إنتقل الى رحمة الله ظهر أمس الجمعة الاذاعي المخضرم عبد الرحمن أحمد محمد صالح بمنزله بحي الشهداء بأم درمان. والراحل من جيل الاذاعيين الاوائل حيث التحق بالإذاعة عام 1961 وهو نجل الشاعر السوداني الكبير أحمد محمد صالح مؤلف نشيد العلم . وشقيق الدبلوماسي صلاح أحمد محمد صالح وزوج الإذاعية سعاد أبو عاقلة صاحبة برنامج “كيف قيلتو” الشهير. وقد أفني الراحل زهرة شبابه وأحلي أيام العمر في الإذاعة السودانية لكن المرض داهمه خلال السنوات الأخيرة من عمره. خدم الإذاعي المخضرم البلاد طويلاً في مجال الإعلام وتتلمذت علي يديه مجموعة كبيرة من الأصوات التي أثرت ساحة الإذاعة السودانية. وقد قدم الراحل عدداً من البرامج الإذاعية من أبرزها (أمسيتي معكم ، وصالة العرض مع المذيع علم الدين حامد الذي ، وغيرها من البرامج كما كان مقدما متميزا لنشرات الأخبار بصوته الذهبي المعتق. رحمه الله وأسكنه فسيح جناه مع الصديقين والشهداء والصالحين ووالهم آله وذويه الصبر الجميل “إنا لله وإنا اليه راجعون”. والجدير ذكره ان الفقيد ورغم دوره الوطنى الكبير الا ان الأجهزة الحكومية وكعادتها تجاهلته تماماً وظل يتعالج على حسابه الخاص وفى لقاء له قبل وفاته مع جريدة الدار ذكر انه متألم من هذا الإهمال وقال :” وجدت التجاهل الكبير من الإذاعة السودانية ولا يوجد احد منهم يقوم برفع سماعة هاتفه بان يقول لي كفارة والشيء المؤسف والمؤلم والذي تألمت له كثيراً حتى في ختام العيد السبعين للإذاعة السودانية وأنا أعاني ويلات المرض لم يتم ذكر اسمي في هذا الاحتفال ولا حتى تحية لي عبر الهواء لم يقولوها وأنا الذي قمت بإجازة كثير من الإذاعيين وقاموا بتكريم مذيعين قمت بتدريبهم ولكن وجدت تجاهل كبير وأنا لا احتاج لتكريم او هدية تقدم لي فقط لو تركوا اسمي في العيد السبعين للإذاعة وقاموا بتحيتي هذا فقط كان يكفيني ولكنني وجدت إهمال وتهميش كبير لا يوصف وأغلبية المذيعين الذين يعطروا سماء الإذاعة قمت بتدريبهم وإجازتهم وهذا يكفيني وأيضاً حب الجمهور وتواصلهم وسؤالهم عني هذا هو أفضل تكريم بالنسبة لي ولكنني لم أتوقع بان أجد التجاهل من الإذاعة بهذه الصورة المخجلة وبعد هذا الشيء الذي بدر منهم ارفض زيارتهم لي وحتى كفارة لا أريدها منهم أستاذ عبد الرحمن ماذا عن قصة الوزير السابق الذي تحدث عنك عبر الإذاعة نريد ان توضح لنا الحقائق؟ أنا أقولها بأعلى صوتي وأنا مريض وزير إعلام سابق كذاب تمت استضافته بالإذاعة ومن خلال استضافته تفاجأت بحديثه عن عبد الرحمن احمد والذي قال بأنني صديقه وكنت معه قبل يومين وللأسف الشديد هذا الوزير كذاب ولم يشاهدني لأكثر من عشر سنوات ولا حتى عبر الهاتف لم يقوم بالسؤال عني وعلى هذا الوزير مراجعة نفسه وأنا مريض لكنني وأعي جيداً اعرف الشخص الذي قام بزيارتي والذي قام بمهاتفتي عبر الهاتف والذي يسأل عني ولكن هذا الوزير تحدث عبر الإذاعة ولكنني اليوم افضحه عبر صحيفة الدار هذه الصحيفة التي دائماً تأتي لنا بالحقائق. سيرة فقيد البلاد: من مواليد امدرمان حى الشهداء العام 1941م . درس الأولية بمدرسة الهداية لمؤسسها الشيخ الطاهر الشبلى ثم الموردة الأولية بعد السنه الثانية ظهرت مواهبه فى التقاء الشعري بالمدرسة الوسطى التى درسها بالأميرية بامدرمان فكان أحد فرسان الجمعية الأولية . . حين أتى زمن التحاقه بالمدرسة الثانوية كان قد كون فكرة جيدة عن الاعلام خاصة الإذاعة لسببين : الأول : مشاركته منذ أيام دراسته المرحلة الأولية كمتعاون بالإذاعة إذ كان أحد الأطفال المشاركين فى تقديم فقرات ببرامج الأطفال الذى كان يعده الأستاذ اسماعيل المليك وكانت حوافز المشاركة حينها بسكويت . الثاني : وجود شقيقه صلاح أحمد محمد صالح الإذاعي المعروف واستفادته منه وبل مصاحبته له بالمنزل وبصحبته أصدقائه الإذاعيين والفنانين حينها . . فرأى عبدالرحمن أحمد محمد صالح كل نجوم الإذاعة والطرب والدراما بمنزلهم وهو طفل صغير . . كان من الطبيعي أن يتقدم للعمل بالإذاعة فتم تعينيه فى أبريل 1961م لتبدأ رحلته مع الإذاعة. . قبل التحاقه بالإذاعة كان قد درس الثانوية بالأحفاد الثانوية التى ترأس فيها الجمعية الأولية وأصبح ناضج الرؤية ومثقفاً لغوياً . . بالإذاعة عمل أولاً قارئاً لنشرات الأخبار بعد فترة تدريبية استمرت سته أشهر . . قرأ أول نشرة أخبار بتاريخ 24 أكتوبر 1961م ومنها أنطلق نحو تقديم وإعداد البرامج، فاعد وقدم برنامج (صفحات مسموعة) و (صالة العرض) وقدم كذلك برنامج (حقيبة الفن) . أشتهر بصوته المشهور والذي ينتظره المستمعون فى نشرات أخبار بعينها مثل أخبار الحادية عشر كل جمعة . . أعد وقدم كذلك برنامج (أمسيتي معكم) الذى استمر لفترة طويلة . . قام فى العام 1972م بنقل جلسة الأممالمتحدة للإذاعة السودانية من مقرها بنيويورك . . ترأس وفد الإذاعة السودانية لعدد من الدول كمرافقاً لوفود رئاسة الجمهورية والدولة لكل من الكويت 1973م الصين 1970م . . اهتمت به وزارتا الأعلام الصينية والكويتية فعرضتا عليه العمل بهما فكان رفضه العمل خارج السودان سبباً فى بقائه لمعانقة أذان مستمعي هُنا امدرمان . تقاعد فى العام 2002م .