أعلن البيت الابيض أمس أن الانتخابات العامة السودانية شابتها «مخالفات خطيرة»، وأن الولاياتالمتحدة ملتزمة بالمساعدة في ضمان اجراء استفتاء في عام 2011 على استقلال الجنوب بطريقة نزيهة، بيد ان المؤتمر الوطني رفض التوصيف الاميركي للانتخابات بعدم الحرية والنزاهة، لكنه رحب برغبة الولاياتالمتحدة في التعاون مع الحكومة المنبثقة عن هذه الانتخابات، وقال البيت الابيض في بيان صادر أمس عن الناطق باسمه روبرت غيبس «الولاياتالمتحدة تأسف لان المفوضية الوطنية للانتخابات في السودان لم تبذل مزيدا من الجهد وتتعامل مع مثل تلك المشاكل قبل عمليةالاقتراع،لكن البيت الأبيض اعتبر أن الانتخابات «خطوة أساسية» ضمن عملية تطبيق اتفاق السلام الشامل . واضاف البيت ان الانتخابات السودانية لم ترق الى المعايير الدولية لكنها رغم ذلك تبقى خطوة اساسية في مسيرة تحقيق السلام في البلاد،ولفت الى ان السودانيين لم يمارسوا حقوقهم السياسية ولم يتمتعوا بالحرية الكاملة خلال مجمل العملية الانتخابية فيما تحدثت تقارير عن عمليات ترهيب وتهديدات باللجوء الى العنف في جنوب السودان.وجاء في البيان ان الصراع في اقليم دارفور لم يسمح بتوفير الظروف الملائمة لاجراء الانتخابات فيه بشكل مناسب. ونوه البيان بأهمية المضي في المرحلة المقبلة بالاستمرار في الضغط لاعطاء «الحقوق المدنية والسياسية لجميع السودانيين»، معتبرا أن هذا الأمر «لا تنتهي صلاحيته مع اتفاقية السلام، وعلى جميع الأطراف أخذ العبرة من هذه التجربة لتحسين الاستعدادات للانتخابات المستقبلية والاستفتاء.» وأكد البيان أن الولاياتالمتحدة تبقى ملتزمة «للعمل مع المجتمع الدولي لتطبيق باقي عناصر الاتفاقية وضمان حدوث الاستفتاء في موعده وباحترام نتائجه.» وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية بي. جيه. كرولي قال ان الانتخابات السودانية»لم تكن حرة أو نزيهة.» وأضاف «كما انها لا تفي بصفة عامة بالمعايير الدولية.» وتابع في تصريحات للصحفيين «بعد قول ذلك أعتقد اننا نعترف بأن الانتخابات خطوة بالغة الاهمية» نحو تنفيذ اتفاق سلام 2005». واعتبر كرولي ان العديد من الذين تم اختيارهم في الانتخابات برغم الاخطاء سيقومون بأدوار مهمة بشأن «ما إذا سيكون هناك استفتاء نعتقد صراحة أنه قد يقود إلى ظهور دولة جديدة»، في إشارة إلى اقتراع على انفصال الجنوب ينظم في 2011، وقال «لذلك بينما ندرك ان هناك اخطاء وفشلا فيما يتعلق بهذه العملية الانتخابية، فإننا سنعترف بأنه يوجد قدر كبير من العمل الذي يجب ان يتم.» وأضاف «الولاياتالمتحدة ستواصل العمل مع الحكومة في الشمال والحكومة في الجنوب ونحن نمضي قدما.. الاستفتاء البالغ الاهمية سيجري في يناير من العام القادم.» من جهته، رحب المؤتمر الوطني برغبة واشنطن في التعاون مع الحكومة المنبثقة عن الانتخابات ، غير انه رفض قولها إن هذه الانتخابات لم تكن حرة ولا نزيهة. وقال المسؤول السياسي في الحزب إبراهيم غندور، إن «أحد أهم المعايير التي تحقق الوفاء بالمعايير الدولية هو معيار الحرية والنزاهة، ونحن حققنا هذا المعيار»،وأضاف «إننا نرحب بالتعاون مع الحكومة الأميركية من أجل تطبيق اتفاق السلام الشامل ومن أجل العلاقات الثنائية».