هل يتفهم القادة والزعماء الأفارقة المجتمعون بأديس أبابا اهمية الاستماع الى صوت العقل ؟ ألم يكن في احداث مصر وليبيا وتونس ومالي والسودان وغيرها من الاحداث ما فيه العظة والاعتبار واليقين الموجب بأن استخدام القوة العسكرية لقمع الشعوب والقوى المدنية الحية ليس اسلوبا حكيما ومثالياً لاستدامة الامن والاستقرار ؟ لقد مثل مقتل الرئيس الليبي علي ايدي الثوار من شعبه ضربة قاصمة لروح التسامح الافريقي الذي كان ذات يوم يتسامح فيه الجميع مع القذافي حينما كان يزعم لنفسه العظمة ويطلق على نفسه اسم ملك ملوك افريقيا ، كان جميع زعماء ورؤساء الدول الافريقية يضحكون سراً وهم يستقبلون القذافي ويجاملونه باطلاق ذلك اللقب المضحك وهم يعلمون ان افريقيا لم تكن يوما من الايام قارة للملوك وانما هي قارة سوداء مظلمة غطتها الطبيعة بالغابات وشتى انواع الحيوانات من الشمبانزي الى الغوريلات ووحيد القرن وحيوان اسمه قانون الغاب يأكل بواسطته القوي الضعيف ومن اراد فيه الاستيلاء على الحكم والتمتع بالثروات فعليه بالسلاح وخوض حروب الابادة ، كانوا يعلمون ذلك جيداً ولكنهم كانوا يختانون انفسهم حينما يقبضون من القذافي مليارات الدولارات وهم يعلمون انها اموال الشعب الليبي المسكين . هذه هي افريقيا منذ آلاف السنين لم تتقدم الا قليلا وفي هذا الوقت الذي تنعقد فيه القمة الافريقية بالتحديد يجري النقاش فيه حول كيفية تبصير بعض الدول الافريقية بمصالحها لانها لا تعرف مصالحها ولو انها كانت تعرف مصالحها لما اندلعت الحرب الاهلية في مالي ولما انفصل جنوب السودان عن الوطن الام ولما ضربت الازمة الاقتصادية دولتي السودان بسبب تنازعهما على طريقة اقتسام عائدات النفط المستخرج من الجنوب والمصدر عبر الشمال ، ان دولتي السودان لا تعرفان مصلحتهما ولذلك اشتدت الازمة في جنوب السودان وانعدمت المواد الغذائية واكل الجنوبيون اوراق الشجر من الجوع اما في الشمال فقد ارتفعت اسعار ابسط الضروريات وارتفع الغلاء ، ان الزعماء الافارقة حري بهم وهم يجتمعون في اديس ابابا لمناقشة الازمات في مالي والسودان ان يناقشوا تغيير مفاهيم الحكم المترسخة في عقولهم وبدلاً من الاحتكام الى البندقية التي اورثتهم الخبال وسفكت دماء المدنيين والابرياء وتسببت في استهدافهم عالميا ودولياً عليهم ان يناقشوا افضل السبل للتداول السلمي للسلطة وان يخرجوا على الشعوب الافريقية التي تترقب بحذر البيان الختامي للقمة بما يفيد ويوقف سفك الدماء واهدار الاموال والثروات على شراء الاسلحة الثقيلة والخفيفة وتوجيه ثروات الشعوب نحو التنمية وتحسين الاوضاع المعيشية والارتقاء بالانسان الافريقي في مختلف الاقطار الافريقية لمستوى من الحياة الكريمة تجعله يعيش في النور ويكره الظلمة . وبما ان الحديث عن القمة يتطلب مشاركة الاعلاميين الافارقة في تغطية اعمالها ومتابعة توصياتها فقد كان لزاماً على قسم الاعلام بالاتحاد الافريقي ان يرسل الدعوات للتغطية قبل وقت كاف لانعقاد القمة وقد كنت اظن انني الوحيد الذي تلقى استمارة الحضور متأخرة - تلقيت الدعوة اثناء تواجدي بمدينة جنيف - ولكن يبدو ان المشكلة كانت عامة فقد شكا الزميل الصحفي طه جبريل وهو احد خمسة صحفيين معتمدين لدى الاممالمتحدة شكا من وصول الدعوة متأخرة بحيث تتعذر المشاركة وبالتالي ينتفي الغرض من التغطية الاعلامية ، كنا نريد من الصحفيين السودانيين والافارقة ان يحظوا بمشاركة اكبر في القمة الافريقية ولكن من الواضح ان خللاً تنظيميا واكب عملية الاعداد من قسم الاعلام بالاتحاد الافريقي حيث جاءت الدعوات الى الصحفيين متأخرة بعدة ايام. وكان من المحير ان ترسل استمارات طلب التغطية في اليوم الحادي عشر من يوليو متضمنةً ضرورة ارسالها قبل الثاني من يوليو الجاري ومشترطة ارسال صورة من تفاصيل مواعيد وصول رحلات الطيران التي سيقدم عليها الصحفيون !!. ان عدم تجويد العمل عادة افريقية معروفة ولذلك نحن نأمل ان يتحفنا قسم الاعلام بالاتحاد الافريقي في اوقات لاحقة بما يمكن ان يفيد القارة السمراء اعلامياً كيما تخرج من الظلمة الى نور الأمن والاستقرار .