شيعت أمس كادقلى فى موكب رهيب بميدان السلام ،رئيس مجلس الولاية التشريعى الشهيد ابراهيم محمد بلندية ورفاقه الشهداء فيصل بشير أمين عام مجلس التخطيط الاستراتيجي بالولاية ،موسى عطيه سائق بالمجلس التشريعي ،حمدان سليمان سائق بالمجلس التشريعي، يوسف مكين المصور بالمجلس التشريعي،عبد الرحمن كبسور زوج شقيقة بلندية الى مثواهم الأخير بمقابر «كلبا» ،فيما تم تشييع علي مطر المعتمد السابق برئاسة ولاية شمال كردفان بالأبيض ، متوكل منير الملقب ب«هيثم » سائق بالمجلس التشريعي الى مقابر الكرقل حيث كان يسكن ،وظلت حكومة الولاية تتلقى العزاء طيلة يوم أمس وسيتواصل اليوم والأيام التالية فى منازل الشهداء . شاركوا في موكب التشييع تقدم مراسم التشييع وفد من رئاسة الجمهورية ضم كلا من البروف الأمين دفع الله الأمين العام للمجلس الأعلى للحكم اللامركزى ،الفريق أول آدم حامد موسى رئيس مجلس الولايات ،البروف خميس كجو وزير التعليم العالى ، الدكتور خليل عبدالله وزير الارشاد ،عيسى ضيف الله وزير الدولة للسياحة ، سليمان بدر قيدوم رئيس كتلة نواب جنوب كردفان بالبرلمان ،الدكتور محمد الامام وعمر سليمان ممثلا الولاية بمجلس الولايات ،الفريق دانيال كودى رئيس الحركة الشعبية جناح السلام ، مكى علي بلايل رئيس حزب العدالة، ووالي الولاية أحمد محمد هارون ونفر من حكومته وجمهورغفير من المواطنين من كادقلى والمناطق المجاورة ، وأكد الفريق آدم حامد ان هذ العمل الغادر لن يؤدي الا لتأخير الولاية وزعزعة أمنها واشاعة الفتنة وسط أبناء المنطقة ، وتساءل هل يريد هؤلاء الخونة ابادة شعب الولاية وأبناء جلدتهم ودمهم ولحمهم. ومن جانبه قال مولانا أحمد هارون انه باستشهاد ابراهيم بلندية فان ركنا كبيراً من أركان الولاية قد انهد .. ولكن عزاءنا أن رصاصه لم يضع هدراً ،وأضاف ان بلندية كان أحد أعمدة الولاية والسودان ككل ، وان افتقده أهل الولاية جميعا فانني أفتقده بشكل خاص ، وكذلك نفتقد الأخ د.فيصل ذلكم العالم الذي كنا أحوج ما نكون اليه في هذه المرحلة، وأضاف هارون قائلا ان الجهاد عقيدة لن تنتهي مهما تساقط دونها الشهداء ،وزاد: المقام الآن ليس مقام حديث وان الوقت للعمل ، وان الأفعال ستكون أقوى ،فيما قال الفريق دانيال كودي وعيناه تغالبهما الدموع معددا مآثر الشهيد ابراهيم بلندية ، وعبر عن استيائه لما درج ان يذهب اليه الجيش الشعبي بقيادة الحلو بتصفية قيادات النوبة ، وقال مخطباً الحلو: اذا كان اغتيال قيادات النوبة يقود لحل مشاكل الولاية والسودان فها أنا ذا اليوم هنا بكادقلي تعال فأقتلني ، وان شئت ألحق بي في منزلي بالخرطوم ،كما خاطب الجمع كل من بروفيسر الأمين دفع الله ،الأستاذ مكي علي بلايل، الأستاذ عمر سليمان وعدد من المسؤولين بالمركز. هؤلاء نجوا من الحادثة نجا من حادثة الغدر والخيانة التى وقعت الساعة الثالثة عقب صلاة الجمعة بمنطقة تقع ما بين قريتي كركندى وكتن شرق مدينة الكرقل بمحلية هبيلا،والتى يشك بأن من نفذها مجموعة تنتمى للجيش الشعبي بجنوب كردفان ،نجا كل من علاء الدين حرس رئيس المجلس التشريعى وقد أصيب بكسر فى يده ،عبدو تركى ،داؤود مهنا «قرب» الحكم المحلى المعروف ،عمر بلندية شقيق الشهيد بلندية ، دفع الله من أهالى منطقة الحادث ، سليمان أحد المنتمين لجماعة كافى طيارة وجميعهم حالتهم الصحية جيدة ،فيما سارعت الحركة الشعبية جبال النوبة الى نفى صلتها بحادثة الاغتيال ووصفته «بخلافات داخلية للمؤتمر الوطنى» والدافع وراء تصفية قيادات من ابناء النوبة فى داخل هذا النظام.. كيف تم تنفيذ الحادثة ومن هم الجناة ولماذا؟ كشفت مصادر ل«الصحافة» ان الحادثة وقعت عند الثالثة عقب ظهر الجمعة أثناء عودة ثلاث سيارات بوكس كان يستقلها بلندية ورفاقه من جولتهم الزراعية حيث وقفوا خلالها على عمليات التحضيرات الزراعية وعند خور يفصل ما بين قريتى «كركندى وكتن» شرق مدينة الكرقل بمحلية هبيلا تفاجأ الوفد باطلاق نار كثيف «رشاشات وقرنيتات وآربجى» تركيزا على السيارة التى كان يمتطيها «بلندية وفيصل بشير وعلي مطر والسائق حمدان» الاصابة وقعت على أرجلهم وفتح فى الأثناء الشهيد بلندية الباب وأطلق «ثلاث طلقات » الا أن الأعداء باغتوه عن قرب فاغتالوه ورفاقه واحدا بعد الآخر مع سبق الاصرار والترصد ،فيما تولت مجموعات أخرى ذات الحالة مع بقية العربات تمكن على اثرها الناجون من الاختباء داخل الأعشاب الى أن هربوا. وتفيد مصادر موثوقة ان الجناة هم من أبناء «كركندى وكتن» ولهم سوابق ولهم حالات مشابهة لمنع استغلال المشاريع الزراعية بالمنطقة ،وكان عددهم أكثر من «فصيلة» أكثر من «33» شخصا وكانوا ملثمين ينتمون للحركة الشعبية ، وقد دمروا ماكينة العربة التى كان يقلها بلندية ورفاقة بالقرنيت ،القوات الأمنية من جانبها لا زالت تتعقب الجناة ،ولكن هل الجناة من الحركة الشعبية، يعتقد ياسر كباشى مستشار والي جنوب كردفان وأقرب الأصدقاء للشهيدين بلندية وفيصل بشير ان الحادثة عمل استخباراتى ينم عن تعاون «طابور خامس » ومراقبة ومتابعة دقيقة ، ويقول كباشى ل«الصحافة» ان الحادثة قصدت بها الجهة المنفذة تصفية قيادات الولاية وكوادر النوبة ،ولا يستبعد أن تطال آخرين ،ويعزو كباشى الحادثة لاسباب سياسية ، ولا يستبعد أن تكون الحركة الشعبية قد نفذت الحادثة رغم نفيها ،ويؤكد كباشى أن الذين نفذوا الحادث لم يكونوا شفتة أو قطاع طرق بل عمل مخطط ومدبر ،مطالبا الحركة الشعبية بالمصداقية ومحاسبة منفذى الحادثة ويقول لا يعقل بان يكونوا من المؤتمر الوطنى كما وصفت الحركة ذلك ،الا انه عاد وقال الساعات القليلة القادمة ستكشف عن الجناة ،فيما يجزم منير شيخ الدين مستشار والي جنوب كردفان هو الآخر ان الحادثة تم تنفيذها من قبل الحركة الشعبية بدم بارد، ويقول انها مقصودة ومخطط لها وليست الأولى فقد نفذت الحركة فى وقت سابق اغتيال نفر من القيادات والمفكرين من أبناء النوبة عوض الكريم كوكو ،جبريل كرمبا، حسن بشير ،تاج السر بدين ،محمود كومى ومعهم «26» آخرين من الضباط من حملة الفكر السياسى والادارى بالحركة الشعبية ،ثم اغتيال عثمان بالكرقل وعبدالله الياس بحجر جواد وبابو بالمشروعات بعد الاعتداء على كمبو منير شيخ الدين نفسه ، وقال شيخ الدين الحركة أغلقت أبواب الحوار وأقدمت على ظاهرة خطيرة لا تشبه المجتمع السودانى ، والحل الوحيد الوقوف بقوة وصلابة لمواجهة مثل هذا الاستهداف ،الا انه عاد وقال لا تمنع الحادثة ممارسة الزراعة. من هو بلندية هو ابراهيم محمد بلندية أحد الشباب المؤسسين لتنظيم الكمولو السرى فى بداية الثمانينات والعديد من تنظيمان جبال النوبة السرية، وتقول القيادية بالوطنى عفاف تاور ل«الصحافة» ان بلندية كان رئيسا للحزب القومى السودانى قبل ان يلتحق بالحركة الشعبية وقد اغتالت مجموعة مسلحة زوجته الأولى دار السلام كوكو أثناء نومها بمنزلهم فى حى كلبا بكادقلى وله منها ولدان وبنت جميعهم تخرجوا من الجامعات ،ومتزوج كذلك من زوجته الحالية وله منها ولدان وخمس بنات فى مراحل الدراسة المختلفة ،فيمايؤكد كباشى ان الانقاذ اعتقلت بلندية فى بداياتها بسبب توجهاته السياسية قبل ان ينسلخ من الحركة الشعبية وينضم للوطنى كقيادى جاهز وفاعل مما أغضب الحركة الشعبية ويؤكد ان بلندية رياضى مشهور وكان لاعبا بنادى المريخ بكادقلى والرابطة كوستى وعدد من الأندية كما هو «عداء» معروف ومصارع بارع ، ويضيف كباشى ان بلندية درس بهيبان ويحتفظ بعلاقات جيدة مع معظم قادة الحركة والسودان ،رجل اجتماعى يحبه الجميع من أهل الولاية بمختلف اثنياتهم وآيديلوجياتهم كبارا وصغارا رجالا ونساء،ومشهود له بالكرم والشجاعة ولا يهاب فى الحق لومة لائم وهو باحث أكاديمى وخبير فى المشورة الشعبية ومتخصص فى الكثير من القضايا سيما قضايا الأرض والحواكير ،ويؤكد كباشى ان الشهيد بلندية يكفل عددا من الأسر ويقوم بواجب الكثير من الطلاب ومن يزور داره يجدها لا تنقطع اطلاقا عن الزوار بمختلف مقاماتهم، ويكشف ان بلندية يحرص دوما على الزراعة لتوفير حد الكفاف للكثير من الأسر ،وزاد كباشى لا يقل الشهيد فيصل بشير عن بلندية فهو مفكر وخبير فى التخطيط الاستراتيجى ظل من المهمومين بأمر نمو وتطور الولاية ،ويشهد كباشى لكل رفاقهم بالخير والعمل الصالح . آخر حديث قبل «24» ساعة من الحادث ماذا قال الشهيد عند اتصالى به قبل «24» ساعة من الحادثة؟ قال الشهيد أنا أقضى جل وقتى الآن بالمنطقة الصناعية لمتابعة تجهيز التراكتور للحاق بالموسم الزراعى ، وسؤال منى « لكن هل الأوضاع الأمنية مستقرة» ؟ قال بلندية: الزراعة ذاتها هى أحد أهم أدوات وأسباب الاستقرار الأمنى ،والسلطات الأمنية تبسط سيطرتها والباقى على الله» !! وزاد : مافى حل غير نداوم على الزراعة لقد خسرت ماديا كثيرا جدا نظير عملى بالمجلس التشريعى ولكن لأنه تكليف سأتحمل ذلك ولا يمنعنى من ممارستى لأعمال الزراعة» ، عدت لاقول : ولكنك ..؟ قاطعني الرجل قائلا « ماذا أعمل أشحت !، لقد نفد كل ما أملك وأنا قيادى ويوميا أواجه بكثير من المحتاجين من أهلى وهم فى أمس الحاجة! ولقد ارتبطت بمجموعة من العاملين والزملاء فى الزراعة ..وبعدين انت ذاتك نزرع ليك معانا ..»! رددت عليه « كتر الله خيرك ..وأنا أشكرك ما عندى نية فى الزراعة السنة دى «..!! .