٭ في اقصى الشمال (الاسكا) يعلن الشيخ عند شعوره بالضعف انه ذاهب الى (النهر الاصفر) والنهر الاصفر هو سراب صحراء الجليد. ٭ اهله يظلون واجمين والشيخ يجمع حزمة من الاعواد الجافة يعلمون جيداً ما سيفعل بها. ٭ الشيخ يذهب وحيداً في غابة الثلج والسنديان حتى اذا ادركه الليل السريع جعل يوقد الاعواد الجافة وهو يعلم جيداً ان مئات الذئاب تلمع عيونها على بعد امتار منه والعيون تنتظر ذبول اخر جذوة من اللهب. ٭ الشيخ يظل يناغي ذؤبات اللهب والعيون حوله وكلما خشى احدها ان يسبقه الآخرون اكثر حتى تحدق العيون في العيون حتى اذا شهقت اخر ذؤابة من اللهب وثبت الذئاب على اخر شهقة من الشيخ. ٭ الشيخ لم يأت من بيته لهذا إلا هرباً من الضعف. ٭ شيء غريزي في الانسان والدولة تعلم ان الضعف هو شيء اسوأ من الموت.. وان تواجه الذئاب خير من ان تواجه الضعف.. ٭ هذه اسطورة اوردها الزميل اسحق احمد فضل الله في عموده (الف ليلة) بصحيفة الانباء في مارس عام 0002 بعنوان (ذئاب على ذئاب نحن). ٭ اختلف مع الزميل اسحق اختلافاً جذرياً ولكن اقرأ كل ما يكتب باعجاب شديد لأنه يعالج الامور بأسلوب ادبي جميل وبصدق وشفافية آسرة.. قرأتم ما كتب في الانتباهة يوم الخميس 32 اغسطس بعنوان صورة؟ ً٭ الضعف اسوأ من الموت حقيقة.. والمرض نوع من الضعف يذل الانسان ايما اذلال.. وقناعة أهلنا في السودان تقول ان المرض ما بكتل.. ويغني المغني قائلاً كفارة البيك يزول والمرض ما بكتلو زول.. والضعف وهو نوع من المرض قد لا يكتل ولكنه يذل. ٭ وضعف الافراد شيء محدود.. ولكن ضعف الدولة او مرضها هو موت الامة.. ضعف الدولة هو ان يمرض الناس جميعاً ويجوعون ويذلون ويقهرون. ٭ وان كان الفرد في لحظة ضعف مكثفة يهرب الى الموت بالطريقة التي اختارها شيخ شمال (الاسكا) ولكن الدولة لا تفعل هذا زى دولة فللسلطة بريقها ورونقها وسحرها وأهلنا في دارفور يقولون ( سلطة حدود الركبة ولا مال حدود الرقبة) أى قليل من السلطة يفعل ما لا يفعله الغرق داخل الاموال. ٭ اخي اسحق الا تتفق معي بأن الحكومة.. أى حكومة لا تمتلك شجاعة الشيخ لتذهب الى النهر الاصفر.. الحكومة تظل وتطلب من الاخرين ان يحتطبوا ويستعدوا الى الرحلة.. ٭ لكن بالمقابل ما يحس به الانسان الفرد وتدركه الدولة.. وتعاند مقاومة الشعب والمنطق.. تقاومه الجماهير.. تقاوم الضعف وتقضي على الذئاب واحدا وراء واحد.. ذلك لأن الشعوب لا تموت ابداً بسبب الضعف.. الشعوب خالدة بحركة نضالها في سبيل القوة والعدل والسلام. هذا مع تحياتي وشكري