* السالك طريق بربر العبيدية يلحظ بدون كبير عناء ومنذ الوهلة الأولى في أغلب مناطقه أو قد يتكرر المشهد بتفاصيله المؤلمة لمرتين أو ثلاث في المنطقة نفسها، مشهد لحوادث أسوار متهدمة سور مسجد، أو مدرسة، أو منزل، أو ... أو ... بسبب حوادث السير اليومية فيما لم تكن هذه المشاهد بهذه الصورة المقلقة والمزعجة حينما كان الطريق يرتاده فقط أصحاب العربات التجارية المرخصة لنقل الركاب ومستخدمو الطريق أصحاب القيادة المسؤولة والراشدة. * لكن يرجع هذا الوضع لهذه الصورة القاتمة للحوادث لمن يطلق عليهم ( الدهابة) وهم الباحثون عن الذهب وأكثر تحديداً منهم الأطفال أو بالأدق أيتام الحاجة للذهب الذين وجدوا كل الجدران التي تريد أن تنقض مقامة حتى بلغوا أشدهم واستخرجوا كنوزهم فكانت المكافأة أن هدموا الجدر السالمة بطيشهم وتهور قيادتهم ،بل كادوا أن يهدموها على رؤوس أصحابها بعد أن أكرموهم بسماح المرور بينهم ولم يتوقف الأمر عند حد هدم «الحيطان» بل تجاوزه إلى الغرف فمع هؤلاء المتهورين والمستهترين أصبح من دخل فناء مسجد حيّه ليس بآمن وكذلك من أغلق عليه باب داره ليس بآمن بل حتى من أغلق عليه باب غرفته فهو أيضاً ليس بآمن. * والحال الذي يسير بهذه الوتيرة المتسارعة في ظل غياب الرقيب غير المبرر حتماً هو متوجه لما هو أعظم وأخطر لا قدر الله إذا لم يتم تداركه من كافة الجهات المسؤولة والتي تأتي في مقدمتها أجهزة شرطة المرور الولائية والمحلية وأضعف الإيمان منها يكون بمتابعة أهلية أصحاب هذه المركبات للقيادة وكذلك متابعة صلاحية هذه المركبات نفسها وتراخيصها وفق حملات منظمة ودورية لا عشوائية بين فينة وأخرى وذلك لمعاقبة المخالفين وردع المقصرين. * نعم الذهب نعمة وهبها الله لمواطن هذا البلد عامة والولاية خاصة لكن بفضل هذه الأفعال الصبيانية أصبح نقمة على جميع مواطني هذه الولاية مستهدفاً أملاكهم وممتلكاتهم الا أن لسان حال هذا المواطن يردد عقب سقوط كل «حائط» ونجاته هو حامداً الله :(الجاتك في مالك سامحتك). * لكن نخشى ما نخشى إصرار هؤلاء الدهابة صغار السن على تبديل هذه العبارة المتسامحة بقيادتهم اللامسؤولة والطائشة والمستهترة بعبارة أكثر قتامة ملوحين بها في الأفق القريب لا البعيد (الجاياك في روحك سامحتك). [email protected]