بعد ست جولات من المحادثات في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا،اتفق الرئيسان عمر البشير وسلفاكير ميارديت أمس على توقيع اتفاق تعاون بين البلدين اليوم الخميس ترافقه ثماني وثائق ترتبط بفك الارتباط بين السودان وجنوب السودان،بعد ما تجاوزا عقبة الميل 14، لكن مواقفهما تباعدت حول معالجة الوضع في منطقة أبيي وبات مصير المنطقة غامضا. وعرقل الخلاف على تفاصيل الوضع في ابيي توقيع الاتفاق على اتفاق اطاري بجانب وثائق الاتفاقيات الاخرى أمس على الرغم من إعداد الوساطة الافريقية قاعة لمراسم الحفل ودعوة الصحفيين للمناسبة. ودخل البشير وسلفاكير عصر أمس في جولة محادثات بينهما هي السادسة منذ بدء لقاءاتهما الأحد الماضي،واستمر اللقاء نحو ثلاث ساعات لمناقشة تفاصيل متصلة بالوضع الانتقالي في أبيي بتشكيل الاجهزة الانتقالية ،لكن وزير شؤون مجلس الوزراء في حكومة الجنوب دينق ألور تمسك بمناقشة ترتيبات خاصة بالوضع النهائي عطلت الاتفاق. وحضر لقاء البشير وسلفاكير كل من الدرديري محمد أحمد ودينق ألور ،بجانب الوسيط الأفريقي ،رئيس جنوب أفريقا السابق ثابو مبيكي ومساعديه رئيسي نيجريا الاسبق عبد السلام أبوبكر وبورندي الاسبق بيير بويويا،وذكرت معلومات أن اللقاء شهد تجاذبات وأحاديث ساخنة. وعلمت «الصحافة» أن سلفاكير طرح اصدار قانون استفتاء مشترك من السودان وجنوب السودان يصادق عليه برلمانا الدولتين،لكن البشير رفض ذلك في شدة باعتبار أن أبيي لا تزال سودانية،وأن قانون الاستفتاء لتحديد مستقبلها سيكون سودانيا وأقر الوسطاء ذلك. كما تمسك دينق ألور بمقترح الوسيط الافريقي ثابو مبيكي بأن يكون رئيس مفوضية استفتاء ابيي من الإتحاد الافريقي وطالب بتحديد موعد الاستفتاء غير أن البشير أبدى غضبه رافضا المقترح،موضحا أن اتفاق أبيي حدد أن تكون المفوضية من الطرفين،وان تحديد موعد الاستفتاء من مسؤوليتها. وقال ألور عقب اللقاء إن القمة وصلت الى طريق مسدود بشأن الوضع النهائي حول ابيي مبينا انهم سيعملون مع الوساطة على إحالة الملف إلى الاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن الدولي. من جانبه، قال المتحدث باسم وفد جنوب السودان عاطف كير ان البشير وسلفاكير اتفقا على توقيع اتفاق تعاون بين البلدين اليوم يشمل الملفات المتفق عليها،وتحديد جولة مفاوضات اخرى لمناقشة بقية القضايا،مرجحا احالة ملف ابيي للاتحاد الافريقي بعدما تعثر الطرفان في تجاوزه. ونشط ليل أمس رئيسا وفدي التفاوض إدريس عبد القادر وباقان اموم في مشاورات لايجاد صيغة مقبولة لتجاوز الخلاف حول أبيي،كما كثف الوسطاء جهودهم لتسوية الخلاف،أو فصل موضوع أبيي،وتوقيع بقية الاتفاقيات. . وتشمل وثائق الاتفاقيات التي صارت جاهزة للتوقيع الترتيبات الامنية وترسيم الحدود،والشؤون الاقتصادية والنفط والتجارة،والحريات الاربع (التنقل - التملك -العمل- الاقامة) ،وستنفذ الاتفاقيات بعد المصادقة عليها من برلماني الدولتين. وكشفت مصادر مطلعة ل»الصحافة» أن البشير وسلفاكير تجاوزا في نهاية اللقاء الخامس بينهما الذي استمر حتى وقت متقدم مساء الثلاثاء العقبة الرئيسية في اتفاق التريبات الامنية المتصلة بالمنطقة العازلة بينهما،بجعل كل منطقة الميل 14 ،وعمقها نحو 23 كيلومترا منطقة منزوعة السلاح ،بخلاف الشريط العازل في بقية الحدود الذي يبلغ عمقه 10 كيلومترات على جانبي حدود الدولتين. وحسب الاتفاق سينسحب الجيش الجنوبي من ست مناطق يسيطر عليها،وكذلك سينسحب الجيش السوداني خارج المنطقة، التي ستدار عبر النظام القبلي الذي ظل سائدا منذ العام 1924 بين قبيلتي الزريقات ودينكا ملوال. وعن ترسيم الحدود اتفق الطرفان على ترسيم حدودهما المتفق عليها «80 في المئة» منها بوضع أعمدة خرصانية لتحديدها،وأقرا مرجعية يستند عليها فريق من خبراء الإتحاد الافريقي لمساعدة الجانبين في تسوية الخلاف على خمس مناطق متنازع عليها هي حفرة النحاس،والميل 14،وكاكا التجارية،والمقينص،وجودة،وتمثل هذه المناطق 20 في المئة من الحدود التي تمتد أكثر من ألفي كيلومتر.