بدأ سكان مدينة ملكال في الاستيلاء على أراضي ومباني تابعة ل«الرى المصرى» ،نتيجة غياب المصريين وتراجع دورهم على مدار العقود الخمسة الماضية. وكانت الحكومة المصرية فى عهد فاروق، أقامت فى «ملكال» مقرا دائما لها، بموجب عقود أبرمت أثناء الاحتلال الانجليزى للبلدين، مصر والسودان، يضم 64 استراحة، ومبنى لمقياس النيل ومرسى نهرياً، ومصنعاً للثلوج، وآخر لحفظ الأسماك، وورشاً للصيانة ومدارس صغيرة لتعليم الحرف، وعيادة طبية تقدم العلاج بالمجان للسودانيين. يقول «براشوت»، 87 عاماً، من قبيلة «شلوك» الذى يعمل لدى بعثة الرى المصرية منذ 60 عاما، ان البعثة كانت تقوم بأعمال كثيرة لا ترتبط فقط بالنيل، بل كان الأطباء المصريون يعالجون هذه الأنحاء،وأضاف: أنشأت أول محطة لتوليد الكهرباء، وأحدثت البعثة القديمة تقدما وتطورا فى التعليم والصحة العامة هنا، لكن العقود الثلاثة الماضية شهدت تراجعا كبيرا لدور مصر، وقد شهدت هذه المنطقة صراعا مسلحا طويلا فى السنوات العشر الماضية، الا أن البعثة المصرية لم تنسحب بشكل تام،ولكن غالبية أنشطة البعثة المصرية توقفت بسبب نقص التمويل، مثل كل الورش، ومصانع الثلج، ولم تعد للصحة المصرية أى دور، فالمدينة بلا أطباء بينما تنتشر فى موسم الأمطار أوبئة كالملاريا وغيرها.