٭ الزهايمر.. هو مرض العصر المحير.. مرض يصيب خلايا المخ ويشل وظائفها... تختل الذاكرة أو تذهب مرة واحدة وترتبك اشارات الوظائف كلها ويصبح المريض كالطفل الرضيع في المهد.. ٭ انزعج العالم وراح العلماء والاطباء يبحثون له عن علاج وكاد ان يماثل السرطان الذي مازال سراً يقلق ويحير البشرية. ٭ ومع الاكتشافات يكثر الكلام حتى الاكتشافات العظيمة في مجال العلاج والدواء.. السلفا.. البنسلين.. اشعة اكس.. الرنين.. الموجات الصوتية و.. و..الخ كلها لها آثارها الجانبية.. وكلما كثرت الاكتشافات تزايدت التكهنات والاستنتاجات... الدواء الفلاني قد يسبب السرطان.. الاشعاع الفلاني قد يسبب السرطان.. البوتاسيوم.. البولمر المواد لغذائية المحفوظة.. إلى آخر هذه الدوامة... إلى أن ظهر الموبايل.. أو كما يسميه المصريون الجوال والنقال ويسميه آخرون الخلوي.. وكثر الحديث عن آثاره الجانبية.. قالوا إنه يسبب سرطان المخ لا محالة. ٭ وأنا اتصفح في أرشيف مجلة روز اليوسف عدد السادس والعشرين من يناير عام 2002 وقفت عند عنوان يقول «آخر كلام المحمول يسبب سرطان المخ والزهايمر».. وبالطبع أقبلت أقرأ ما تحت العنوان بكلياتي لأني استخدم المحمول وأنا خائفة وحذرة شأن جيلي الذي يرتاب في مستحدثات العصر. «المقالة عبارة عن تلخيص لندوة علمية عقدت بالقاهرة لمناقشة الابعاد الصحية والبيئية لتكنولوجيا الاتصالات والتأثيرات الصحية للموجات الكهرومغناطيسية... والندوة حضرها لفيف من أساتذة الطب والفيزياء والجيلوجيا ومسؤولون من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والمعهد القومي للاتصالات. ٭ وتلخيص الندوة يقول إنها أجمعت على ضرورة وضع المزيد من الضوابط على انشاء محطات المحمول وترشيد استخدامه خاصة بالنسبة للأطفال والمرضى والحوامل.. مادامت نتائج الأبحاث لم يتم حتى الآن تأكيد صحتها أو نفيها. ٭ وقال دكتور محمد ابراهيم ان التلفون المحمول وكذا المحطات الخاصة به تصدر عنها موجات كهرومغناطيسية يمتصها الجسم وهذه الموجات حذر العلماء من زيادتها عن حد معين حتى لا تؤثر على الانسان وقد أجريت دراسات كثيرة في الفترة الأخيرة على تأثير الترددات المنبعثة من المحمول سواء على البشر أو الحيوانات.. بعض هذه الدراسات حذرت من مخاطر استخدام المحمول وقد وصل الأمر إلى بعضها «أي الدراسات» أشار إلى انه يسبب أمراض سرطان المخ. ٭ ولما كانت النتيجة التي اجمعت عليها الندوة هي وضع مزيد من الضوابط ذهب البعض فيها إلى أن أنسب استخدام للمحمول في اليوم هو مدة عشر دقائق فقط.. والعشر دقائق هي المأمونة إلى حين اخطار آخر.. ٭ وماذا نقول عن استخدامنا لهذا الساحر الجديد الذي نراه يتزايد بسرعة جنونية ويستخدم حتى في المذاكرة بين الطلبة والطالبات وفي الونسة الطويلة بين ربات البيوت وفي المحادثات العاطفية الطويلة بين الأحباء والعشاق.. ٭ يا ترى في مقدورنا ان نتبع ارشادات ندوة القاهرة التي عقدت قبل سبع سنوات ونلتزم بالعشر دقائق إلى حين اخطار آخر ،أم نستمر في تعاملنا المنبسط ونسلم «وقتنا إلى السرطان والزهايمر.. وربنا يحمينا من شرور العولمة». هذا مع تحياتي وشكري