٭ وصف الله عز وجل نفسه بأنه شكور، قال تعالى:(ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكراً عليها) النساء 147. ٭ وقال عز وجل عن نفسه:( إن الله غفور شكور) الشورى 23، وقال:( إنه غفور شكور) فاطر30، وقال:( والله شكور حليم) التغابن17. ٭ قال قتادة، رضى الله عنه معنى ذلك، ان لا احد اشكر من الله جل جلاله، ولا أجزأ بخير من الله عز وجل. ٭ وشكر الرب تعالى، له شأن آخر كشأن صبره، فهو اولى بصفة الشكر من كل شكور، بل هو الشكور على الحقيقة، فإنه يعطي العبد، ويوفقه لما يشكره عليه، ولما كان عز وجل هو الشكور على الحقيقة، كان أحب الخلق اليه من اتصف بصفة الشكر، كما ان ابغض خلقه اليه من عطلها واتصف بضدها، وهذا شأن اسمائه الحسنى، وكل ما يحبه فهو من آثار اسمائه وصفاته وموجبها، وكل ما يبغضه فهو مما يضادها وينافيها. ٭ قال ابن القيم رحمه الله: سمى الله نفسه (شاكراً وشكورا)، وسمى الشاكرين بهذين الاسمين، فأعطاهم من وصفه، وسماهم باسمه، وحسبك بهذا محبة للشاكرين وفضلاً. ٭ ومن أمثلة شكر الله، انه امتن على عباده بفرض الصيام، وإنزال القرآن ، ثم امتن عليهم ورحمهم بالتخفيف عنهم في شأن المشقة، ثم قال لهم (ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم) البقرة 158. ٭ والله سبحانه وتعالى يشكر القليل من العمل والعطاء، فلا يستقله أن يشكره، ويشكر الحسنة بعشرة امثالها، الى اضعاف مضاعفة، لا نسبة الى احسان العبد اليها، والله سبحانه هو الذي اعطى العبد ما يحسن به الى نفسه، فهو المحسن بإعطاء الاحسان وإعطاء الشكر، فلا احد احق منه سبحانه. ٭ واعظم الخلق شكراً لله عز وجل، هو اعرفهم به، وهو سيد ولد آدم، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، جاء عن ابي بكرة رضي الله عنه: ان النبي صلى الله عليه وسلم، كان اذا جاءه امر يسره خرَّ ساجدا لله عز وجل شكراً له. ٭ فلنتنأس في شهر رمضان المعظم، بسيد ولد آدم، محمد بن عبد الله، عليه افضل الصلاة والتسليم، ولنشكر الله شكراً كثيراً.