(بسم الله الرحمن الرحيم.. أيها السيدات والسادة أحمد عبد الرحمن يحييكم من الاذاعة السودانية) هذه الكلمات المألوفة والبسيطة والمعبرة افتتح بها الراحل المقيم عبد الرحمن احمد آخر لقاء على الهواء مباشرة جمع بينه وبين مستمعي الاذاعة السودانية في فترة نهارية مفتوحة نقلتها الاذاعة خامس ايام عيد الاضحى المبارك الماضي من داخل منزل احمد محمد صالح بحي الشهداء بام درمان وفاء وتقديرا وعرفانا لصاحب الاداء المتميز الاذاعي احمد عبد الرحمن الذي قدم خدمات جليلة لحوش الاذاعة واثرى الوجدان السوداني ووضع بصمته الذهبية الواضحة على اثير هنا ام درمان، وقدم خلال مسيرته المضيئة الحافلة بالعطاء مجموعة من البرامج والسهرات ونشرات الاخبار ونال اعجاب وحب اهل السودان وشهدت الفترة تفاعلا من المستمعين واثارت كلمات الراحل الشجون وهيجت الذكرى وانهالت المكالمات والرسائل من احبابه ومريديه وتلاميذه داخل وخارج البلاد تهنئة بالعيد السعيد وتتذكر عباراته الجميلة وصوته الفخيم لما سرى عبر الاثير مثل الحرير نعومة ونداوة وتكسرا مثل الصباح طلاقة ورشاقة وتبخترا (الساعةُ الآن التاسعة وعشر دقائق موعد إنتهاء هذه النشرة يقرؤها على حضراتكم عبد الرحمن أحمد). في الفترة العيدية السعيدة قدم عبد الرحمن احمد بطاقته الفنية وسيرته العطرة للمستمعين وقال انه من ابناء امدرمان حى الشهداء ودرس بمدارس الهداية والموردة والأميرية والاحفاد والمؤتمر الثانوية ودخل حوش الاذاعة في ابريل 1961 وقرأ أول نشرة أخبار بتاريخ 24 أكتوبر 1961م واعد وقدم برنامج (صفحات مسموعة) و(صالة العرض) و(مايطلبه المستمعون) و(حقيبة الفن) و(امسيتي معكم) ثم تفرغ لقراءة نشرات الاخبار في 1986 وقال الاذاعة هي امنا التي رضعنا من ثديها وترعرعنا على يديها وحكى للحضور مجموعة من اللطائف والمواقف الطريفة التي جمعته بالثنائي علم الدين حامد والمرحوم ذو النون بشرى وشكر رفيقة دربه زوجته الاذاعية سعاد ابو عاقلة وقال هي اجمل هدية منحتني لها الاذاعة السودانية. وتحدث عن علاقته بالبرامج الرياضية والنجوم الجدد في الاذاعة وقال ان اجمل الاصوات التي يتابعها ويجد انها قريبة اليه صوت المذيع ميسرة عيسى سالم وكشف عبد الرحمن احمد عن مواهب متعددة ومقدرات عالية في العزف على آلة الصفارة الموسيقية وعزف على الهواء مقطوعة (في ربيع الحب) للفنان سيد خليفة. حرم عبد الرحمن أحمد الاذاعية سعاد أبو عاقلة تحدثت عن علاقتها بالاعلامي عبد الرحمن احمد ورحلتهما معا وتاريخية المنزل الذي سكنا فيه مبينة مجاهدات صاحبه احمد محمد صالح المعلم وعضو مجلس السيادة وشاعر نشيد العلم وصاحب ديوان (مع الاحرار) والابيات الشهيرة (أخلفت يا حسناء وعدي وجفوتني ومنعت رفدي فينوس يا رمز الجمال ومتعة الأيام عندي لما جلوك إلى الملا وتخيروا الخطاب بعدي هُرعُوا إليك جماعة وبقيت مثل السيف وحدي) وقالت ان داره شهد ميلاد مجموعة من الاشعار والاغنيات في لقاءات جمعت كبار الفنانين مع ابنه الدبلوماسي والشاعر والمذيع صلاح احمد محمد صالح مؤلف (أهواك) و(نحن في السودان) للفنان أحمد المصطفى و(مات الهوى) لعثمان حسين و(يا مسافر وناسي هواك) لسيد خليفة وقالت كان المنزل قبلة للاذاعيين والشعراء والفنانين. وكانت الاذاعة قد زارت منزل الراحل عبد الرحمن احمد بفريق يضم مديرها معتصم فضل ونائبه عبد العظيم عوض وضمت الجلسة علم الدين حامد والاذاعي السر محمد عوض صاحب (الاذاعة زمان) والمهندس الهادي الطاهر والفني صلاح عباس والزميل مصطفى ابو العزائم وقدم الفترة الطيب قسم السيد واخرجها الثنائي صلاح التوم وسهير عثمان قوليب وكان الراحل عبد الرحمن احمد سعيدا باللقاء الذي اعاده الى الماضي وتفاعل مع اغنيات الفنان مجذوب اونسة