تقلص الاهتمام بحصص الفنون والموسيقى والدراما والمكتبة على خارطة النشاط المدرسى وغياب تلك الانشطة عن اجندة تلاميذ المدارس الحكومية، كان له تاثيره السلبي على التكوين الثقافي. والكلام عن حصة الفنون يقودنا الى استعادة ملامح زمن جميل كانت فيه المدارس تعج بالانشطة والليالى الثقافية التى ساهمت فى اكتشاف الكثير من الموهوبين فى شتى اشكال الفنون من رسم وموسيقى ومسرح وغناء وكتابة ادبية ،وبالطبع كان ذلك ينعكس على مجمل المشهد الثقافى والفنى ايجابا ويعمل على ازالة التشوهات التى اعترت مسارح الفنون المختلفة وتلك الانشطة لاتقل اهمية عن التحصيل العلمى الذى ينصب عليه التركيز من قبل المدرسة والبيت ويجب ان تعود الى واجهة الاهتمام ومن خلال تلك الانشطة سوف يعود الى الدورات المدرسية بريقها القديم على اعتبار ان المواهب المشاركة فيها ستكون اكثر نضجا بفعل العلاقة اليومية مع تلك الفنون واثر ذلك سيطال حتى كلية الفنون والموسيقى والدراما التى سوف يكون بمقدورها قبول طلاب على قدر كبير من الوعى والتجارب التراكمية الى جانب الشروط والمعايير الاكاديمية المؤهلة للقبول. وزير الثقافة السابق السمؤال خلف الله كان قد بشر بعودة تلك المناشط بقوة الى المدارس من خلال منبر وكالة السودان للانباء ونأمل ان لا يصبح الامر منسيا بعد مغادرة الوزيرولاشك ان تنفيذ تلك الخطوة على ارض الواقع يتطلب تهيئة البيئة المدرسية باقامة صالات ومراسم صغيرة تستوعب التلاميذ والآلات الموسيقية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ومجالس الآباء التى تحتاج الى اعادة تفعيل لتلعب دورها الاساسى فى تحمل بعض اعباء المسؤولية ولو حدث ذلك سوف تنفتح ابواب رزق واسعة امام خريجي كليات الفنون الجميلة والموسيقى الذين لجأ الكثير منهم للعمل فى مهن ليس لها علاقة بالتخصص ولابد من عودة المكتبة المدرسية و هواية الاطلاع والكتاب والمجلة الى دائرة اهتمام التلاميذ ونأمل ان يواكب ذلك اعادة النظر فى دار النشر التربوى و اعادة تأهيلها لاصدار المجلات التى توقفت كالصبيان وصباح فى ثوب جديد ويواكب المتغيرات وتوفير المجلات المتخصصة القادمة من خارج الحدود للاطفال باسعار رمزية تشجع على القراءة لكسر هيمنة افلام الكرتون وحلبات المصارعة والعاب البلاى استيشن على تفكير التلاميذ. [email protected]
