الخارجية ترحب بالبيان الصحفي لجامعة الدول العربية    ألمانيا تدعو لتحرك عاجل: السودان يعيش أسوأ أزمة إنسانية    ميليشيا الدعم السريع ترتكب جريمة جديدة    بعثة الرابطة تودع ابوحمد في طريقها الى السليم    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    الفوارق الفنية وراء الخسارة بثلاثية جزائرية    نادي القوز ابوحمد يعلن الانسحاب ويُشكّل لجنة قانونية لاسترداد الحقوق    كامل ادريس يلتقي نائب الأمين العام للأمم المتحدة بنيويورك    شاهد بالفيديو.. شباب سودانيون ينقلون معهم عاداتهم في الأعراس إلى مصر.. عريس سوداني يقوم بجلد أصدقائه على أنغام أغنيات فنانة الحفل ميادة قمر الدين    السعودية..فتح مركز لامتحانات الشهادة السودانية للعام 2025م    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    شاهد بالفيديو.. الطالب صاحب المقطع الضجة يقدم اعتذاره للشعب السوداني: (ما قمت به يحدث في الكثير من المدارس.. تجمعني علاقة صداقة بأستاذي ولم أقصد إهانته وإدارة المدرسة اتخذت القرار الصحيح بفصلي)    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    سر عن حياته كشفه لامين يامال.. لماذا يستيقظ ليلاً؟    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    تقارير: الميليشيا تحشد مقاتلين في تخوم بلدتين    شاهد بالصورة والفيديو.. المذيعة تسابيح خاطر تستعرض جمالها بالفستان الأحمر والجمهور يتغزل ويسخر: (أجمل جنجويدية)    شاهد بالصورة.. الناشط محمد "تروس" يعود لإثارة الجدل ويستعرض "لباسه" الذي ظهر به في الحفل الضجة    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    في افتتاح منافسات كأس الأمم الإفريقية.. المغرب يدشّن مشواره بهدفي جزر القمر    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    مكافحة التهريب بكسلا تضبط 13 ألف حبة مخدرات وذخيرة وسلاح كلاشنكوف    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    ريال مدريد يزيد الضغط على برشلونة.. ومبابي يعادل رقم رونالدو    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    تونس.. سعيد يصدر عفوا رئاسيا عن 2014 سجينا    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    حريق سوق شهير يسفر عن خسائر كبيرة للتجار السودانيين    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كبير الدراويش نام .. فات السمح والزين
رحيل الحردلو رحيل غيمة ساقيانا
نشر في الصحافة يوم 15 - 06 - 2012

يا سمح يا زين يا ود البلد، وإنت بتجينا عاشق مسافر ليل ونجيك في النهارات السودانية ونلقاك غيمة متدلية فوق نهاراتنا الصابحية، وزي ما بتقول تاني قام واحد جميل من بلدنا مات ولا أقول مات إنما أقول فات مننا لكنه باقٍ فينا وبكائية بحر القلزم تقول فيها أيها الدرويش المتسامح:-
كبير الدراويش نام
حين أكمل كلمته
حين جود
حين نال الشرافة
واللوح نام
عليه السلام
وعليك السلام في الجنات أيها الرائع دوماً وفي آخر مرة التقيك من غير التلفون في بيتك الجميل مع أخي عوض الله حسن سعيد خطاب، وجاء أدروب من وزارة الخارجية وتحدثت عنه وعن ملامح الشخصية السودانية وأبناء البلد عبد الباسط سبدرات وجمال الشقليني من الخارجية، وعن الشعراء الأماجد في الخارجية ومنهم مجائلوك صلاح أحمد ابراهيم ومحمد المكي ابراهيم ما أروعك أستاذنا سيد أحمد الحردلو القاص والكاتب، والشاعر والدبلوماسي وأنت تضحك وتبتسم برغم المرض، وكأنى بك وطن من الجمال والكلمات والشعر النبيل، وأنت تقول لي في تداعيات جميلة إن عشقك للكتابة منعك منه دكتور روسي يجئ زائراً للصفا لصاحبها ابن البلد كما قلته فتح الرحمن وأنا بحب فتح الرحمن لكن يجئ دكتور يحرمني عشقي في الكتابة ما أجمل أن أكتب لك أخي دخيل الله وما أسعدني أستاذنا وأنت تهديني دواوينك وكتاباتك بخط يدك الرائعة أيها المحمول عشقاً في دواخلنا وقد قرأت لك بعض ما احفظ من دواوينك وتناقشنا عن وليم شكسبير وعن الشعر الانجليزي والفرنسي وأنت العالم ببحور اللغات الأجنبية وطوفت على الاعلام بفهم معرفي يحسدك البعض عليه وكيف أن الوزير والشاعر محمد أحمد المحجوب طلب من الأديب الطيب صالح في منتصف الستينيات أن يجئ للسودان من هيئة الاذاعة البريطانية ليقدم خبرته في الاذاعة السودانية وأنه جاء وعندما لم يطب له المقام لفترة طويلة اعتذر بدبلوماسية انك شاعر ذرب تختار الأحرف والكلمات يبني للناس صروحاً من التأدب والتواضع وبشفافيتك المفرطة الفتانة تكتب لي في كل ديوان اهداء مختلفاً وتقول لي في أجيك عاشق مسافر ليل الأستاذ الناقد محمد سليمان دخيل الله لأنك تقرأ أشعاري بحضارة وفهم حقيقي لها فلك كل الاحترام.. الاحترام والتجلة والتقدير لك أستاذنا وشيخنا وحبيبنا وحبرنا وباني مجدنا الشعري والمعرفي سيد أحمد الحردلو
يا وجه مليان غنا
مليان عشق وحنين
أستاذنا سيد أحمد الحردلو عرفتك منذ سنوات طويلة شاعراً وانساناً من خلال الكلمات والأحرف هذا منلوج في داخلي وسندباد في بلد السجم والرماد وشويفعونهم ودريفونه وصغيرونه تقول
وجع الطنيبرات إن نضمت شوى في شوى
سؤال في داخلي يا ربي أنا في حلم ولا في علم
وأنظر للأخ عوض الله حسن سعيد خطاب قريبي الذي يسكن ناحيته.. مقاطعاً أستاذنا سيد أحمد نحنا نستأذن عشان تاخد راحتك راحتي تكون قاعدين منادياً مازن جيب شاي بلبن، يا أستاذ نحنا حسع شربنا بارد وعوض الله يهتم بالطباعة وعرج بنا في تجربته في دار الأشقاء للطباعة والنشر وانها تجربة رائعة جمعته بالشاعر الدكتورة عفاف الصادق حمد النيل والكاتب الرائع التجاني حسين وتحدث عنهم بمودة وحميمية. عزيزنا حردلو يتحدث عن النقد وت أس إليوت وفن الشعر عند أرسطو ويقول ان الأستاذ مجذوب عيدروس ناقد صاحب امكانات رائعة ولعله استبطن كل النقد في العالم وبنى لاسمه مجداً في مجال النقد، يسرح بعيد، مالك يا أستاذ إن شاء الله خير والله الدنيا دي ما فيها فائدة وأنا زي لاحق شفيف روحي وأخي وصديقي وعزي ومجدي الصادق الشامي المحامي وكأنى بك تتذكر ما كتبته في الشاعر محمد المهدي المجذوب:-
حينما انكسرت
هامة الزمن المشرئب
وانغرست لامكان
نزف الصمت فوق تخوم الزمان
فتحجرت الساعة الحائطية
في ساحة المهرجان
وكانت تدق طبول بعانخي
وتعلن أسفار سنار
تنشد أمجاد كرري
انه التقدير لاخوتك المجذوب والشامي ولكل من عرفته ورحل عنك وهو في دواخلك وجداً وحباً لأنك انسان رائع تعتز وتفتخر بالشخصية السودانية إن كانوا صحبك أو من غير صحبك، لأن الحب متجذر في دواخلك وهذه من سجايا شخصيتك التي سادت ومازالت فينا لأنك تغني وتشدو بالشخصية السودانية والسودان وطناً في دواخلك وحركاتك وسكناتك يا زول يا سوداني:-
تقول لي شنو
وتقولي منو
أنحنا الساس
ونحنا الراس
ونحن الدنيا جيناها
وبنيناها
بويت في بويت
وأسعل جدي ترهاقا
تا لا أبوي بعنخي لزم
وأمي مهيرة بت عبود
وأخوي المهدي سيد السيف
والخلى النصارى تقيف هناك في القيف
عزيزنا الحردلو إن العبارات والكلمات لا تفيك حقك ولن نبكيك أو ترثيك لأن أشجار الوطن وطيور الوطن وانسان الوطن يصفق بحضورك وفي حضرتك تتساقط الحروف وتتبعثر الكلمات لأنك زول في وطن ووطن في زول، وما كتبته عن أمدرمان صرة السودان وطن في عصب الكلام لذلك ألجمت دهشة رحيلك ناس أمدرمان وناس السودان وأنت القائل:-
كيف بالله يا أم درمان
يخونك زولاً أيا كان
يجيك بشيش وزي سراق
ويفجر فيك نار أحقاد
ويسوي سماك ديكا رماد
ما انت القبة والأمجاد
وانت البدري والأحفاد
وانت علم
وانت فهم
وانت للمساكين زاد
تسلمي تسلمي يا أم درمان
ويتجلى أبو سامح في حضرة أم درمان الوطن في روعة وان الحردلو الوطن عنده اشارات ودلالات يستصحب فيها الحضارة السودانية والبطولات لأن الوطن عنده ماضي وحاضر ومستقبل لذلك هو يمتشق القلم مدافعاً ومنافحاً عنه في عشق:-
أجيك مشتاق
وشايلك عيد
شايلك في العيون زفه
وشايلك في القلب عفه
ونلحظ في الأبيات القادمة تمنيات الشاعر في خطابه الشعري للوطن حديقة وبستان وانسان:-
ودايرك يا وطن أخدر
وديمه خدار
ودايرك يا وطن عامر
وديمه عمار
انه الفهم المعرفي لشاعر دبلوماسي طاف بلاد الدنيا وجاء للوطن في حنان وقال شعراً وكتب مقالاً في حضرة جماله في شهاداته الاستعادية عندما يقول انه جدير بالاحترام.. نعم السودان هبة الله.
والحردلو انسان ممتد في حبه للسودان بعمق ودراية وان للسودان حضارة ضاربة في القدم صنعها أجدادنا وان التاريخ البشري شاهد على ذلك ومجئ الحردلو للوطن عاشقاً يستصحب القيم النبيلة وتداخل السودانيين وحبه يتضح لاسماعيل حسن الشاعر ود حد الزين ويكتب سمعين بمودة:-
والولد يا أخوانا
من بلد البساتين
والقواسيب والقساسيب والترابلين
والولد والله من ناس حنينين
عل في وقت الحرابه تقول شواطين
والصورة الشعرية هنا تصور سمعين في طيبته وجمال بالبيئة التي أتى منها وانها رسمت معالم شخصيته وفي تضاد يستعرض الجانب الآخر الشخصية وانه لا يرضى الذل ولا الهوان فهو ما رد ان حاولت الاعتداء عليه عزيزنا الحردلو يا مقطعين دوباي نازلين منك على الدنيا أشواق وحنية حتى في هروبك ورجوعك في هروب:-
كت قايل صحيح الهجرة ترياق للجراحات
وراح ارتاح من أحزاني القديمات
وقم طشيت في دنيات بعيدات
برايا جريح
أكاتل الريح
وفي كتالك حبوب وأصيل في غناك وطربك وأنت تحلم بشفافية شاعريتك بوطن جنة:-
تجري من تحته الأنهار
وتجري من حوله الأشعار
وتجري من فوقه الأقمار
الترميز بالأنهار للجمال والخضرة والعيش الوفير واللبن والضرع والأشعار أدب وثقافة وكلمات وتمازج به الأقمار اعلام وصول رسالته والأقمار سمر الصحاب وصفاء الأرواح انك افلاطون الشعر السوداني كمثقف وصاحب مشروع شعري هو مدينتك الفاضلة وهو وجهتك وجهاتك التي تسير عليها رغم وحل الدروب. وانت تكتب عن عالم الرواية الطيب صالح وتقول له اسمك صار وطناً في سهل ممتنع وأظنك اندحت عشقاً سرمدياً للأمكنة بالسودان:-
كرمكول قرية من قرى منحنى النيل
ذلك المنحنى الذي يدور بك حول النخيل
والحقول والرمال
صغيرة هي كرمكول وطيبة كأهلها
يبدأ صباحها بغناء السواقي
وينتهي ليلها ببكاء السواقي
لا تعرف عن البندر كثير شيء
ولا يعرف البندر عنها قليل شيء
وكانت راضية مرضية
ذات صباح قبل سبعين عام
هتفت القابلة ولد وزغردت خالاته وعماته وكان اسمه صالح وأنت صالح أيها الحردلو عندما تشكر الناس بالثناء والتقدير وفي أحاديثك أن تنسى فلا تنسى ذلك الشاب الذي تبرع لك بكليته ورفض أن تذكر اسمه واسميته أنت أكرم الأكرم وتسمية أكرم من نوافذك الابداعية التي تطل بها على الآخرين وفي خاطرك دائماً الشاعر الدبلوماسي خالد فتح الرحمن وزملائك في وزارة الخارجية وفي الصحافة سيد أحمد خليفة الراحل المقيم الذي تقول دائماً انه يقف معك كما وقف معك عبد الرحيم محمد حسين وزير الداخلية أيام محنتك وقد أخذك لمستشفى ساهرون وتابع حالتك انك قيم من الوفاء والحمد والشكر لله لرب العالمين ولكل من حاول أن يسهم في اخراجك من دائرة الألم ويا أبا مازن انك وحتى وأنت تحت ضغط الألم ولكنك تتوهج وفاء وعرفانا وذاكرتك ذاكرة متقدة محتشدة بالفنون والثقافة وفي محرابك نتصور ونطالع:-
وكان أحمد المصطفى يغني أنا أم درمان
فتعلم الطيب الانجليزية وأحسن العربية
وشاهد علم السودان يرفرف فوق السارية
واحتشد على التراث العربي
وصادق أبا الطيب
وتعرف على إليوت وفروست
وجيمس جويس
ثم دخل لندن غازياً
وأنت دخلت كل القلوب محبوباً كما دخل الطيب صالح لندن غازياً بمعرفته وأنت عرفت الانجليزية بكل تفاصيلها وحذقت الفرنسية وكتبت الشعر بالصور والايقاعات الجميلة وبالدهشة والاحساس العميق وقلبك على وطنك:-
يا كل أبناء الوطن
يا أيها الجميع
في جميع أصقاع وأوجاع الوطن
إني أصيح
ان شيئاً ما يمد ظله على الوطن
وان شيئاً ما يعد في مطابخ
الكبار والصغار للوطن
وإنني أرى فيما أرى
وحشاً من النار
وفي كفيه سيف وكفن
يا أيها الرجال والأطفال والنساء
فإنني أرى الأشجار تمشي نحوكم
وإنكم محاصرون في ذواتكم
وان شيئاً مثل ظل الموت
مد ظله من حولكم
فكذبوا نبوءتي
يا أهل بيزنطة لأنكم
تجادلون بعضكم.. ويستبيح الطامعون داركم
انه الصدق الفني للشاعر سيد أحمد الحردلو والقراءات والاجادة وأخي محمد شريف مزمل يتمثل الصدق دائماً عند الحردلو في أشعاره وفي ردوده وان سألته مرة فيم تفكر فيرد عليك بسرعة في رفيق روحي الصادق الشامي وأسأل له الرحمة وعزيزنا الحردلو يقول:-
إن مجرد الكتابة شيء وان نبدع فيما نكتب شيء آخر وهو الذي لا يساوم بين مظلوم وظالم لذلك فهو واضح وكتاب مفتوح ويفكر بصوت مسموع.. لذلك تجد دائماً أخي محمد شريف ان الحردلو كنز من الحكايات والحكي يدهشك بمواقفه ومشاهداته وقراءته وعندما يكتب القصيدة فإنه يحمل ريشة فنان بارع ليرسم الأشعار لوحات بعمق اللوحة وتداخل الألوان ولقد عرفت أخي سيد أحمد الحردلو عن قرب في منتصف الثمانينيات بعد الانتفاضة وقد كان مشاركاً في سهرة بالتلفزيون وهي تحت عنوان حدق العيون ليك يا وطن وقد أهداني ديوان كتاب مفتوح إلى حضرة الامام وقد كتبه باسم مستعار شعر سليم عبد السلام عبد الله وفيه نستشف كلمات وأنفاس سيد أحمد الحردلو وتلخيصه للشخصية السودانية بكل أبعادها:-
السوداني يوم ولدوه
غاب الخوف
ويوم ربوه
خاف الخوف
ويوم شافوه
مات الخوف
ومنذ ذلك الزمان وأنا أبحث عنك وعن كلماتك شاعر الحردلو وألقاك بين حكايات كتاب أو أسطر قصيدة ولقد وقفت كثيراً عند رائعتك يا عيني لا تبكي وانك كتبتها في بداية الثمانينيات وكأنك تقرأ المستقبل بروح الفنان:-
يا عيني لا تبكي
على اللي روح وفات
وتقول بقراءة مستقبلية وتنثر حروفك عبيراً وعطراً ليغطي سماء الوطن وسماء العالم الذي رسمت صوره:-
خلينا في الحاضر
خلينا في الجايات
خلينا شايلين مطر
وراعدين في كل الجهات
وصابين قموح وتمور
وطالعين ولاد وبنات
ومارقين في كل البلاد
وقد طفت أيها الحردلو العالم رسول معرفة وانسانية ودبلوماسية وزرعت جوانا قيماً عالية ومعاني عميقة أدركتها وأنا أصور مشاهد قصيدتك التي غناها الفنان سيف الجامعة وقد وجدتها تضيء بالوطن من دواخلك الممزوجة في كيمياء شخصيتك من ديوان كتاب مفتوح إلى حضرة الامام ومازلت احتفظ بهذا الديوان كوثيقة شعرية أهدانا لها الحردلو وأحفظ قصائده حرف حرف:-
طبل العز ضرب
يا السره قومي خلاص
والفرسان هديك
في الساحة ختوا الساس
والبيرق هداك
فوق البلد رقاص
والخيل عركسن
والدنيا بوق ونحاس
والبنوت زغاريدن
تجيب الطاش
والحردلو نسيج فنان سطر النهر القديم في كتاب مفتوح اسمه السودان تاريخ وأطفال وزهور:-
لابد أن يستأنف النهر القديم
مساره نحو السهول
وتزدهي بالورد والألوان أجفان الحقول
وتزدهي نفسي أخي محمد شريف باهداءات أخي وصديقي الحردلو ذلك الشاعر الفذ الذي طبع ستة عشر كتاباً من مناحة للزمن القبيل والتي كتب لي في الاهداء يكفي بالعنوان شاهداً والخرطوم حبيبتي وقد سطر لي فيها بخط يده نعم الخرطوم كانت حبيبتي وأعلنوا بالنيابة عنك قرار القبول فيه رسم لي وأنا أعتز بذلك وانه لشرف لي حفظك الله ورعاك وحفظ هذا الوطن القديم والقادم ،ومع كل الود والاعزاز أهداني وطني تجري من تحته الأنهار وفي ديوان أنتم الناس أيها اليمانون نقش لي بيراعه بعض الوفاء لأهل العطاء حين ضاقت بلاد المليون ميل بنا وضاقت علينا وفي قصيدة طويلة بالعامية السودانية بعنوان نحن يتحسر وهو يكتب لي الاهداء.. تلك بعض سجايانا التي سادت وأخشى أن أقول بادت وفي كتاب مفتوح إلى حضرة الامام يقول في هذه طبعة جديدة لذلك الديوان الذي قرأته منذ زمن طال وأعطيته حقه ومانزال نطلب منك المزيد لكل الأعمال الجديدة والقديمة سلمت وقد أهداني دواوينه وأنا ممتني له ولما تعلمته من دواوين غداً نلتقي ومسدار عشان بلدي ومقدمات ونحن من علم الغرام الغراما وملعون أبوكي بلد وخربشات على دفتر الوطن ومسرحية سندباد في بلد السجم والرماد. وان شاعرنا وأديبنا سيد أحمد الحردلو لو كتب فقط يا بلدي يا حبوب لكان رسم لنفسه مجداً ولكنه كتب الكثير وأبدع كثيراً ورسم الانسان والوطن منهج وطريق وخط في تاريخ السودان اسمه بطلاً شاعراً ومثقفاً معلماً ودبلوماسياً، ولو كتبت بقية عمري عن الراحل المقيم فينا ما حيينا الشاعر سيد أحمد الحردلو لما أوفيته حقه ولما كنت دائماً انني لا أطيق الوداع ولن أقول لك وداعاً يا حبوب يا أصيل ولكن أقول لك نم في أمان الله بما قدمت وقد سهرت في هذه الدنيا وما وهنت وما شكوت إلا لله وما رجوت إلا الله ولا تبرمت وقد كانت في محياك ابتسامة.. والبركة في ذريتك واستشف أبياتك وأهديها لك:-
لأنني أحب فيك
فقرك النبيل
لأنني أود فيك
صمتك الطويل
لأنني أشكر فيك
صبرك الجميل
أسكنك الله في جنة عرضها السموات والأرض وصبر في رحيلك أهلك ومحبوك وسلام عليك مع الخالدين إن شاء الله.
dakhilala hotmail.com


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.