٭ قبل أن نتحدث عن الفضائيات الاسلامية ودورها في نشر القيم الاسلامية وتوعية المسلمين في كافة أنحاء العالم وفي تقديم الاسلام قبل ان نقدم انفسنا، فهو رسالة عالمية جاءت للبشرية في كل مكان والى ان يرث الله الارض ومن عليها. أيها السادة في سوداننا العزيز يوم التاسع من يوليو يوم انفصال ثلث بلادنا يوم حزين وكارثة قومية بكل المعاني، والذين ساهموا في انفصال جزء عزيز من بلادنا هم بعض النخبة الجنوبية المتصهينة والذين فشلوا في تحقيق الوفاق بين القبائل الجنوبية فمنذ اتفاقية اديس ابابا عام 2791 من القرن الماضي وحتى 9 يوليو الذين يحكمون هم اخواننا من الجنوبيين، وكانت هذه الفترة كافية لكي يحققوا التنمية في كافة مجالاتها لاخوتنا واخواتنا في جنوب البلاد، وقد ساهم معهم ايضاً بعض الانفصاليين من شمال البلاد الذين لا يمثلون إلا أنفسهم من اولئك الذين ينكرون عذاب القبر بينما نحن الاغلبية المطلقة في كافة أنحاء العالم يؤمنون بعذابه والذين يبيحون ان يتزوج المسيحي مسلمة!! وينكرون ليلة القدر، بينما نحن نؤمن بها!! وفيما يلي سنتحدث عن اطلاق الفضائيات الاسلامية، تتصاعد الدعوات منذ قريب الى ان انشئت قنوات اسلامية وجاءت آخر تلك الدعوات من المشاركين في المؤتمر الدولي لمسلمي امريكا اللاتينية الذين رأوا في شأن هذه القناة بديلاً من القنوات التي لا تلتزم بالضوابط الاسلامية في الدول التي يعيشون فيها، وكانت كوكبة من العلماء والمفكرين الاسلاميين واساتذة الاعلام قد دعت ايضاً في تحقيق صحفي موسع نشرته جريدة (المسلمون)- الى ضرورة التفكير الجاري في مواجهة القنوات الفضائية المعادية سواء أكانت تنصيرية ام منحرفة عن الاسلام كالقناة القياديانية- واكد اولئك العلماء والمفكرون والخبراء ان المواجهة لن تكون مجدية إلا بوسائل مكافئة وإن إنشاء قناة فضائية اسلامية يعد الاستجابة الطبيعية للتحدي الإعلامي الذي يتميز به العصر الذي نعيش فيه. وبسؤالنا الذي عنونا به هذا المقال ليس التشكيك في أهمية المطلب المُلح بل هو للتأكيد بأننا بحاجة ماسة الى تحقيقه في الواقع الملموس أما لماذا فللاسباب التالية:- 1/ إن عصرنا- أو الفترة التي نعيشها منه- هو عصر الفضائيات والأمم جميعها حكومات وأصحاب مصالح- يتحركون صوب امتلاك قنوات فضائية للتعبير عن هويتهم وتحقيق مصالحهم وقد دخل العرب عصر الفضائيات من أوسع ابوابه ونجاحهم يدفعنا بالالتفات الى ميدان خاص من ميادين العمل الاعلامي وهو تسخير قناة من القنوات لخدمة الدين وهذا واجب ينبع من رسالة التبليغ التي كلفت بها هذه الامة. 2/ لقد تشوشت عقول قطاعات عريضة من المسلمين بسبب المفاهيم المغلوطة عن الدين وجاء التشويش ثمرة مُرة لتصارع المذاهب والتيارات الدينية في عالمنا العربي والاسلامي. ونبتت في مجتمعنا طوائف بعضها تسببت من عرى الاسلام ففقدت هويتها المميزة وبعضها الآخر غلت وتطرفت في آرائها وسلوكها فابتعدت بتلك عن وسطية الاسلام ولكل هذه الطوائف تأثيرات سيئة على كثير من شرائع المجتمع ولذلك فإن إنشاء قناة فضائية اسلامية قد يسهم مع غيره من الخطوات في تصحيح المفاهيم ونشر الاجتهادات السلمية وتقويم الانجرافات وتحصين عامة المجتمعات العربية والمسلمة من الوقوع في براثن الطوائف المنحرفة متسيبة كانت أو متطرفة ويمكن لاجتهادات هذه القناة ان تشبع روح التدين الصحيح القائم على الوسطية في الاعتقاد والسلوك. 3/ يقيم في احضان كثير من المجتمعات غير المسلمة- وبخاصة في اوربا وامريكا- ملايين عديدة من الاقليات والجاليات الاسلامية المحرومة من العلم الشرعي والثقافة الاسلامية وهذه المجموعات الاسلامية تعيش في عزلة عن العالم الاسلامي وتعاني اجيالها الجديدة من الانقطاع الجزئي أو الكلي عن قيم حضارتها ومكونات ثقافتها وهؤلاء بحاجة كبيرة الى قنوات كثيرة ثقافية ودعوية وإعلامية لتربطهم بجذورهم وتقدم لهم زاداً روحياً وفكرياً يقوي تحصينهم الحضاري فيجعلهم يتفاعلون مع قيم المجتمعات التي يعيشون فيها وثقافتها دون ان يذوبوا فيها وينسلخوا عن معتقداتهم وعاداتهم ،ولكن التفكير العميق والتخطيط المتقن وقبل ذلك وبعده النية الخالصة كل هذا مما لا ينبغي التقليل من أهميته وخطورته إذ بغيره لا يتحقق الامل على النحو الذي ننشده لا يكفي الحماسة العاطفية وحدها كما ان الاندفاع الذي لا يستوعب شروط العمل الإعلامي المميز ولا يراعي الظروف المحيطة- اقليمياً كانت أو دولية- ولا يحسن رسم السياسات والخطط الاستراتيجية منها والتكتيكية. إن هذا الاندفاع ستكون له عواقب وخيمة على مستوى الامة والرسالة، لذلك فإن الاقدام على تحقيق هذا الحلم ينبغي ان يكون مدروساً وموزوناً وقادراً على تخطي العقبات والولوج الى المستقبل. ان الذي يهمنا ليس ما قد نكسبه من راحة نفسية مؤقتة بدخولنا عالم الفضائيات بل ما تؤسسه من قواعد متينة تضع اقدامنا على ارض صلبة ننطلق منها الى مستقبل مأمول لنا وللاجيال القادمة من بعدنا. واحسب ان القواعد الذهبية التي لابد من الاستناد اليها في أى محاولة ناجحة لتحقيق مثل هذا المشروع ما يلي: ٭ أن يكون التوجه الذي يتبناه المشروع توجهاً (انسانياً عالمياً) ولا يقع في شرط القطرية أو الاقليمية الضيق. وبذلك لابد ان يعبر المشروع عن انسانية الاسلام وعالميته بوصفه ديناً للجميع ورحمة للعالمين ولهذا لابد من ان يستوعب الانسان كل انسان ويلبي اشواقه وتطلعاته ويراعي ظروفه وحاجاته. ٭ ان يبتعد عن تسيير الدين فلا يوظف الدين لخدمة مصالح سياسية أو ليعكس آراء جبهة أو حزب أو جماعة أو تيار بل لابد ان ينحاز لقيم الدين الكبرى ومقاصده الكلية، كما يجب ان ينأى بنفسه عن مواطن الخلاف والصراع والتنافس بين التيارات والقوى الدينية والسياسية التي تعج بها الحياة الاسلامية من حولنا. ٭ ان ينتهج الوسطية في خطه الفكري العام فلا يمنع قضايا الدين أو احكام الشرع الثابتة الواضحة ولا ينزلق الى هاوية الغلو والتطرف واعانة الناس باختيار الآراء المتشددة وعدم مراعاة مقاصد الشريعة وتقدير ظرف العصر وما أشد حاجة الناس في عالم رحب ممتد الآفاق متغير الظروف كالذي نعيشه الى منهج يراعي التيسير والتبشير وليس التعسير والتنفير. ٭ ان يكون الخطاب الذي ينطلق منه المشروع خطاب اعتدال واتزان يعتمد على الاقناع والعقلانية ويتجافى عن اساليب التهييج والتأجيج الآيديولوجي الذي يتسم بها خطاب كثير من الاسلاميين. وخطاب الاعتدال بمضمونه الديني وأسلوبه العقلاني هو الملائم لرسالة موجهة الى ملايين البشر يختلفون في خلفياتهم وبيئاتهم وإنتماءاتهم الفكرية والاجتماعية والجغرافية. ٭ واخيراً ان يكون شعار المشروع التعايش والتفاهم والتفاعل مع الثقافات والافكار الاخرى وليس الصراع والتصادم معها. إن كثيراً منا ويا للاسف بارعون في النقاش غير المجدي الذي يكون سلباً على الاسلام والمسلمين. خاتمة: ٭ فيما سبق تحدثنا عن الضروة القصوى لإطلاق فضائية اسلامية متخصصة لنشر قيم الدين الحنيف، وفي تعريف العالم بمساحة الاسلام بمختلف اللغات الاجنبية مثل اللغة الانجليزية والفرنسية والاسبانية والصينية والروسية ولا سيما وان معظم الشعوب في العالم المعلوم الذي نعيش فيه لا يعرفون الدين الاسلامي، هذا الدين العالمي الذي جاء لانقاذ البشرية من الظلمات الى النور. وكما ذكرت في مرات عديدة وبكل اسف وسائط الاتصال في عالمنا العربي والاسلامي وسائط منلوجية أى أننا نخاطب أنفسنا ولا نخاطب الآخرين، وكان من المنطق ان نطبق فكرة الاتصال الديالوجي. واخيراً نأمل من الله تعالى الا يكون مقالنا هذا كخطبة المقابر. والله من وراء القصد خارج النص: ٭ نحن في السودان لم نستخدم مصطلح Persona non grata شخصية غير مرغوب فيها، فمستشار رئيس جنوب السودان الشيطان متصهين كنسي لعنه الله الى يوم القيامة يحرض في وقاحة الجنوبيين لكي يحاربوا الشمال ومعه أيضاً الصهيوني المتصهين كلوني وغيرهم من جماعات الضغط الصهيونية في مجلس الشيوخ الامريكي بمجلسي الشيوخ والنواب، للاسف رئيس جنوب السودان لم يحتج على تصريحات مستشاره الشيطاني الذي لا يريد استقرار جنوب البلاد وشماله، ثم نحن في السودان كيف نسمح للولايات المتحدةالامريكية ان تتدخل في شؤون بلادنا؟ وهل هى كانت ستسمح لنا بالتدخل في شؤونها؟ ثم لماذ لم يحتج ثابو مبيكي على تدخل مستشار حكومة الجنوب الشيطاني؟ وايضاً لماذا لم تحتج الاحزاب الشمالية على تحريض هذا الشيطان المتصهين الكنسي؟ ثم أيها السادة هل الولاياتالمتحدةالامريكية احرص على مواطنينا وبلادنا منا!!! ثم لماذا نوافق على دخول القوات الاثيوبية في ابيي وهى تحتل منطقة الفشقة بعد أن دخل الجيش السوداني الباسل لحماية سكان أبيي من دينكا نقوك والمسيرية؟ والعالم من حولنا واقول بصراحة وبحزن يضحك علينا فكيف يضحكون علينا ونحن احفاد ابطال الثورة المهدية التي تعتبر من اعظم الثورات في العالم بالاضافة الى ثورة 4691م ويتساءل البعض لماذا توافق الحكومة السودانية بأن تهدد الولاياتالمتحدةالامريكية باللجوء لاستخدام البند السابع لمعاقبة السودان؟!!! بالاضافة الى ما سبق ان اللوبيات في الولاياتالمتحدةالامريكية كثيرة ولها تأثيرها الذي لا يمكن تصوره في الكونغرس الامريكي (الشيوخ والنواب) ومن ابرز هذه اللوبيات ايباك هذه المنظمة الصهيونية تعمل على تشويه صورة العالمين العربي والاسلامي وتضلل الرأى العام في الولاياتالمتحدةالامريكية، وقد صرح قس متصهين انه يجب على الرئيس الامريكي اوباما ان يستخدم الطائرات لضرب السودان وإحتلاله ونقول لهذا القس المعتوه إن من حق السودان ان يدافع عن سيادته وأخيراً هل يعقل أيها السادة في سوداننا العزيز ان ننظم المظاهرات الاحتجاجية في بلد 05% من الاجانب يقيمون بطريقة غير نظامية وقانونية، ونحن نؤيد المظاهرات اذا التزمت بالنظم والقوانين ولا تعمل على تحطيم البنية التحتية، وكما ذكرت في مرات عديدة علينا ان نشدد الحراسة على سدودنا وكافة مؤسساتنا الاستراتيجية وكافة محطات البنزين وآبار البترول. وأخيراً نرجو لبلادنا من الله سبحانه وتعالى الاستقرار والرفاهية إنه نعم المولى ونعم النصير.