فى كل عام انتظر موسم الخريف عند بوابة الفرح الوسيم وتمور دواخلى ببهجة لذيذة وانا أتامل تشكيلات السحب الرمادية اللون تتشكل لوحات جمالية تلقائية تتجمع وتتناثر ومن خلف المدى البعيد تدوى اصوات الرعد الغاضب فتثير فينا شعوراًغامضاً فيما تعبث الرياح المعبقة بعطرالتراب بالاشجاروالمبانى وتعزف سيمفونية صاخبة على ايقاع زخات المطر المنهمر من صحن السماء وبعيدا عن الكوارث التى يتسبب فيها المطر والشوارع والساحات السابحة فى برك المياه والتى ستصبح بعد حين مسرحا تعزف فيها الضفادع لحن النشاذ ومستنقعات تفرخ الملاريا وفى الغناء والمطر يحدث عزلة ايجابية المطرحين يعتقل الناس قسرا فى مكان واحد يتجاذبون فيه الحديث ويستعيدون الذكريات وهو ايضا مساحة للتواصل ولمة النفير وللمطر ألقه وبهائه فى الريف والمدن القصية التى تكتسى بالعشب والزرع وتزدهى بالخضرة والاحلام والجمال الذى ألهب خيال الشعر العامى ومن اجمل ذلك القصيد ابيات الشاعر والاديب الراحل قاسم عثمان بريمة حليل كردفان وقت تدودي رعوده وتموج السحاب وأطياره تعزف عوده يتبلل نسيمه يشرح ليك معاني سعوده تبين زى عروس بالهنا والنعيم موعوده نشم دعاشا نتكرف ونطرى ناسا نتشرف ما دام براقها شال طرف قطع شك الأبيض خرف ومكتبة الاغنية السودانية حافلة بالاغنيات التى تناولت الخريف ومفردة المطر ومنها مطر الرشاش كلمات محمد عبدالله أبكرغناء الفنان صديق عباس وعصافير الخريف التى جمعت اسحاق الحلنقى ومحمد وردى و مطر الحزن للنخلى ومعظم تلك الاعمال مشاريع لاغنيات سياحية مصورة تعكس جمال السودان فوتوغرافيا ملونة فى رائعة الشاعر المهاجر عاطف خيرى شهيق التى تغنى بها الراحل مصطفى سيد احمد مقطع غنى بالاخيلة والمعانى المستلهمة من الخريف وعاطف الذى اختفى طوعا فى غياهب القارة الاسترالية منذ سنوات لايزال محافظا على موقعه المتقدم فى خارطة الشعر السودانى الحديث رغم قلة انتاجه المتاح نكر صوتك صداك غالطني الزمن فيك شهرت على الجفاف وعدك بطاقاتنا الخريفية . رجع فاضي الكلام مليان معاك إتبرجت غيمة وشهق جوايا صوت جدول مرقت على المطر حفيان لقيتك والرذاذ مدخل