إزدانت أروما عاصمة القاش بأعمدة الكهرباء إيذاناً بدخول الكهرباء القومية في شرايين المدينة .. و لمن جهل هذة المدينة موقعاً و حضارة من أهل السودان نقول إنها من أوائل المدن التي أنارتها وابورات الكهرباء المباشرة [دي سي ] سنة 1954 و تلتها وابورات الكهرباء ذات التيارات المتردده [ايه سي ] و كهرباء الريف . و قد كانت الإنارة محصورة في معسكر مؤسسة القاش إلا أن المدينة قد شاركتها الخدمة بدخول كهرباء الريف عام 1976 . تذبذبت خدمات الكهرباء بعد خصخصة مشروع القاش عام 1993 , و شهد الله أن المشروع لم يشيخ و قد حقق تنمية مستدامة منذ 1928 إلى عام 1981 و ذلك رغم إنعدام السياسات الزراعية و التغيير الذي يطرأ على التركيبة المحصولية و الصراع المهني التقليدي بين المهن الزراعية و هندسة الري .. الذي تعتبر مشروع القاش الزراعي من أكبر ضحاياه . ولى مهندسو الري الأدبار و هرولوا من المشروع دون أن يردهم أحد فقد كان القوم لايتناهون عن منكر فعلوه .. و مضت السنوات و دفع مزارعو القاش الثمن الغالي و مازالوا يدفعون . إهتمت حكومة الإنقاذ بمشروع القاش و زاره الأخ رئيس الجمهورية عام 1991 و وجه بقيام هيئة تعمير القاش بقيادة مهندسين من وزارة الري . و صرفت أموال طائلة لإعادة التعمير .. إلا أن معيار الموالاه الذي فرضته الإنقاذ أول عهدها جاء بعلماء يحملون الدرجات العلى من العلم دون خبرة .. و نعوذ بالله من علم لا ينفع فقد صرفوا الأموال في أعمال هامشية .. فمنهم من أراد أن يعيد تحديد الدلتا بالرغم من علامات المساحة الواضحة في كل حوض و كل مربع علماً بأن راعي الضأن في بادية الهدندوه يحفظ نمرة الحوض و المربوع و القطعة و كسرة أوشيك و تاريخها و إنتاجها السنوي . و أنا أهنئ أهل أروما بوصول الكهرباء القومية و كأني أرى أهلنا السقولاب و الحلنقة و الأرتيقة و أهالي حي الطواحين في الجانب الجنوبي من المدينة يصطفون في الشارع الرئيسي و في مواجهتهم من الجانب الشمالي أهلنا الهوسا و البرنو و البرقو و الملو و أهل الدار من الهدندوة و الأشراف و الجعليين بحي السوق .. و أهلنا الفضل النوراب و الجعليين بحي المؤسسة و هم يتجهون في طابور طويل إلى ساحة مجلس محلية أروما للإجتماع بالأخ المعتمد .. يشكرون الله بأن أنار لهم دورهم و مدينتهم و يناشدون الأخ الولي و حكومته برد الجميل لمشروع القاش الزراعي و ذلك بتأهيل الترع الرئيسية و خاصة ترعة هداليا الرئيسية و ترعتا أيلبيلي و بهابيني اللتان تتمتعان بأخصب تربة على و جه الكرة الأرضية . لقد وجه الاخ الرئيس في خطابه بإفتتاح المؤتمر العام لمؤتمر البجة في اواخر اغسطس الماضي برد الجميل لأرض الأمير عثمان دقنة بطل المهدية الأشهر و نحن نضيف أن رد الجميل ينسحب أيضاً على دور إيجابي لعبته لجنة القاش التي كانت تمد مشروع الجزيرة بتقاوي القطن طويل التيلة و كان لديها أرصدة بالعملة الصعبة في بنك إنجلترا إعتمد عليها السودان في إصدار أول عملة سودانية سنة 1954 [ 1.500.000 جنيه إسترليني ] و رفدت الإقتصاد القومي بآلاف القناطير من القطن خلال الفترة 28 ? 1963 و آلاف الأطنان من الخروع 64 ? 1982 و أمنت الغذاء لأهل المنطقة و جوارهم بالذرة و الأكلموي و الأعلاف الناشفة . و أناشد هنا المهندس أبو عبيدة دج مدير عام صندوق تعمير شرق السودان [ و هو رجل أثق في مقدراته] بالعمل على لملمة أطراف مشروع القاش الزراعي و إعادته إلى سيرته الأولى و تركيز الخدمات بأروما لإعادة الموظفين و الإدارات النازحة إلى كسلا واعادتها إلى أوكارها و إنتهاج التنمية المستدامة و تنفيذ سياساتها و خططها و برامجها تحقيقاً لإستدامة العطاء . و الله المستعان و هو يهدي السبيل . *الجمعية السودانية لحماية البيئة الدامر