الدور الإيرانى ضرورى للحل فى سوريا ، و الوجود الإيرانى فى اللجنة الرباعية يساعد على الحل فى سوريا ، هذه ابرز تصريحات الرئيس المصرى محمد مرسى عشية تهديد ايران بشن حرب استباقية على القواعد الامريكية فى قطر و البحرين و افغانستان ، هذه اللجنة التى فقدت صفة الرباعية بعد امتناع المملكة العربية السعودية حضور اجتماعاتها ، فالسعودية كما الاتراك بدرجات متفاوتة يرون فى ايران دورا سلبيا فهى ومنذ بداية الازمة السورية كانت جزء من المشكلة و لم تكن ابدا جزءا من الحل ، و بعد تصريحات قائد القوة الجوية الفضائية الايرانى حول الحرب الاستباقية تكون المنطقة قد دخلت عملياً فى حالة حرب ينتظر ان تبدأ فى اى لحظة ، الرئيس المصرى ليس سئ الحظ فقط ، و انما يتعجل الامور بما يمكن ان يشكل انتكاسة لما ظهر عليه ابان قمة عدم الانحياز التى عقدت فى طهران الاسبوع قبل الماضى ،و على الارجح فان تصريحاته عن الدور الايرانى الضرورى للحل فى سوريا كانت سابقة للتصريح الايرانى اعتبار القواعد الامريكية فى قطر و البحرين اراضى امريكية سيتم استهدافها فى الضربة الاستباقية ، و هو ما سينعكس سلباً ليس على العلاقات بين مصر و قطر و البحرين فحسب ، بل سيلقى ظلالاً من الشك حول حقيقة علاقة مصر بكل دول الخليج و فى مقدمتها المملكة العربية السعودية ، ايران بعد ان تمنعت فى اصدار اعتذار رسمى للرئيس المصرى لتحريف خطابه امام قمة عدم الانحياز من قبل التلفزيون الرسمى الايرانى ، كان عليه ان يدرك ان المسألة ليست فى تحريف الخطاب و انما فى رفض ايران الدولة لصلاته و سلامه على الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين ، و كان عليه ان يعلم او انه بالفعل يعلم ان تحريف خطابه تم لاسباب عقيدية ، تتصل بالرأى الراسخ لغلاة الشيعة فى الخلفاء الراشدين ابوبكر و عمر ، و انهم يفترون عليهما و يتهمونهما بمخالفة القرآن والسنة ، كما ان زعيم ( الثورة الايرانية ) آية الله الخمينى ، حرف و الف كتابه ( كشف الاسرار طبعة 1949 م ) ، وقد اورد تحديداً فى ص 107 من تلفيقه هذا ان من يلعن ( الشيخين ) له ثواب عند الله ، و هو بالطبع اختلاق لا يصدقه احد من غير اتباعه ومن شايعهم ، ووضعوا فى الحديث كما زادوا و انقصوا فى القرآن سوراً و آيات دون وجل لخدمة اهدافهم التوسعية الحاقدة على كل من خالفهم و خالف مذهبهم ، وان كان سيادة الرئيس مرسى لا يعلم هذا ، أفلا يعلم بما يدور فى سيناء ، وان (جند القدس ) ما هى الا حزب الله فى طبعته المصرية ، كيف تكون ايران جزءا من الحل فى سوريا و هى تشايع وتؤازر الطائفة العلوية الحاكمة ضد كل ابناء الشعب السورى قاطبة ، كيف تكون ايران جزءً من الحل وهى قد حولت سوريا من حديقة خلفية لاطماعها التوسعية ، الى جيب متقدم لادارة معاركها على الاراضى السورية ، و هى تتمترس و تستميت فى مساندة النظام السورى للحيلولة دون سقوطه و تعتبر ان سقوطه يمثل بداية النهاية لاحلامها ، و يمثل اختراقاً للهلال الشيعى الممتد من الخليج العربى حتى شواطئ البحر الابيض المتوسط ، كما انه يمثل بداية العد العكسى لانهيار النظام الايرانى برمته و سقوطه فى نهاية المطاف ، بل كيف تكون ايران جزءا من الحل و غالبية الدول المعنية بالملف السورى لا ترغب فى ذلك و على الاخص دول الخليج العربى ، كان المأمول عودة مصر الى التأثير فى المنطقة بحجم و تاريخ مصر ، لا ان تعود بقامة حزب مهما علا شأنه ، كان المرتجى ان تصاغ السياسة المصرية على اساس استراتيجية واضحة تستوعب متغيرات اهمها ما حدث فى مصر نفسها وما جرى فى دول الربيع العربى الاخرى و ما يمثله هذا من زخم يكفى لاحداث تغييرات جيوسياسية ، تعيد التوازن للعقل العربى و تعطيه مجرد الامل فى امكانية التفاؤل بمستقبل افضل ، و لكن الرئيس المصرى ربما وحل فى رمال الدولة العميقة ، واصبح ينازع ما بين مغالبته لهيمنة تنظيم الاخوان و مسايرته للشعارات الانتخابية التى كفلت له مساندة اوسع من حجمه الطبيعى، و حملته الى سدة الرئاسة ، المؤكد انه باصراره على الدور الايرانى فى اللجنة الرباعية المعنية بالملف السورى سيخسر تحالفه الهش مع دول الخليج ، دول الخليج كانت تنتظر دوراً اكبر من مصر لمواجهة ايران التى يغازلها الرئيس مرسى و يساومها على أخطر الملفات . ماذا يريد الرئيس مرسى ؟