٭ بمناسبة الحديث عن المال والجنيه عرضنا للمقامة الدينارية من مقامات الحريري. ٭ الحارث بن همام حكى عن السائل الشاعر الفنان صاحب الاسمال البالية والمشية العرجة.. ومدح الدينار واخذه ولكن عندما هم بالانصراف استوقفه الحارث وقال: نشأت لي من فكاهته نشوة غرام سهلت علىَّ ائتناف اغترام فجردت ديناراً اخر وقلت له هل لك في ان تذمه ثم تضمه فانشد مرتجلاً: ٭ تباً له من مخادع محاذق اصفر ذي وجهين كالمنافق يبدو بوصفين لعين الدامق زينة معشوق ولون عاشق وحبه عند ذوي الحقائق يدعو الى ارتكاب سخط الخالق لولاه لم تقطع يمين سارق ولا بدن مظلمة من فاسق ولا اشمأز باخل من طارق ولا شكا الممطول مطل العائق ولا استعيذ من حسود راشق وشر مافيه من الخلائق ان ليس يغني عنك من المضايق إلا اذا فر فرار الابق واهة لمن يقذفه من خالق ومن ذا ناجاه نجوى الوامق قال له قول الحق الصادق لا اري من وصلك لي ففارق. ٭ ولما انتهى من ذم الدينار قال الحارث بن همام قلت له ما غرز ويلك فقال والشرط املك فنغمته بالدينار الثاني وقلت له عذ ذمهما بالمثاني فالقاه في فمه وقرته بنوامه واتكأ يحمل مغداة ويمدح النادي ونداه. ٭ وبعد كل هذا ارتاب الحارث هذا الشكل التنكري ليكيد للمجلس الذي في اساسه من وضع العلامة ايو محمد القاسم بن علي بن محمود بن عثمان الحريري وفي هذه يقول الحارث بن همام.. ( فناجاني قلبي بأنه ابو زيد وان تعارضه للكيد فاستعدته وقلت له قد عرفت بوشيك فاستقم في مشيك فقال ان كنت ابن همام فحببت باكرام وحببت بين كرام فقلت له انا الحارث فكيف حالك والحادث فقال انقلب في الحالين بؤس ورخاء وانقلب مع الريحين زعزع ورخاء فقلت كيف ادعيت (الغزل) العرج وما منك من هزل فاستمر بشره الذي كان تجلى ثم انشد حين ولى تعارجت لا رغبة في العرج ولكن لا قرع باب الفرج والقى حبلي على قاربي واسلك مسلك من مرج فان لامني القوم قلت اعذروا فليس على اعرج من حرج ٭ لقد افاض ابو زيد في المدح والذم والتمثيل فقد قدم للنادي كلاماً كثيراً فكلامه في وصف حاله ابلغ من نظمه في ذم ومدح الدينار). ٭ وبعد ان فرغنا من قراءة الدينارية اخذنا الحديث عن الأزمة الاقتصادية التي تمسك برقاب العالم بصورة عامة وبرقبة الاقتصاد السوداني على وجه الخصوص.. أزمة الاقتصاد السوداني التي تجعلنا نمدح ونذم الجنيه وكل العملات القوية والصعبة ففي الحالين نتجرع الحنظل ويقف عند حلوقنا ولا ينزل.. هذا مع تحياتي وشكري