جاء العم التاج النور قريش الى المملكة العربية مغترباً في عام 1989م، حيث التحق بالعمل في مجال المكتبات، وهو التخصص الذي برع فيه منذ عام 1965م، حينما كان يعمل في المكتبة الوطنية بأم درمان التي يقول إنها كانت تابعة لوزارة التربية والتعليم، وتقع في شارع الإرسالية بحي الشيخ دفع الله بأم درمان، ويضيف في أسى: إنها أغلقت وتحولت إلى غرفة صغيرة في مدرسة المؤتمر الثانوية!! وأجرينا حواراً قصيراً مع العم قريش حول ذكرياته الماضية وأحلامه القادمة: الرياض: عوض الله محمد عوض الله ٭ ماذا كان عملكم في المكتبة الوطنية بأم درمان؟ كنت في قسم المراجع الانجليزية، إضافة إلى عملي في التسليف والاشتراكات. ٭ كيف كان نظام الاشتراك؟ كان الاشتراك سنوياً وبرسوم زهيدة «عشرة قروش ونصف القرش في السنة!» ٭ ماذا عن أقسام المكتبة؟ هناك قسم السودان، وهو يهتم بكل أمور السودان التاريخية والثقافية والأدبية، وقسم المراجع الإنجليزية، والصحافة وقسم التجليد. ٭ كم كان عدد الكتب بالمكتبة؟ كانت المكتبة تضم أكثر من خمسة آلاف عنوان على الأقل، إضافة إلى الصحف السودانية والعربية والأجنبية، حيث كانت تصلنا الصحف الأجنبية عن طريق البوستة على صندوق بريد المكتبة، ولا أنسى رقمه وهو أم درمان ص. ب 189. وكانت أشهرها الصحف المصرية كالأهرام والأخبار والجمهورية، والمجلات الأمريكية كالنيوزويك والتايم، كما كانت ترد إلى المكتبة طرود من الكتب الإنجليزية والأميريكية، من دور نشر كبرى كانت المكتبة مشتركة فيها، إضافة إلى أحدث المؤلفات العربية من القاهرة وبيروت. ٭ ماذا عن مواعيد عمل أو «دوام» المكتبة؟ كانت المكتبة تفتح أبوابها لفترتين: صباحية من الثامنة صباحاً وحتى الثانية عشرة صباحاً، وفترة مسائية من الخامسة عصراً إلى الثامنة ليلاً، ما عدا يوم الخميس الذي كانت تعقد فيه الندوة الأدبية للأستاذ الأديب الراحل عبد الله حامد الأمين، رحمه الله، حيث كنا نجهز باحة المكتبة، ونعد المايكروفونات والمقاعد والمنصة الرئيسة ونرش أرضية المكتبة بالماء، ونعدها على أحسن ما يكون لاستقبال روّاد وحضور الندوة. ٭ من تذكر من زملاء العمل في هذه المكتبة العريقة؟ من الزملاء الذين لا أنساهم بالمكتبة المركزية بأم درمان التي كانت تمثل ملتقى أدبياً، المديرون ومنهم الأستاذ خليفة خوجلي الذي صار أميناً للتنظيم بالاتحاد الاشتراكي في عهد مايو، وإبراهيم عبد السلام، «وهو من أبناء ود مدني» وكان أصلاً مدرساً بالمرحلة المتوسطة، والأستاذ عبد الرؤوف محد صالح، وكان حاصلاً على درجة الماجستير في اللغة الإنجليزية من بريطانيا، وهناك من الزملاء الأساتذة: المرحوم حامد عبد الكريم محمد، وبكري عبد القادر، وهو من أبناء الهاشماب، وآسيا توفيق الماحي، وليلى الوسيلة، والزميل أحمد من أبناء حي العرب، ولا أنسى الزميل حامد عبد الكريم من قسم السودان بالمكتبة وغيرهم. ٭ وأخيراً يضيف العم قريش: أن المكتبة عبارة عن منزل أهداه آل بدري لوزارة التربية والتعليم، ليكون مكتبة تخدم العلم وتنشر المعرفة في أم درمان.