وقل المال يفرقك من بنات واديك الجنس الفسل ما تجعلو دخريك قعدة براك اخير من لمة المابيك ٭ البيت الثاني من المربع السابق كان مفتاح حديث طويل عن المال والجنيه والدولار في زمان الطغيان المادي والهلع الذي يسببه الدولار واليورو والاسترليني وبقية العملات القوية والمغطاة ذهباً.. وبمناسبة المال هذه قلت للذين جمعهم ذلك المجلس: ان الحريري صاحب المقامات عالج هذا الامر في مقامة طويلة مدح فيها الدينار وذمه في آن واحد.. ابدى بعض الحضور الشباب دهشتهم وقالوا لي انت تأتين بامثلة من كتب نحن لا نعرف مكانا لها وان عرفنا مكانها لا نستطيع قراءتها. ٭ قمت واتيت بالكتاب «مقامات الحريري» وقلت لهم هذه فرصة نستعرض فيها المقامة الدينارية والمقامة تقول ان الحارث بن همام جمعه مجلس مع رفاقه.. والحارث بن همام هذا هو الشخصية التي يورد الحريري القصص على لسانها ولا ننسى ان المقامة هي لون من الوان القصص عند العرب. ٭ يقول الحارث وهو في مجلسهم ذاك اتى رجل في ثياب رثة يعرج في مشيته.. شكا حاله وطلب المساعدة.. فقال الحارث رققت على حاله واعجبت بطريقة سؤاله فاردت مزيداً من حديثه.. فاخرجت له ديناراً وقلت له ان مدحته نظماً فهو لك حتماً.. فانبرى في الحال ينشد من غير انتحال. أكرم به اصفر راقت صفرته جواب آفاق ترامت سفرته مأثورة سمعته وشهرته فقد اودعت سر الغنى اسرته وقارنت نجح المساعي خطرته وحببت الى الامام غرته كأنما من القلوب نقرته به يصول من حوته صرته وان تفانت او توانت عثرته يا حبذا نضاره ونصرته ومترف لولاه دامت حسرته وجيش هم هزمته كرته وبدر تم انزلته بدرته ومستشط تتلظى جمرته اسر نجواه فلانت ثرته وكم اسير اسلمته اسرته انقذه حتى صفت مسرته وحق مولى ابدلته فطرته لولا التقى لقلت جلت قدرته ٭ ويقول الحارث بن همام بعد ذلك بسط يده وانشد.. بعدها: انجز حر ما وعد وسخ خال اذ رعد فنبذت الدينار اليه وقلت خذه غير مأسوف عليه فوضعه في فيه وقال بارك اللهم فيه ثم شمر للائتناه بعد توخيه الثناء فنشأت لي من فكاهته نشوة غرام سهلت على اغتراف فجردت دينارا آخر وقلت له هل لك ان تذمه؟ ثم تضمه فانشد مرتجلاً وشدا عجلا اواصل مع تحياتي وشكري