ان كان استعداد الكبار للعيد هو مخافة يوم الوعيد، فإن العيد يعني في المقام الأول للأطفال لبس الجديد من خلال شراء ملابس جديدة يتباهون بها والفرحة تكاد تقفز من أعينهم. لذلك تحتل «كسوة العيد» المكانة الأولى بين إجراءات الاحتفال بعيد الفطر، وتعد مظهراً من مظاهره، وكل أولياء الأمور يبدون حرصاً شديداً على شرائها قبل أي شيء آخر، ويطوعون المستحيل في سبيل تحقيق هذا المطلب حتى يرون البسمة على أوجه أبنائهم. هناك العديد من الأطفال لا يبيتون ليلة العيد إلا والدموع تملأ مآقيهم وأسرهم، فلا يوجد من يشتري لهم ثوباً جديداً يحسون فيه بفرحة وحلاوة العيد. ففرحة العيد تزداد بتفقد حال هؤلاء. وقد اختارت وزارة الرعاية الاجتماعية بولاية سنار هذه المرة كسوة اكثر من «5000» يتيم من الوزارة وبعض رجال المال والاعمال امثال يوسف محمد يوسف «شيخ العرب» والأستاذ فضل محمد فضل «اصحاب القلوب الرحيمة» لإدخال الفرحة في نفوس أطفال همهم الأكبر لبس الجديد والتمتع بهذه الهدية ليلة العيد كبقية أقرانهم. وهكذا، وزعت «كسوة العيد» من داخل قاعة السلطنة على الأيتام والمحتاجين، وعملت مكاتب الرعاية الاجتماعية بالمحليات على توزيع الكسوة لايتام هذه المناطق، وتم خلال الاحتفال توجيه مباشر من الاخ والى الولاية أحمد عباس محمد سعد بتكوين جمعية لرعاية الايتام داخل كل احياء ومدن الولاية. ومن داخل القاعة التقينا بالحاجة نعمات الله جابو والدموع تترقرق من عينيها وقالت: الله يديهم الفى مرادهم، والحمد لله امة محمد بخيرها.. والله انا فرحانة شديد للوليدات».. ولم تستطع نعمات مواصلة الحديث لتعبر بدموعها عن مدى الشكر والعرفان للقائمين على امر الاحتفال. وأكد الاستاذ أحمد عبد الغنى حمدون الامين العام لسنار عاصمة للثقافة الاسلامية 2017م، أن حملة «كسوة الأيتام» تعتبر من أوجه الخير والعطاء للأيتام والأرامل حتى تكتمل فرحتهم في العيد. ويلفت حمدون إلى أن الحملة تهدف إلى نشر ثقافة العمل التطوعي بين أفراد المجتمع، وصنع التغيير في حياة جميع الفئات المحتاجة، حتى لا ينشغل كلٌّ بنفسه وبأهله وعياله. معتمد سنار فخر الدين يعقوب تحدث للصحيفة قائلاً إن الهدف من توزيع كسوة العيد هو إدخال البهجة والسرور في نفوس الأيتام وأبناء الأسر المحتاجة ومشاركتهم فرحة العيد من خلال توفير الكسوة لهم تحقيقاً لمبدأ التكافل الاجتماعي وامتداد أكف الخير والإحسان لخلع لباس البؤس والحرمان عن أجساد الأطفال الفقراء وإلباسها ثياب البهجة والسرور، ليكون للطفولة رونقها وبهاؤها، ويصبح للعيد معناه، وقال إننا فى محلية سنار وفرنا اكثر من «1500» ثوب نسائي لتوزع على أرامل وأمهات الشهداء والمحتاجين. وفى ختام الاحتفال الذي اختلطت فيه دموع الفرح مع ذكريات الفراق والمعاناة لهذه الشرائح الضعيفة، أطلق وزير الرعاية الاجتماعية والدعوة بولاية سنار فضل المولى الهجا، مشروع الإحسان بما فاض عن حاجة الإنسان.