حذر والي ولاية الخرطوم عبد الرحمن الخضر بعد ساعات من إعلان فوزه بهذا المنصب في الانتخابات السودانية من أن السلطات لن تسمح بأن تكون الخرطومطهران أخرى، أو نيروبي أخرى، بعد إعلان النتائج النهائية للانتخابات. وقال الخضر إن "أي ممارسة في إطار القانون ليس لدينا عليها تحفظ ولكن أي تفلت سنرد عليه بما يستحق". وردا على ما أثير بشأن حدوث سيناريوهات مثل ما حدث في بعض المدن العالمية قال الوالي "لن نسمح بأن تكون الخرطومطهران أخرى أو نيروبي أخرى"، في إشارة للاحتجاجات التي تلت إعلان النتائج في إيران في يونيو/حزيران الماضي وفي كينيا عام 2007. وقال "إن حزبه لن يقيم احتفالات رسمية بالفوز إلا احتفالا واحدا بمقر الحزب واحتفالات مبسطة على مستوى كل دائرة وذلك اتساقًا مع المبادرة التي قدمناها لقادة الأحزاب بالحفاظ على أمن العاصمة". يأتي ذلك في حين أعلن مسؤول في المفوضية القومية للانتخابات أنها أجلت الإعلان عن النتائج النهائية دون أن يحدد موعدا له، وعزا ذلك -في تصريحات صحفية- إلى تعقيدات العملية الانتخابية. وكانت المفوضية قد أعلنت الأحد النتائج الرسمية الأولى التي أظهرت تقدم الحزب الحاكم بزعامة الرئيس عمر البشير في عدد من ولايات الشمال بأغلبية كبيرة. الحركة تنفي في موضوع آخر نفت الحركة الشعبية لتحرير السودان على لسان نائب أمينها العام ياسر عرمان توصلها لاتفاق مع شريكها بالحكم حزب المؤتمر الوطني على قبول نتائج الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي والتشكيل الحكومي المقبل. وقال عرمان لوكالة الصحافة الفرنسية إن الاجتماع الذي تم بين الحزبين جرى فيه تقييم الوضع في البلاد، ولم يشمل أي اتفاق بشأن تشكيل الحكومة ونتائج الانتخابات. وكان علي عثمان محمد طه نائب الرئيس السوداني قد عقد اجتماعا مع سلفاكير ميارديت رئيس حكومة الجنوب ورئيس الحركة الشعبية في جوبا. وأعلن بيان صدر الثلاثاء بعد الاجتماع أن الطرفين اتفقا على القبول بنتائج الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي، وأكدا ضرورة تنفيذ اتفاقية السلام الشامل والالتزام ببنودها. واتفق الحزبان أيضا على الإسراع في تنفيذ بنود اتفاقية السلام الشامل، وعلى رأسها ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب والاستعداد لمرحلة الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب، الذي سينظم العام القادم. انتقادات أميركية وعلى صعيد آخر انتقدت الإدارة الأميركية المفوضية القومية للانتخابات في السودان، وقالت إنه كان عليها بذل مجهود أكبر لمنع حصول ما سمته "تجاوزات" شهدتها هذه الانتخابات. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس إن الولاياتالمتحدة "تأسف لأن الحقوق السياسية والحرية كانت مقيدة خلال العملية الانتخابية"، مضيفا أن النزاع في إقليم دارفور بغرب البلاد "لا يوفر مناخا مناسبا لاقتراع مقبول". وأضاف البيت الأبيض أن هذه الانتخابات شابتها "مخالفات خطيرة"، وتم فيها "الالتفاف على الحريات المدنية والسياسية"، مشيرا إلى أنه "وردت أنباء تفيد وقوع ترهيب وتهديدات بالعنف في جنوب السودان". وقد رفض حزب المؤتمر الوطني الاتهامات الأميركية، لكنه رحب بالتعاون مع واشنطن، وقال القيادي فيه إبراهيم غندور إن "من أكثر المعايير للإيفاء بالمتطلبات الدولية الحرية والنزاهة، وقد حققت الانتخابات هذه المعايير". ورحب غندور بالتعاون مع الحكومة الأميركية لتطبيق اتفاق السلام الشامل الذي أنهى أكثر من 20 عاما من الحرب الأهلية بجنوب السودان.