٭ يبدأ الحب الالهي باتباع الهدى المحمدي (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)- صدق الله العظيم- هن سبع كلمات لا اكثر جمعن كل معاني الدين وفلسفته ومحوريته هما الله عز وجل ورسوله المصطفى عليه الصلاة والسلام، وقل إن كنتم ...آلايه اطلعت اخيراً على مؤلف للاستاذ الصحفي طارق شريف بعنوان كرومة كروان السودان ووجدت فيه تعليقا للاستاذة الكاتبة الشهيرة امال عباس المرأة (النخلة) تناولت فيه بالتعليق واقعا واشراقات روحية وجدانية لسيدي الشيخ قريب الله الطيبي بعنوان يا ليل ابقالي شاهد، وهذه الواقعة حدثت حيث كان كرومة وثلة من شباب ام در يتسامرون ليلاً وحدث ماهو معروف من مناجاة اخذت بالقريب الى سماوات الحب الالهي عابراً بروحه الشفافة الى المصطفى عليه الصلاة والسلام. لقد شاقني وسرني جداً ما تناولته الاستاذة امال لشيخها ووالدها القريب فهى ابنة وتلميذة عباس العجب عليه الرحمة، فهو من شيد مقامه وأقام قبته وهى واسرتها على ارتباط بالبيت القريبي والفاتحي والحسني احسن الله اليها كما أحسنت وأبرت لمن كان والدها يبرهم بذلك تعود الى المناجاة فالمعروف عن القريب انه كان يمثل ريحانة البيت الطيبي ذكراً وولهاً وهياماً في حب الله ورسوله، وله مواقف عديدة في التربية والسلوك في ذاك الزمان الطيب فقد ادركنا كبار المشايخ الذين تتلمذوا عليه وعلمنا بروائع ومنهجية القريب في السلوك والزهد والتقوى . وأكثر ما أثار كوامن الحب لدى الاستاذة امال شوادن القريب في ديوانه رشفات المرام إذ ذكرت بعض المقاطع التي اجدها محببة للنفس وذكرها مفيد عندما قال القريب: وبعض وجوه اشرقت من بهائها تلوح لنا فيها البشاشة والبشر وأنس نديم لا يمل حديثه وشرب مدام طاهر كاسها بكرُ يمر بها في اخر الليل سادن من الملأ الاعلى يفوح بها عطرُ لذلك يمكن ان ندرك ما اخذ القريب عندنا كروان السودان كرومة وهو يردد بصوته الشجي يا ليل ابقالي شاهد على نار شوقي وجفوني.!! فهو من قال يمر بها في اخر الليل سادن- فهو لاشك من الذين قليلاً ما يهجعون وبالاسحار هم يستغفرون فكيف يكون حاله الشفاف بصوت من ينادم الليل سامراً وصدق من قال كل يغني على ليلاه. والقريب كما عرفنا من شيخونا الكرام عليهم الرحمة زين العابدين وبكير وبابكر الطاهر وسيد الحكيم كان صاحب مدرسة استثنائية في التربية والسلوك فهو قيثارة الحب المحمدي بين العارفين وريحانة البيت الطيبي كما ان له صولات وجولات في الزهد فقد حكى لنا شيخنا زين العابدين الحسن انهم ذات يوم عصراً يقرأون منظومة سيدي الدرديري فحضر محمد احمد البرير وهو من أثرياء البلد وجلس وتم تقديم الضيافة له إلا انه ظل جالساً فناداه القريب يا محمد احمد نحن بنجي نشغلكم من شغلكم في السوق؟ فرد عليه البرير انا قلبي مقطوع يا بوي فلي ثلاثين رطل ذهب صادروها في أسوان، فقال له الذهب حقك قال نعم قال له اذهب الى عملك ففي اليوم الثاني في ذات المواعيد حضرت عربة كارو محملة بكل الاحتياجات حتى الخرفان والدمورية والدبلان، فقال لزين العابدين قوموا اعملوا العشاء وكل فقير يقطع سروال وعراقي وانت يا زين العابدين اقطع عراقيين وسروالين دبلان ودمورية - عجب. وحكي لنا شيخنا بكير بان حضر مُداح احمدية ثلاثة وبعد الانشاد ما كان لدى القريب ما يكرم به مداح المصطفى عليه الصلاة والسلام فقال يا بكير احضر السجاجيد العجمية الثلاث فترددت فنهرني أحضرها يا بكير وتم ذلك وعند صلاة المغرب حضر تاجر من التجار يحمل السجاجيد الثلاث وقال للشيخ يا بوي احضرت الهدية دي ليك فنادى البكير ادخلها يا بكير فكاد البكير ان يصيح من الفرح بشيخه القريب. وللشيخ القريب كرامات مع الزعيم الازهري والشيخ البروف الحسن إذ حكى لنا ابونا زين العابدين قائلاً خلال عام 72/82 كنا في تشييد مسجد القريب وكان يحضر الازهري حيث كان استاذاً بغردون وكان امين مال تشييد الجامع ودبكار فطلب القريب منه ان يسلم المال والحسابات للازهري فقال له ودبكار يا بوي دا اسماعيل فرد القريب قائلاً لكنه زولنا وبعد فترة بشر القريب الازهري بأنه سوف يكون له شأن في أمر السودان ذلك خلال 03/13 ومنذ ذلك ظل الزعيم يتطلع الى ذلك الشأن وقد كان وكان محباً لآل الشيخ قريب بشكل كما عرفت منقطع النظير وقد لاحظت هذا الحب لدى استاذي الحسن مع الزعيم محمد الازهري كلما زرناه سوياً اما بشارته بالبروف الحسن فقد حكاها لنا البكير قائلاً عندما كان الحسن في الثانية من عمره كان القريب يطلب منا احضاره له وكان يجلسه على رجليه ويقرأ عليه ويقول بابكير البحضر حسن ده بختو وقد شاهدنا جميعاً كيف كان يهيم المشايخ الكبار بالاستاذ الحسن خاصة ابونا شيخ زين العبدين بابكر الطاهر وقد ثبتت نبوءة القريب فقد كان الحسن هو الحسن تاج السادة الطيبية علماً وخلقاً وصلاحاً ورجولة وبذلك اكتفى في بحور القريب اعجز ان اغيرها وهو بين العارفين كسيدنا اباذر الغفاري إذ قال له المصطفى عليه الصلاة والسلام ما اظلت الخضراء ولا اقلت الغبرا اصدق مثل كذلك لم اجد في عصرنا والذي سبقه وقبله اصدق في السير اى الله من القريب فالملمح الذي ذكرته عن السيد محمد حسن البرير فيه اشارة بارزة لرفض الدنيا من اجل الاشتغال بالله ولم يحبب الله طلبه فقد تم الغاء مصادرة الذهب اللهم اكرمنا بمحبة آل المحبة وآل رسول الله والشكر موصول للاخت امال عباس العجب السمانية . وشكراً