إذا كانت مشقة شهر رمضان المعظم تقتصر لدى بعضنا على الجوع والعطش، أو العمل فى ظل درجات حرارة مرتفعة لساعات معينة من النهار، فالمعاناة البالغة تقع على المرأة العاملة، والتى لا تقتصر معاناتها على مشاق الصيام أو التزاماتها الوظيفية، بل تتسع الدائرة لتشمل جميع الأعباء المنزلية التى تتضاعف خلال شهر رمضان، وبعضهن يواصلن العمل ليلاً ونهاراً من أجل الإعداد للإفطار حتى وقت السحور. إختزال وقت: وتقول الموظفة نادية سليمان للسوداني:بالفعل هناك معاناة تواجهها المرأة العاملة في رمضان وهي عدم تمكنها من توافق مهام عملها ومواعيد عودتها إلى المنزل وإعداد طعام الإفطار الذي يتطلب وقتاً وجهداً كبيرين، امابالنسبة لي فلا وقت بعد عودتي إلى المنزل حيث انني عادة ما ارجع عند الساعة الخامسة عصرا، وأستغرق وقتاً في تلاوة القرآن الكريم وصلاة العصر وعندما أدخل المطبخ اجد بناتي قد قمن بتحضير وتقطيع ما احتاجه من خضروات وبهارات لذلك يختزلن الزمن اللازم للطبخ. إجازة سنوية: بينما ترى نورة صلاح أنها تحصل على إجازتها السنوية خلال شهر رمضان حتى تتفرغ للعبادة ولإعداد الأكلات التي يشتهيها زوجها وأولادها، مبينة أن عملها كطبيبة ليس له مواعيد... وهذا يتنافى مع طبيعة الشهر الكريم، الذي يستلزم وجودها مع الأسرة. حلول بديلة: رندا إبراهيم موظفة في إحدى شركات الطيران قالت ان الأعباء تزيد عليها في رمضان مابين العمل والمنزل، ولهذا السبب فهي تلجأ إلى تجميد الطعام بعد أن تخضعه لنصف الإستواء، وذلك لعدم توفر وقت كافٍ للطبخ، ووافقتها في الرأي ريهام صالح حول أن المرأة العاملة بحاجة ماسة لمثل هذه الأفكار والبحث عنها والتنويع فيها، حيث تحاول المرأة العاملة بقدر المستطاع ان لاتقصر في بيتها. معادلة صعبة: وأرجعت هيفاء دفع الله أسباب لجوء بعض النساء إلى تجميد الطعام إلى عدم وجود الوقت الكافي في رمضان، وعدم وجود عاملة مساعدة في المطبخ نسبة للظروف الإقتصادية (الجبارة) على حد وصفها، إلى جانب عدم قدرة بعض السيدات على التفنن في الأصناف مع كثرة طلبات الأسرة واستقبال الضيوف، ما زاد من الإقبال على المجمدات من إيدامات ومعجنات وحلويات. تفهم زوج: ويقول أشرف محمد للسوداني أنه يضطر في بعض الأيام لتناول طعام الإفطار عند والدته، بسبب ظروف عمل زوجته في أحد المستشفيات قالت لنا أنها في شهر رمضان تواجه إمتحانا صعبا تنجح في أيام وتفشل بإمتياز في الأخرى. ولكن طبيعة زوجها المتفهمة هو مايبعدهما من دائرة الشجار بينما يرفض حامد الحاج هذه المزاعم جملة وتفصيلاً، ويضيف قائلاَ إن المرأة الهميمة تقوم بدورها المنزلي في رمضان وغير رمضان فإنها تؤدي ساعات دوامها ومع ذلك تقوم بمهام منزلها في رمضان على خير مايرام... فهي تعود من مهام عملها ومع ذلك كله فإنها تبادر للقيام بإعداد ما لذ وطاب من طعام إفطار وعشاء وسحور في رمضان... ويضيف: إن المسألة لا تعدو كونها عدم تنظيم الوقت لدى الموظفة ، فلو بادرت إلى ذلك وبخاصة في رمضان لكان أفضل للتغلب على هذه المزاعم. السوداني