شهدت الخرطوم حراكا ضوئياً كثيفاً ، و تجمعا إبداعيا شبابيا فريدا ، حين دشنت مجموعة المصورين السودانيين معرضها الاول ( فيجوال آرت ) بمطعم بابا كوستا ، و احتوى المعرض على 37 صورة ل 16 مصورا ومصورة ، استعرضت عدة موضوعات بانسياب جمالي مثير للعين ، اذ كان المعرض عبارة عن دعوة للاستكشاف بزاوية وابعاد جمالية ، لقطات جميلة تأخذنا الى عوالم الضوء البراقة ، حيث تُشدّ العين إلى التناسق الزمكاني ، واجمل ما في المعرض هو روح التلاحم وجماعية الاداء السائدة بين جميع المشاركين ، وكذلك التباين في الموضوعات ، صور متفاوتة ما بين الابيض والاسود واخري كثيفة الالوان والتفاصيل ، توضح لنا قدرة هؤلاء الشباب على الابهار ، وتتنبأ لهم بمستقبل مشرق في عوالم الضوء . وصحيفة الصحافة كانت في الموعد ، في البداية قابلنا ناجي الملك وسألناه عن اثر هذا الاحتفاء الكبير من كل شرائح المجتمع الذين يشكلون حضورا في هذا المعرض فقال ( سعيدون بهذا الشرف الكبير ، وبالتأكيد هذا سوف يشكل لنا دافعا للمزيد من العمل والاجتهاد ،.واحب ان اشكر الاستاذ عمر الفضلي الذي منحنا شرف الاستضافة ، وكذلك الشكر موصول لكل الاصدقاء والشباب على مشاركتنا فرحتنا ) اما المصور ايمن عادل فقال : (كان حلما وتحقق وخرجنا من جو الانترنت الى ارض الواقع وسوف نعمل على توسيع نطاق التفاعل بين المجتمع السوداني والعالمي في مجال المعرفة الجمالية البصرية ، وفي هذا المنحى فقد جاءتنا دعوة للمشاركة في معرض فوتوغرافي بفرنسا في شهر سبتمبر القادم ، واتمني ان نكون خير سفراء للسودان خارجيا ) ، اما المصورة علا عباس الشيخ فذكرت بأن من اهداف المجموعة اقامة ورش للتصوير، وهنالك اقتراح لمعرض دوري كل شهر مع قيام معرض سنوي لكل الاعضاء ، واضافت قائلة ( رسالتنا هي نشر ثقافة الصورة في المجتمع حتى نستطيع ان نوثق لمناسباتنا وتفاصيل الحياة السودانية عموما ) وايضا التقينا بالفنانة التشكيلية والمصورة الفوتوغرافية ملاذ عتيبي التي قالت ( سعيدة بتواجدي هنا ، ومن خلال هذا المعرض سعينا الى اظهار وجه السودان الحقيقي بعدساتنا ، واظهار الجمال المخفي من خلال صورنا ، وهدفنا ان يتقبل المجتمع فكرة التصوير الفوتوغرافي واهميته بأعتباره من الفنون الراقية ) اما المصورة والشاعرة سها بركات فقالت ( من خلال المجموعة لدينا رؤي ، نريد توصيل ثقافة جماليات الصورة للناس ، وفتح نافذة للسودان على العالم وان نتواصل مع المجموعات المماثلة خارجيا. ) وفي سياق العمل الجماعي ابان المصورصديق ذكي انهم يريدون تحقيق شعار المعرض الذي يقول اذا كنت استطيع ان اروي القصة بالكلمات عندها لا حاجة لحمل الكاميرا ، اما المصور معتز النيل وهو اصغر مصور مشارك في المعرض فقال ( اشكر المصورين السودانيين على هذا الجهد ، واشكرهم على مساعدتهم لي ، لأنني استفدت كثيرا من خبراتهم في مجال التصوير ، كما احب ان اشكر الوالد والوالدة على الدعم المادي والمعنوي ) ، وكذلك التقينا في المعرض بالفنانة التشكيلية والمصورة الفوتوغرافية علا عبدالمحسن التي لم تمنعها اعاقة الصم من الحديث بلغة الجمال ، ولم تقف حائلا بينها وبين البوح ، حيث ابدت سعادتها الغامرة بالمشاركة في المعرض ، واشارت الى تطلعاتهم المستقبلية الكبيرة اذ يطمحون في إقامة معارض خارج الوطن ، حتى يتعرف الناس على السودان ، وكذلك تأمل في التبرع بجزء من عائدات المعارض في المستقبل لمساعدة الأطفال الصم لإبراز موهبة الفنون لديهم . واوضح علاء الدين خير للصحافة قائلا ( لدينا افكار كثيرة منها اقامة مهرجان الخرطوم للتصوير الفوتوغرافي ، وسوف نحاول جمع كل المصورين السودانيين للعمل كيد واحدة من اجل اظهار الصورة السودانية بشكل طيب ) ، ويقول المصور محمد التوم ان الصورة هي رسالة في حد ذاتها ، ومن خلالها نستطيع ان ننفذ العديد من قضايا المجتمع ، تمني ان تتم الاستفادة من هذا النجاح الباهر للمعرض في التحرك لعمل العديد من اهداف المجموعة ، وأمن الدكتوروالمصور محمد عبدالباقي عجيمي على ضرورة العمل على ايجاد الدعم المعنوي والمادي للمجموعه من الجهات المختصة. اما المصور مهدي عمر فقال (أشكر مجموعة الشباب المنظمين لإقامة هذا المعرض ، شكرا للشباب الجميلين الذين شاركونا شكرا لمحمد الجزار ، امجد شاكر ، محمود الجيلي ، محمد ابوالقاسم ، وكل اسرة بابا كوستا ، وكل من ساهم في هذا النجاح ) . وفي ردهات المعرض التقينا بالشاعر الشاب سفيان جنو وسألناه عن انطباعاته فقال( المعرض انيق وجميل في تفاصيله ، هؤلاء الشباب اكدوا مقولة محمود درويش « على هذه الارض ما يستحق الحياة « ، و الكاميرا بعد مرات صوتها عالٍ وهولاء الشباب ديل قادرين على استنطاق الكاميرا ) اما الناير سوداني عضو سابق بمجموعة عقد الجلاد فقال (المعرض فكرته جميلة ، وهذا جهد مقدر لشباب متميز يريد ان يقدم اشياءه للمجتمع ، يريد ان يوصل شكلا جديد من لغة كافية للتعبير عن الكثير من الكلام ، وهذا اضافة للوسط الثقافي الفني السوداني .) والمعرض عموما اتاح للجمهور فرصة التأمل في حياة تم تجميدها ، لكنها تنبض في نفس اللحظة بالجمال ، وهؤلاء الشباب عكسوا بأعينهم موضوعات مأخوذة بشكل بديع و متقن ، وكل هذه الصورعبارة عن نداءات للخروج من الذات للبحث عن الجمال الذي هو بيننا وفينا .