إني رأيت أن لا يكتب إنسانٌ كتاباً في يومه إلا قال في غده: لو غُيِّرَ هذا لكان أحسنَ، ولو زيدَ كذا لكان يُستحسنُ ، ولو قُدِّم هذا لكان أفضلَ، ولو تُرك هذا لكان أجملَ، وهذا من أعظم العِبَرِ، وهو دليلٌ على استيلاء النقص على جُمْلةِ البشرِ . العماد الأصفهاني هل فكرت أخي المسلمة- أختي المسلمة أن رمضان هذا العام ربما يكون الأخير الذي تصومه فى حياتك ؟هل تفكر فى أن تجعله مختلفا عن رمضانك السابق؟ لَو نَظَرَ كُلٌّ مِنَّا فِيمَا مَضَى مِن عُمُرِهِ وَمَا خَلا مِن أَيَّامِ دَهرِهِ ثم سَأَلَ نَفسَهُ: كَم رَمَضَان مَرَّ عَلَيَّ؟ وَمَاذَا فَعَلتُ فِيمَا مَضَى مِن مَوَاسِمَ؟ هَل كُنتُ فِيهَا مَعَ المُشَمِّرِينَ المُسَابِقِينَ المُسَارِعِينَ، أَم كُنتُ مُسَوِّفًا مُقَصِّرًا عَاجِزًا؟ لوجدنا هنالك تقصيرا كثيرا لذا لن يكفي احدنا التحسر والندم بل التشمير عن ساعد الجد لإغتنام فرصة جديدة قد لا تتكرر ، فقد كان معظمنا سَهَرٌ في اللَّيلِ طَوِيلٌ، وَنَومٌ في النَّهَارِ وَبِيلٌ، وَتَفوِيتٌ لِصَلاةِ الجَمَاعَةِ، وَعَدَمُ إِدرَاكٍ لِتَكبِيرَةِ الإِحرَامِ، بَل رُبَّمَا تَركٌ لِلصَّلَوَاتِ المَفرُوضَةِ وَتَضيِيعٌ لها، فَكَيفَ بِصَلاةِ التَّرَاوِيحِ وَقِيَامِ اللَّيلِ؟! أَمَّا القُرآنُ فَمَا أَطوَلَ شَكوَاهُ مِنَ الهَجرِ وَعَدَمِ العِنَايَةِ بِهِ! وَأَمَّا الإِنفَاقُ فَمَا أَقَلَّ نَصِيبَنَا مِنهُ! وَأَمَّا المُشَارَكَةُ في البِرِّ وَنَفعِ الآخَرِينَ فَمُقِلُّونَ مِنهَا. هَذِهِ هِيَ أَحوَالُ أَكثَرِنَا فِيمَا مَضَى وَخَلا إِلاَّ مَن رَحِمَ اللهُ، وَأَحسَنُنَا حَالاً مَن يَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ قَلِيلاً مِنَ اللَّيلِ، وَيَقرَأُ مِنَ القُرآنِ شَيئًا وَلا يَكَادُ يَختِمُهُ، وَهُوَ في مَكَانِهِ هَذَا يُراوِحُ، وَلِمُستَوَاهُ مُنذُ سَنَوَاتٍ مُلازِمٌ، يَتَقَدَّمُ عُمُرُهُ ولم يَتَقَدَّمْ عَمَلُهُ، وَيَقتَرِبُ أَجلُهُ وَلم يَزدَدْ تَأَهُّبُهُ ، وما دام الإنسان حيا وفي كامل قواه العقلية ،فهو مأمور بالتوبة، من ذنب أو من غير ذنب، وتجديدها كلما سنحت الفرصة، وليس هنالك ذنب مهما عظم ،لا تصح التوبة منه، أو لا تقبل التوبة منه كما يعتقد البعض ، ورمضان فرصة طيبة لتصحيح أخطائنا وتقصيرنا ،فيما فرطنا فى سابق أعمارنا، ولهذه الغفلة التى يقع فيها الكثيرمنا ،آثارا سلبية ،ونتائج فادحة، قد تصيب المرء في مقتل ، وخصوصا إذا فاته الأوان، بأن لقي ربه ،وهو على تلك الحال، من الانغماس في المنكرات ،وترك الواجبات،فكم من اخوان لنا صاموا معنا العام الفائت، واليوم نفتقدهم؟ ومن تلك الآثار القبيحة الخطيرة، شقاوة في الحياة وضنك في المعاش. فيا أخي الصائم كم من ذاهب بلا إياب، وكم من حبيب على الرغم قد فارق الأحباب وترك الأهل والأصحاب وانتقل إلى ثواب جزيل أو عقاب وأنت ما زلت مخدوعًا بهذه الدنيا وسفرك على اقتراب، فانتبه واستعدّ للرحيل بعمل صالح تفرح به عند مقابلة ربك الجليل. اللهم إنا نسألك أن تهدينا بهداية الإيمان، وأن تغفر لنا الذنوب والعصيان، اللهم واجعل الدنيا في أيدينا، وأعنّا اللهم على طاعتك، واغفر اللهم لنا ولجميع موتى المسلمين. . إن شهر الصيام إخواني هو موسم النفوس الطائعة، وهو مدرسة كاملة للتربية ،على الأخلاق الفضيلة، من الأمانة والصبر والرحمة ،والشعور بآلام الفقير والمحتاج، فالصائم أمين على هذه العبادة التي لا يشوبها الرياء،والرياء كما تعلمون أصغر أنواع الشرك بالله، لأن الصيام سرّ بين العبد وربه (الصوم لي وأنا أجزئ به) فالصوم فيه تجديد للعهد على الطاعة والعبادة يقطعه المخلصون على أنفسهم، والصائمون على المعاصي، طمعا في فضل ومغفرة خالقهم،وكما قال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم :(إن في الجنة بابا يقال: له الريان ،يدخل منه الصائمون يوم القيامة ،لا يدخل منه أحد غيرهم ،يقال :أين الصائمون ؟فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم ،فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد) وبصومنا لرمضان على هدي نبينا الكريم تسمو أرواحنا ، وتطيب نفوسنا وأعمالنا ، وتصقل قلوبنا ، وتنقّى سرائرنا ، وتزكّى نفوسنا ، ويذهب درَنها، ويتساقط وزرها. * مختلفون حتى فى شعيرة الصيام ! كل عام نجد أن أمتنا الإسلامية لا تتوحد فى صومها فهناك أكثر من دولة عربية وإسلامية صام الناس فيها يوم السبت بينما بدأ السواد الأعظم الصوم يوم الجمعة ولما كانت عبادة الصوم مرتبطة برؤية هلال رمضان لحديث النبي عليه الصلاة والسلام : (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غمّ عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين) تجد هناك من لا يصوم لرؤية الهلال بواسطة التلسكوبات الفلكية وغيرها ويصر على رؤية الهلال فلماذا لا تصوم الأمة كلها لرؤيته من خلال هذه الوسائل الفلكية العلمية الحديثة؟ مجرد سؤال نعلم علم اليقين أنه لن ينهي جدلا قديما متجدداكل عام . *شياطين الفضائيات: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قَال : (إِذَا كَانَت أَوَّلُ لَيلَةٍ مِن رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الجِنِّ، وَغُلِّقَت أَبوَابُ النَّارِ فَلَم يُفتَحْ منها بَابٌ، وَفُتِّحَت أَبوَابُ الجَنَّةِ فَلَم يُغلَقْ مِنهَا بَابٌ، وَنَادَى مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الخَيرِ أَقبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقصِرْ، وَللهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلِكَ في كُلِّ لَيلَةٍ). فاذا كان الله سبحانه وتعالى يصفد الشياطين فى هذا الشهر الكريم حتى يغنم الصائمون ويفوزوا بالجنان فإن بعض إخواننا من القائمين على أمر الفضائيات يطلقون شياطين الإنس من مخرجين وممثلين ومن أهل الفن حتى يجعلونا نحن ضعاف الإيمان فى حيرة من أمرنا فالمسلسلات تعرض فى أوقات الصلوات وطوال الليل فلماذا لا تساعد الفضائيات الناس بتركهم لشهر واحد يتعرضون لنفحات الله فى دهره؟ *الشيخ كشك رحمه الله في آخر لقاء مع الشيخ الخطيب عبدِ الحميد كشكٍ رحمه الله سأله الصحفي: ما البرامج التي تعجبك وتجلس أمام التلفزيون لمتابعتها ؟ فأجاب :أنا لا أجلس أمام التلفزيون إلا للضرورة السياسية كخطاب سياسي أما غير ذلك فإن الله تبارك وتعالى أكرمني بفقد البصر حتى لا أرى ما يغضبه . رأيت العمى أجراً وذخراً وعصمةً لا ضير أخي الصائم فى أن تجلس أمام التلفاز، لكن حذار أن تنظر الى ما لا يرضي الله فى هذا الشهر الفضيل ثم سئل عن تجربته في الحياة سواء في السجن والمحنة أم غيرها وما الحكمة بعد كل هذه التجربة ؟ فقال : لخصتها في ستِّ حِكم : ذقت الطيباتِ كلَّها، فلم أجد أطيب من العافية، وذقت المراراتِ كلها، فلم أجد أمرّ من الحاجة إلى الناس،وحملت الصخر والحديد، فلم أجد أثقل من الدين، ولو سئلت عمن هو أثقل من السموات والأرض لقلت : تهمة البريء. الشجاعة ليست هي التهورَ، إنما أن تقول الحق دون أن تسمح للآخرين بأن يتسلقوا على كتفيك. وإياك أن تغتر بالعواطف، فإن العواطفَ تخفي وراءها ما وراءها . *حتى ينكح أربع نسوة دخل أعرابي على الحجاج فسمعه يقول: لا تكمل النعمةُ على المرء حتى ينكح أربع نسوة يجتمعن عنده، فانصرف الأعرابي فباع متاع بيته، وتزوج أربع نسوة، فلم توافقْه منهن واحدة، خرجت واحدة حمقاءُ رعناءُ، والثانية متبرّجةٌ، والثالثة فاركٌ أو قال: فروك، والرابعة مُذَكَّرة، فدخل على الحجاج فقال: أصلح الله الأمير، سمعت منك كلاماً أردت أن تتم لي به قرةُ عين؛ فبعت جميع ما أملك، حتى تزوجت أربع نسوةٍ، فلم توافقني منهن واحدة، وقد قلت فيهن شعراً، فاسمع مني، قال: قُل. فقال: تزوجتُ أبغي قُرّةَ العينِ أربَعا ***فياليتَ أنّى لم أكن أتزوَّجُ وياليتنى أَعْمَى أصمُّ ولم أكُنْ *** تزوجتُ بل ياليت أنى مُخَدَّجُ فواحدةٌ ما تعرفُ الله ربَّها *** ولا ما التُّقَى تدري وَلا ما التَّحرُّجُ وثانيةٌ ما إن تقرَّ ببيتها *** مذكّرةٌ مشهورة تتبرَّجُ وثالثة حمقاءُ رَعْنَا سخيفةٌ *** فكل الذي تأتي من الأمر أعوجُ ورابعةٌ مفروكةٌ ذاتُ شِرَّةٍ *** فليستْ بها نفسي مَدَى الدهر تُبْهَجُ فهنَّ طلاقٌ كلُّهُن بوائنُ *** ثلاثاً ثلاثاً فاشهَدُوا لا تلجلجوا فضحك الحجاج حتى كاد يسقط من سريره، ثم قال له: كم مهورهنّ؟ قال: أربعة آلاف درهم. فأمر له بثمانية آلاف درهم. *جنون أنا متعَب ودفاتري تعبت معي هل للدفاتر يا ترى أعصاب؟؟ لاتعذلوني إن كشفت مواجعي وجه الحقيقة ماعليه نقاب إن الجنون وراء نصف قصائدي أوَ ليس في بعض الجنون صوابُ ! فإذا صرخت بوجه من أحببتهم فلكي يعيش الحبُّ والأحباب *دعاء اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمؤمنين يوم يقوم الحساب، اللهم اجعلنا مقيمي الصلاة ومن ذرياتنا ربنا وتقبل دعاء، ربنا هب لنا حكماً، وألحقنا بالصالحين، واجعل لنا لسان صدق في الآخرين، واجعلنا من ورثة جنة النعيم، ولا تخزنا يوم يبعثون، ربنا هب لنا من الصالحين، ولا تجعلنا فتنة للذين كفروا، وأوزعنا أن نشكر نعمتك التي أنعمت علينا، وأن نعمل صالحاً ترضاه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين. ٭ كاتب سوداني مُقيم في قطر