تتضاعف مسؤوليات النساء في رمضان المكلفات بإعطاء رمضان طابعه الخاص الذي يتميز بتعدّد أصنافِ الطعام، وكثرةِ العزائم والدعوات والسهرات، فتزدادُ مهامُ الزوجات العاملات تعقيداً في ظلّ ضغطِ العمل وضغط تحضير للمائدة والسهرة الرمضانية فور العودة من العمل، لتدخل في دوامة اعداد الاطباق المتنوعة بجانب العصائر لكي تضفي جواً من السرور والبهجة على أفراد أسرتها وتحاول تعويضهم عن فترة غيابها عن المنزل. وأوقات هؤلاء النسوة تبدو شحيحة جدا في رمضان فلا ينصرفن إلا في أوقات متأخرة، وقد لا يجدن الوقت الكافي لإعداد وجبات شهية ولذيذة للأسرة. «الصحافة» استطلعت آراء بعض الموظفات اللواتي يعملن خارج المنزل ويعدن من العمل ليبدأ دوام آخر في المنزل.. فكيف توفق الأم الموظفة بين عملها خارج المنزل وداخله؟ السيدة حنان عباس قالت: بصراحة نحن نسرق الوقت سرقة، وأحياناً أطلب إذناً قبل نهاية الدوام، مشيرة إلى أن زحمة المواصلات والشوارع التي تعج بالناس قد تمنعها أحياناً من الوصول إلى المنزل، حيث تصل في ساعة متأخرة عصراً، ماضية في القول: «أنا ادخل المطبخ فور عودتى من العمل ولا أخرج منه قبل الساعة السابعة والنصف، وبعدها يبدأ مشوار التنظيف ولملمة المنزل بعد نهاية الإفطار.. وهذه هي حياة المرأة الموظفة». فيما اشارت منال عبد الكريم «موظفة» الى انها تحرص قبل بداية رمضان على الخروج لشراء الخضروات ومستلزماتها واحتياجات رمضان كاملة ثم تقطيعها وتقسيمها في اكياس ووضعها في الفريزر. وتمضى قائلة: «كذلك الحال مع الطماطم اغسلها واقطعها واضربها في الخلاط واقسمها في اكياس بحيث يكفي كل منها اعداد وجبة، واحفظها في الفريزر، كذلك البصل والثوم بعد تقشيره افرمه واحفظه في اكياس في الفريزر، واشتري كمية كافية من الدجاج واقطعها حسب الحاجة، وكذلك اللحوم، واضعهما في الفريزر»، ماضية الى ان ذلك يسهل عليها عملية الطهى عند العودة من العمل. وبدورها قالت صفاء سليمان مدرسة: «إنني لا أحس بصعوبة كوني موظفة أو أن شهر رمضان حلّ علينا في فصل الخريف، ما يعنى زيادة اعباء النظافة». وتضيف صفاء أن نصف أعمالها تقوم بها في المساء أي قبل يوم من طبخها، فالوظيفة في الدولة تختلف من مؤسسة إلى أخرى، «فأنا مثلاً أخرج من المنزل الساعة التاسعة صباحاً وأعود في الثانية عشرة ظهراً، لذلك فإنني أرى أن الوقت كله ملكي فلا أحس بضغط الوقت، أما غيري من السيدات الموظفات فقد لا يجدن الوقت الكافي لتحضير الطعام.. لاسيما إذا كانت لديهن عزيمة، ففي هذه الحالة يجب ألا يذهبن إلى العمل إطلاقاً». وترى فايزة قسم السيد «موظفة» أنه ليس من السهل أن تعمل المرأة خارج المنزل وداخله بشكل متواصل في وقت واحد، ماضية الى القول: «لا أستطيع أن أجد الوقت لأفعل ما أريد، فعند عودتي من العمل يبدأ دوامي في المطبخ، حيث لا أخرج إلا عند الساعة السابعة مساءً رغم انى اقوم باعداد عدد من الاطباق مساءً ووضعها في الثلاجة لتيسير مهمة تجهيز صينية رمضان».