استبق المؤتمر الشعبي جولة المفاوضات بين السودان وحكومة جنوب السودان والتي بدأت امس باديس ابابا بتوقعات تشير الي انهيار وفشل هذه الجولة المرتقبة بل ذهب الشعبي الي اكثر من ذلك بترجيحاته بترحيل القضايا العالقة الى محكمة العدل الدولية، وحمل الامين السياسي بالحزب كمال عمر في مؤتمر صحافي امس الاول، الحكومة مسئولية فشل المفاوضات والتعثر المستمر في حسم الملفات العالقة مابين الدولتين والمطروحة علي طاولة التفاوض الان. واتفق معه في الرأي القيادي بالحزب الشيوعي صديق يوسف قائلا ان الحكومة تتحمل المسؤولية الكاملة في تعثر المفاوضات فيما بينها وحكومة جنوب السودان، واضاف صديق في تصريحات خاصة «للصحافة» امس قائلا نتمني ان تصل الحكومة الي حسم كافة القضايا العالقة مابين الطرفين ، لكنه لم يستبعد امكانية حدوث عقوبات او غرامات من مجلس الامن في ظل تعثر المفاوضات خاصة المتعلقة بقطاع الشمال، واضاف صديق «الا في حال حدث اختراق قبل الفترة المحدد لها الثاني والعشرين من الشهر الجاري». وتأتي تصريحات القياديين بالشعبي والشيوعي في سياق الجدل الدائر بين القيادات المعارضة والحكومية بشأن خطط وسياسات الخرطوم تجاه ملف التفاوض، وفي ظل اصرار الحكومة علي حسم الملف الامني قبل مناقشة تفاصيل اتفاق النفط، وهو الموقف الحكومي الذي جدده نائب رئيس الجمهورية الحاج ادم في تصريحاته الاخيرة التي تقطع بعدم السماح بمرور نفط الجنوب عبر الاراضي الشمالية دون حسم الملف الامني. من جهته سخر القيادي بالمؤتمر الوطني الدكتور امين حسن عمر ، من تصريحات بعض احزاب المعارضة عن فشل جولة المفاوضات الجارية الان باديس ابابا والحديث عن توقعاتهم بفرض تسوية اممية وصفه بغير الصحيح ، واتهم عمر المعارضة بانها لا تفرق بين الرجاء والاماني ووصفها بانها تعيش فقط علي الاماني المرتبطة بالتشفي والرغبات وليس علي الرجاء المصحوب بالعمل، واكد امين موقف الحكومة الداعم للتوصل لاتفاق في اسرع وقت ممكن. المحلل السياسي صفوت فانوس يرجع الجدل المحتدم بين قيادات المعارضة والحكومة حول الامر الى الكيد السياسي فيما بينهم بمعني ان كل مجموعة تحاول التقليل من جهد الاخر فالحكومة تقلل من قدر المعارضة في حين تفعل المعارضة الشئ نفسه، لذلك يري فانوس في حديثه «للصحافة» بان التصريحات التي تطلقها القيادات السياسية في جوباوالخرطوم هي شكل من اشكال رفع سقف المطالب ليس الا ، وان مايدور الان من تصريحات تختلف تماما عن المفاوضات التي تجري داخل الغرف المغلقة بحسب فانوس ، خاصة المتعلقة بملفي النفط وقطاع الشمال لان الهدف الاساسي منها رفع سقف التفاوض لا اكثر، ويضيف فانوس : لا نعول كثيرا علي ما يقال من ان المفاوضات ستفشل. ومابين تصريحات المعارضة والتي تحمل قدرا من التشاؤم و الموقف الحكومي المتفائل يصبح الترقب المصحوب بتصريحات ضمنية لطرفي التفاوض لانهاء التفاوض هو سيد الموقف في الجولة الحالية.