د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    وزير التربية والتعليم بالشمالية يقدم التهنئة للطالبة اسراء اول الشهادة السودانية بمنطقة تنقاسي    السجن لمتعاون مشترك في عدد من قروبات المليشيا المتمردة منها الإعلام الحربي ويأجوج ومأجوج    الدعم السريع يعلن السيطرة على النهود    المرِّيخ يَخسر (سُوء تَغذية).. الهِلال يَخسر (تَواطؤاً)!!    سقطت مدينة النهود .. استباحتها مليشيات وعصابات التمرد    الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    تكوين روابط محبي ومشجعي هلال كوستي بالخارج    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سوء استخدام المصطلحات في وسائط الاتصال بين الأمس واليوم!
نشر في الصحافة يوم 14 - 05 - 2010

٭ قبل أن نتحدث عن سوء استخدام المصطلحات سنتحدث قليلاً وفي إيجاز شديد في موضوع يهم السودانيين جميعاً وأينما كانوا، إن هذا الموضوع على جانب كبير من الاهمية لمستقبل السودان.
في العدد 1528 يوم الأحد الموافق 1/7/1002م في صحيفة الشرق الاوسط الغراء كتبت مقالاً بعنوان وحدة السودان بين الصراحة والنفاق وهل من مانديلا سوداني؟!
إن المبادرة المصرية الليبية كانت وما زالت في اعتقادي هى العامل الاساسي للمحافظة على وحدة السودان وتحقيق الاستقرار ولكن بكل أسف الاقتراحات والملاحظات التي يعتبرها مسؤول الإعلام والمتحدث الرسمي باسم التجمع المعارض السيد حاتم السر ايجابياً وتمثل بالاضافة وتدعو للإشارة بوضوح لموضوع تقرير المصير هى اضافة في اعتقادي محزنة ومدمرة ومخجلة وستؤدي عند الموافقة عليها الى تحويل السودان الى كنتونات تحارب بعضها البعض ولكن بكل اسف البعض منا في السودان لا يهمه على الاطلاق وحدة السودان وتماسكه. وكما ذكرت في مرات عديدة ان رأى دوماً يرتكز على ان الحياة كلها ثنائية فعندما تم توقيع اتفاقية نيفاشا البعض ذكر ان هذه الاتفاقية كانت ثنائية بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وهؤلاء لم يسألوا أنفسهم ما هى الاهداف التي تضمنتها هذه الاتفاقية نحن أيها السادة أمام سودان نكون أو لا نكون ونحن مستهدفون من الدوائر الاستعمارية وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل وبريطانيا والنرويج ومدام كوكس الصهيونية وبعض اللوبيات في الولايات المتحدة الامريكية. واقول صراحة ان هذه الدول تريد تحويل السودان الى دويلات قزمية في كافة دول العالم وكما هو معلوم للجميع فإن الدول التي ينتمون اليها لا تسمح بأية حال من الاحوال منح حق تقرير المصير لاقلياتها فالدول الغربية منذ فترة طويلة استخدمت بعض الاقليات في الدول العربية والاسلامية لتحقيق اهدافها فالولايات المتحدة الامريكية وعدت الاقلية الكردية لمنحها حق تقرير المصير ولكنها لم تنفذ ولن تنفذ في الحاضر والمستقبل ولكنها تستخدم هذه الاقليات لتفتيت الدول الاسلامية والعربية، لذا يجب علينا ان نرى ما يجري من حولنا بعيون مفتوحة وليس بعيون الموتى أيها السادة وكما ذكرت في مقال سابق لم يبقَ إلا شهور لاجراء الاستفتاء في جنوب البلاد ونحن قد اخطأنا في حق بلادنا ويجب ان نعترف بذلك ونندم على ذلك لا سيما وان ما جرى في جنوب البلاد لم يحدث في أية دولة من دول العالم فاتفاقية اديس ابابا التي تم التوقيع عليها في عام 2791 وحضرها الامبراطور الراحل هيلاسلاسي امبراطور اثيوبيا وحكيم السودان ابيل الير الذي شغل منصب رئيس حكومة الجنوب ونائب رئيس الجمهورية والاستاذ الكبير د. منصور خالد الذي كان يشغل منصب وزير الخارجية في عهد مايو والسيد الفريق جوزيف لاقو الذي شغل منصب رئيس حكومة الجنوب ونائب رئيس الجمهورية وممثل الكنائس العالمية، هذه الاتفاقية أيها السادة حققت السلام لمدة عشر سنوات وتم إيداع نسخ منها في كافة المنظمات المحلية والاقليمية والدولية ولم تنص على حق تقرير المصير ولكن بكل أسف نحن لم نعتمد على هذه الاتفاقية كمرجعية تحافظ على وحدة السودان وأمام ما يواجه بلادنا من إستهدافات خارجية وداخلية اقدم بعض الاقتراحات على سبيل المثال لا الحصر:
1/ نرى تقديم برامج مكثفة من خلال التلفاز والراديو بمختلف قبائل جنوب البلاد وبصفة مستمرة وبدون إنقطاع لتوضيح أهمية الوحدة لهم.
2/ نرى إرسال وفود شعبية ورسمية تقوم بأهمية بقاء السودان موحداً وإنفصال جنوب البلاد لا قدر الله ستكون النهاية المؤسفة للاتحاد الافريقي والجامعة العربية وطبقاً لنظرية الدومينو فإن فصل الجنوب سيكون البداية لتمزيق كفة الدول الافريقية لا سيما ولأن لها جنودها.
3/ يجب ان تقوم الحكومة وان تخاطب كافة الدول بعدم الاعتراف بحكومة الجنوب ويجب التركيز على الدول الافريقية والاسلامية ودول عدم الانحياز.
4/ يجب علينا جميعاً ان ننسى خلافاتنا وجراحاتنا في سبيل وحدة السودان وان نضعها في حدقات عيوننا ولذا نطالب تحقيق المصالحة مع كافة الاحزاب السودانية التي لم تفز في الانتخابات التي جرت مؤخراً في السودان لأن وحدة السودان تهمنا جميعاً وهذا هو التحدي الذي يواجهنا جميعاً.
5/ من المنطقي ان نشجع الاخوة الجنوبيين الذين يعملون من اجل وحدة السودان وهم كُثر في اعتقادي ونذكر بعضهم على سبيل المثال مثل حكيم السودان ابيل الير، والاستاذ الكبير بونا ملوال، والإمام الصادق المهدي، والسيد احمد المهدي، والاستاذ ابراهيم نقد، والدكتور حسن الترابي، وكل رؤساء الاحزاب في سوداننا الحبيب وغيرهم وهناك شخصيات في شمال البلاد وجنوبها يجب إضافة أسمائهم في اللجان التي ذكرناها آنفاً فمشير السودان سوار الذهب كلنا نقدره ونحترمه وله علاقات عديدة في معظم الدول العربية والعالم، والبروف علي محمد شمو والبروف يوسف فضل.
6/ ونرى إنشاء صندوق قومي من أجل جمع التبرعات من كافة المؤسسات التجارية والأثرياء والوقف الإسلامي وديوان الزكاة.
٭ قبل ان نتحدث عن الاتصال ومفهومه نقول ان الاتصال عملية جوهرية واساسية للانسان في مختلف دول العالم، ويمكن إن تسمي الانسان بحيوان اتصالي، فالانسان يجري اتصالات يومية مع نفسه وأسرته وعشيرته وأهل الحي الذي يقطن فيه وزملائه في العمل بالاضافة الى زملائه في مختلف الانشطة الثقافية والفكرية ولا يمكن ان نتحدث عن الاتصال إلا بعد تعريفه تعريفا دقيقاً، ومضمون الاتصال يختلف من شخص لآخر نتيجة في محيطه وفي ما يجرى في العالم.
قبل ان نتحدث عن التحدي للغة الاتصالية الخاطئة أو ان نذكر ان الاتصال عبارة إرسال معلومات وآراء لمشاهدين وقراء ومستمعين يختلفون في مستوياتهم الثقافية وفي عقائدهم الدينية وفي الآيديولوجيات السياسية التي يعتقدونها وفي قوتهم الشرائية وفي أعمارهم الزمنية والفكرية واهتماماتهم ويتفق العاملون في مجالات صناعة الكلمة ووسائط الاتصال عن نماذج متعددة ومتنوعة لوصف الاتصال ومكوناته الاساسية ويتفق على وجود ثلاثة مكونات التي يخلو منها الموقف الاتصالي وهى:-
1/ مرسل: «Sender» لديه ما يريد أن ينقله الى شخص أو اشخاص عديدين.
2/ رسالة: «Message» يقوم المرسل بإعدادها ووضعها في رموز مفهومة للشخص أو الاشخاص المستهدفين.
3/ مستقبل: «Receiver» يقوم المرسل بإعدادها وفك رموزها وفهمها وقد اضاف خبراء الاتصال الى هذه المكونات التي ذكرناها آنفاً مكونات أخرى لمزيد من الفهم للعمليات الاتصالية ومن أهمها:
4/ الوسيلة: «Muidm» التي يتم من خلالها نقل الرسالة من المرسل الى المستقبل وقد يكون هذا الوسيط وهو اللغة في الاتصال وجهاً لوجه والاتصال وجها والاتصال وجها لوجه يعتبر في اعتقادي من أهم وسائط الاتصال لأن مرسل الرسالة يتعرف على التغذية الاسترجاعية للذين يستمعون اليه او يتحدث اليهم وقد تكون وسيطاً تكنولوجياً مثل الصحيفة او المجلة أو الراديو أو التلفزيون.
5/ رجع الصدى: «Feedback» وهى التغذية المرتدية أو بمعنى أدق هى الرسالة في الاتجاه المعاكس لاتجاه الاتصال.
6/ الترميز: «Encoding» ويشير هذا الى العملية التي يقوم بها المرسل بعد ما يقر بعملية الاتصال وفيها يحول ما يريد نقله من معلومات أو افكار أو مشاعر الى رموز يستطيع المستقبل فهمها.
ومن أهم عيوب وسائط الاتصال إن الرسالة الاتصالية تسير في اتجاه واحد بحيث لا يستطيع مرسل هذه يالرسالة بعض المقابلة الشخصية معرفة ردود افعال مستقبلي ولتفادي هذا العيب تقوم كافة وسائط الاتصال بإجراء بحوث ميدانية بصورة منتظمة لمعرفة آراء المستهدفين وعلى ضو نتائج هذه البحوث تقوم الوسيلة الاتصالية بتقديم المواد التي يرغب بها المشاهدون والمشاهدات القراء والمستمعين ومن وظائفه:
1/ الإعلام.
2/ شرح خلفيات الأخبار.
3/ نقل ما يجري من الاحداث في كافة الصعد المحلية والاقليمية والدولية بصورة موضوعية وصادقة لا سيما وان المصداقية تعتبر رأس مال على جانب كبير من الأهمية لكافة وسائل الاتصال ولكن بكل أسف بعض وسائط الاتصال لا تتقيد بالمصداقية وتهتم بالسبق الصحفي على حساب المصداقية ،السبق الصحفي من التوابل المهمة وتكسب الوسيلة الاتصالية مكانة مرموقة ففي الاربعينيات من القرن الماضي سافر احد الوزراء المصريين الى دولة اوربية وكتبت كل وسائط الاتصال التي كانت تصدر آنذاك ما عدا صحيفة الاهرام خبر موت ذلك الوزير ولكنه لم يمت فكتبت صحيفة الاهرام في صدر صفحاتها العبارة التالية:-
«من لم يمت في الأهرام فهو لم يمت ومن هنا نرى أهمية التأكد من مصداقية الخبر ودقته.. ومن وظائفه أيضاً:
4- نشر الثقافة والفكر ومحاربة الجهل في كافة صوره باعتباره عقبة أمام التنمية الاقتصادية والثقافية الخ.. وتحقيق الانسجام والوفاق بين ابناء الوطن.
5- ونظراً لاهمية اللغة الاتصالية ووجوب التصدي لها نطرح السؤال التالي:
هل حان وقت التصدي للغة الاتصالية لا سيما ان التصدي لها ينشر ويذاع في كافة وسائط الاتصال ويكتسب أهمية مركزية للعاملين في كافة الحقول الاتصالية والاكاديمية ومراكز الابحاث وللعاملين في مختلف مجالات صناعة الكلمة، وكالات الانباء العالمية والمحلية والاقليمية تنقل على مدار «42» ساعة مختلف الاخبار والموضوعات لكافة وسائل الاتصال لمختلف دول العالم.
والمشاهدون والقراء والمستمعون في هذه القرية الالكترونية والتي أصبحت بلا جدران بالمعنى السوسيولوجي وليس الجغرافي على حد تعبير المارشال مكماهون الخبير الكندي المعروف ينظرون للعالم واحداثه المختلفة من منظار هذه الوكالات ويكونون آراءهم في مختلف الاحداث من خلال هذه الوكالات ان اردنا او لم نرد وحين تصل هذه الاخبار الى المجلات والاذاعات والتلفزيون نظير اشتراكات معينة تقوم كل وسيلة من هذه الوسائل بتلوين هذه الاخبار لخدمة مصالح الدولة التي تنتمي اليها لا سيما ان لكل وسيلة اتصالية معايير لنشر الاخبار ومطابخ الاخبار في صالات التحرير في الصحف والمجلات في الاذاعات والتلفزيون بالاضافة الى السادة الرقباء ووكالات الانباء والاعلانات ،كل هذه الجهات تؤثر في الاخبار ومن هنا بدأ الخلل الذي تحول الى خلل في اللغة الاتصالية على المستوى المحلي والاقليمي والدولي.
والصهيونية العالمية ادركت خطورة واهمية الاتصال في تشكيل الرأي العام وفي التأثير عليه في الشرق والغرب لذا فهي تسيطر على كافة وسائط الاتصال المؤثرة في الولايات المتحدة الاميركية ومعظم دول اوربا الغربية وتمهد الطريق لاتباعها لامتلاك دول الصحف والفضائيات التي تجوب سماوات العالم مثل: ربورت مردوخ اليهودي الاسترالي الذي يمتلك فضائيات في معظم قارات العالم والتشريعات الصحفية.. الدوائر الصهيونية في الولايات المتحدة الاميركية واوربا لا تسمح لاي عربي او مسلم ان يمتلك وسيلة اتصالية ففي الكنيست الاسرائيلي مكتوب العبارة التالية: «من الفرات الى النيل» ولم يحتج احد من ابناء النيل او الفرات على هذا الشعار الصهيوني الذي يحمل في طياته نظرية توسعية استعمارية وهذه العبارة هي البوصلة التي ترسم الاستراتيجيات الاسرائيلية العدوانية في الماضي والحاضر والمستقبل بان اسرائيل سوف تحتفظ بالسلاح النووي حتى لو تم إبرام اتفاقية السلام مع كافة الدول العربية ورفض اسرائيل للمبادرة العربية التي تم الاتفاق عليها في مؤتمر القمة العربية الذي انعقد في بيروت منذ سنوات تؤكد ان اسرائيل لا تريد السلام بل هي تريد تكوين دويلات قذمية في كافة الدول العربية وما نراه في دارفور وفي العراق وفي لبنان يؤكد صدق ما ذهبنا اليه ولكن بكل الاسف نحن لا نقرأ هذه الشعارات الاسرائيلية التوسعية بعيون مفتوحة اسرائيل تدعي هذا الادعاء الكاذب فان اولئك الذين ينحتون اللغة الاتصالية الخاطئة في وسائط الاتصال العربية يصفونها بقلعة الديمقراطية ولكن بكل أسف وحزن الاتصاليون في الدول العربية والاسلامية وقادة الفكر لم يتصدوا لمثل هذه المصطلحات التي تهدف في تحليلها النهائي لتضليل الرأي العام .ان حرية الاختيار اصبحت بكل تأكيد في اعتقادي سيدة عصر الاتصال فوق السريع فهي عبارة عن مجموعة او منظومة متكاملة لا يمكن تقسيمها الى اجزاء وليس من المنطق ان يكون للانسان حرية اختيار لقراءة كتاب بمنطق ان يكون الانسان حرية السوق ثم لا يكون حق اختيار نائب يمثله في البرلمان ويجسد ما يؤمن به من أفكار في شكل تشريعات ديمقراطية ولكن ما رأيناه في الانتخابات التي جرت في فلسطين وتمخضت عن فوز حركة حماس باغلبية فرضت الولايات المتحدة الاميركية وكافة الدول الاوربية حصاراً اقتصادياً على الشعب الفلسطيني وانكشف كذب هؤلاء وحقدهم على الدول العربية والاسلامية فالولايات المتحدة الاميركية واوربا صدعوا رؤوسنا بضرورة تطبيق الديمقراطية وحماية حقوق الانسان ولكنها بكل أسف لا تؤمن بالديمقراطية وسجونها في غوانتانامو وابو غريب والسجون السرية في مختلف دول العالم تؤكد كالشمس في رابعة النهار صدق ما ذهبنا اليه.
صفوة القول ستذكر فيما يلي وعلى سبيل المثال لا الحصر بعض نماذج من اللغة الاتصالية المتداولة الى الوسائط اتصالنا مثل الوحدة الطوعية.. وهنا نتساءل هل الرئيس علي عبد الله صالح يسمح بمنح اقليم اليمن الشقيق الانفصال هو قطعا وكما يعلم الجميع لا يسمح اطلاقاً وتمسكه بوحدة اليمن يدل على انه زعيم يضع مصلحة بلده فوق بقائه في السلطة واين نحن من هذا وكل الذين يساندون ويمولون حركات التمرد منذ عام 5591م من القرن الماضي الى وقتنا هذا سيوافقون على تحقيق الوحدة في السودان ومن هذه النماذج اصطلاح الجنوبيين والشماليين وكان الاجدر بنا ان نقول سكان جنوب البلاد وشمال البلاد وشرق البلاد غرب البلاد من هذه النماذج ايضا ما تردده بعض النخب السودانية، الحزب الديمقراطي الاميركي فوزه في انتخابات ليس في صالح السودان بل الحزب الجمهوري الذي يتزعمه جورج بوش الفاشي الذي وصف الاسلام بالفاشية ويعمل على نشر القوات الاستعمارية في بلادنا ولجعل دارفور مقبرة للنفايات النووية بالاضافة لاستغلال ثروات دارفور المتمثلة في الثروة الحيوانية والصمغ العربي والبترول واليورانيوم ونقول الم تخجل هذه النخب من تريديد هذه المقولة وهل تفرط في وحدة بلادنا بينما يحاول اعضاء الكونجرس الاميركي بمحاسبة النواب والشيوخ فرض سيطرتهم على دول العالم؟ هذا المجلس الذي اصبح من غرائب القرن الواحد والعشرين وبعض النخب بكل أسف في بلادنا وبدون خجل في شمال البلاد ينادون بفصل الشمال عن الجنوب وتقول هذه النخب ان هذه الدول التي انسلخت من الاتحاد السوفيتي السابق تزحف للانضمام للاتحاد الاوربي فالاوربيون بالرغم من خلافاتهم وحروبهم الدينية وصلوا الى مرحلة العملة الاوربية الموحدة «اليورو» والافارقة تحولوا من منظمة الوحدة الافريقية الى الاتحاد الافريقي ولكن بكل اسف وحزن البعض منا يعمل لتمزيق وحدة السودان وتحويل بلادنا الى كنتونات تحارب بعضها البعض، بينما الدول من حولنا تعمل من اجل المحافظة على وحدتها وتحقيق التنمية في كافة الميادين ومن أمثلة اللغة الاتصالية الخاطئة والتي لا نريدها ما نشر في صحيفة المواطن اليومية باللغة الانجليزية في صفحاتها الاولى «صرح المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة ان الاحداث التي وقعت في ملكال تعتبر خطيرة بعد الاتفاقية التي تم التوصل اليها في يناير 5002م والتي أنهت الحرب بين حكومة الشمال الاسلامية والمتمردين المسيحيين وهنا نتساءل هل نشر مثل هذه التعابير يسهم في تحقيق الوحدة في بلادنا؟ ألم يكن من المنطقي بان يصحح هذه العبارة رئيس تحرير هذه الصحيفة ان ما يجري في بلادنا هو بكل تأكيد مسرحية حزينة.
الزعيم الافريقي الكبير نيلسون مانديلا مكث في سجون الاقلية البيضاء العنصرية في جنوب افريقيا 72 عاماً، ولكنه نسى معاملة الاقلية البيضاء غير الانسانية في سبيل تقدم بلاده ورأى نظرته الوطنية ان هذه الاقلية البيضاء هي التي طورت جنوب افريقيا والدولة الوحيدة التي يمكن ان نصفها بالمتطورة ولكن البعض منا وفي جنوب البلاد يعملون لطرد اخوانهم من الذين جاءوا من شمال البلاد الى جنوب البلاد.
خارج النص:
تتجه قوى تحالف جوبا لتسيير مواكب سلمية في جميع ولايات السودان متزامنة مع اداء رئيس المؤتمر الوطني عمر البشير القسم امام الهيئة التشريعية القومية رئيسا للبلاد لتأكيد رفضها للانتخابات التي تمت وما نتج عنها من حكومة. ندعو بكل صدق وامانة وبكل حبنا لسوداننا العزيز بان يخلع الاخوة الذين يزعمون تنظيم هذه المظاهرة واذا اصررتم على تنظيم هذه المظاهرة سيقوم الذين فازوا في الانتخابات في مظاهرات اخرى نحن نود ان تكون مظاهرتنا لوحدة السودان والمطالبة بإلغاء الاستفتاء.
والله من وراء القصد
* دكتوراة في فلسفة التربية من جامعة كينيدي ويسترن الأمريكية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.