الإنسان ابن بيئته كما يقول المثل السيار ولكنه اليوم اصبح عدواً لبيئته فكيف هي بيئتنا السودانية التي نعيش فوق ارضها ونستنشق هواءها وننعم بخيراتها بإذن الله ؟ كيف هي الاوضاع اليوم ونحن نعيش أزمة كبيرة بسبب رغبة الحكومة رفع الدعم عن المحروقات ؟ ان رفع الدعم عن المحروقات اشعل ثورة الغضب الكامنة في نفوس السودانيين ولذلك سيكون للخطوة ما بعدها، بيد اننا هنا بصدد مناقشة قضية لا تقل اهمية عن حاجتنا لمحروقات رخيصة الثمن ولا تسبب لنا تلوثاً بيئياً يضر بصحة الانسان والحيوان والنبات ... بالأمس اطلعت علي تقرير يضع السودان في المرتبة 97 ضمن 217 من مختلف دول العالم تعاني من التلوث البيئي، وبرأي اننا ولكيما نعيش حياة خالية من التلوث نحتاج الي المزيد من الضوابط العملية والترتيبات والاجراءات والابتكارات القانونية والتشريعية للحد من ازدياد حالة التلوث البيئي..التقرير المذكور تداوله عدد من المهتمين والخبراء أمس ضمن اوراق عديدة في سمنار اقامته مديفر العالمية تحت شعار « نحو بيئة صحية وطاقة بلا تلوث » تحدث فيه كل من البروفيسر عدنان خضر كبير مستشاري البيئة لصناع الجودة العرب والدكتور السعودي الجنسية علي حسن حمدان مخترع جهاز تنقية الديزل والبنزين «SFD» الذي يعتبر فتحاً في مجال الحفاظ علي البيئة وحمايتها فضلاً علي ان الجهاز يعمل علي تقليل نسبة صرف الديزل والبنزين في كل الماكينات المتحركة والثابتة . وبحسب افادات بروفيسر عدنان فإن استخدامات الانسان للعديد من الموجودات عادة ما تضر بالبيئة ولذلك تنشأ الحاجة الي مكافحة التلوث بهدف الحد منه وليس القضاء عليه تماماً فذلك أمل بعيد المنال طالما ان البشرية تمضي في طريقها واختراعاتها وابتكاراتها وترغب في المزيد من الاستخدامات الضارة بالبيئة ، واضاف عدنان الذي كان يتحدث في السمنار ان صناع الجودة العرب ابتكروا العديد من الاذرع للحد من التلوث ومن ضمن البرامج الناجحة برنامج « مرابحة كابيتال » لدعم توجهات العرب في ما يلي الحد من التلوث البيئي ، كما تحدث المخترع السعودي وصاحب اكبر شركة لانتاج وتصنيع جهاز تنقية الديزل والبنزين عن تجربتهم الرائدة في مجال الحد من التلوث البيئي في المدن العربية والافريقية وغيرها وتحدث عن نجاح التجربة في العديد من الدول وكيف انها ساهمت في تقليل التلوث البيئي فضلاً عن ترشيد استهلاك المحروقات بنسبة تتراوح بين 5% الي 25% بحسب التطبيقات في الدول المذكورة . الزميل محجوب فضل بدري - المستشار الصحفي السابق للسيد رئيس الجمهورية - قدم مداخلة قيمة حينما تحدث عن ضرورة ايلاء الدولة الاهتمام الكافي بضرورة اصدار التشريعات الحامية للبيئة والتجاوب مع الافكار العلمية والهندسية الرامية الي الحد من التلوث البيئي المتعاظم في هذا العصر، وقال اننا في السودان نشكر التجربة السعودية التي قدمها السيد حمدان بابتكاره لجهاز تنقية الديزل والبنزين وان التجربة سيكون لها قبول واسع باعتبار انها تحسن البيئة وترشد الاستهلاك وهو ما يشجع السودانيين علي اقتناء الجهاز القيم ، وتطرق عدد من الحضور الي مختلف هموم ومشكلات البيئة ، حيث تحدث المهندس مرتضي محمد قرشي مدير عام مديفر عن رغبتهم في توفير بيئة صحية وطاقة بلا تلوث كما شرح المهندس اشرف محمد طه من واقع تجربته مع جهاز تنقية المحروقات كيفية استخدام الجهاز وربطه في ماكينات المولدات والعربات وغيرها ، يذكر ان السمنار الذي اقيم بقاعة الصداقة صباح امس الثلاثاء أمه العديد من المهتمين ووسائل الاعلام المختلفة، ونوه جميع الحاضرين الي ضرورة تشجيع كافة المناشط التي تصب لصالح حماية البيئة والحد من تلوثها بقدر الإمكان .