضعت موجهات عامة للجهات التي تختار المشاركين في فعاليات المؤتمر كي يتم اختيار الشخصيات ذات الكفاءة والفاعلية ومن الشخصيات التى لها المقدرة على تقديم الافكار والمقترحات المفيدة للمؤتمر ، كما اشترطت تمثيل المرأه بنسبة 25% ،ومشاركة الشباب والطلاب بصورة فعالة، وقال بانه تم الاتفاق على تكوين (13) لجنة فرعية فنية لتضع التصورات النهائية والعمل على اخراج المؤتمر بشكل جيد حتى يتمكن من تحقيق اهدافه المرجوة. ومن جانبه اعلن والي ولاية شمال دارفور بالانابة ابو العباس الطيب جدو استعداد ولايته لاستضافة مؤتمر اهل دارفور وتوفير كل ما يلزم لانعقاده والالتزام بتنفيذ ما يخرج به من توصيات، واشار ابو العباس الى ان تاريخ ولاية شمال دارفور ومدينة الفاشر حافل باستضافة مثل هذه المؤتمرات، مؤكدا أن ولايته من اكثر ولايات السودان التى حظيت بعقد الكثير من مثل هذه المؤتمرات والاجتماعات و المنتديات المحلية والدولية، ولفت الى ان آخرها كان مؤتمر اهل دارفور الجامع في العام 2005، وطمأن نائب والي شمال دارفور باستعداد ولايته لتقديم كل ما يلزم لانجاحه. وفي ذات السياق اعتبر مستشار والي شرق دارفور ورئيس ممثليها في اللجنة التحضيرية للمؤتمر صديق عبد النبي ان تحديد موعد ومكان انعقاد المؤتمر بالفاشر، يمثل دفعة قوية لعملية السلام بالإقليم.