وسط حضور كثيف نسبيا فتح معرض الخرطوم للكتاب صفحاته امس للزوار والناشرين ، وبالرغم من بداية الاقبال الضعيفة نسبيا لليوم الاول ، الا ان ابرز العناوين سيزيد حرارة الاقبال في مقبل الايام .. في وقت برزت فيه معضلة التحويلات المالية للناشرين اضافة الى حظر بعض العناوين اضافة لوجود مشكلات التنظيم من ضعف الدعاية والتنظيم (الصحافة) زارت المعرض ظهر امس وعمدت الى تقليب صفحاته والوقوف على وجهات نظر الزوار والناشرين . صادفناه يتنقل من جناح الى آخر وبعد ان انتهى من جولته اكد المعلم عمر سعيد ان اسعار الكتب عالية فوق مقدرة الكثيرين ،مشيرا الى ان هناك كتب تراوح سعرها بين 150 الى 170 جنيها واوضح سعيد ان المعرض يفتقر الى الاعلان والدعاية المرافقة مشيرا الى عدم وجود اذاعة داخلية لارشاد الزوار ماضيا للقول ان بعض زوار المعرض يركزون على كتب التاريخ والتراث والثقافة ، في وقت لم يفقد فيه الكتاب بريقه الساحر بيد ان اسعاره تهدد الناس بعدم القدرة على اقتنائه ، واوضح سعيد ان ارخص الاسعار تلك التي وجدها في جناح الهيئة العامة المصرية. (أحرص على حضور معرض الكتاب في كل عام ) هكذا ابتدر الدكتور صلاح احمد الطيب حديثه للصحيفة ، مشيرا الى ارتفاع اسعار الكتب وقلة العناوين مقارنة بالعام السابق بيد انه استدرك مشيرا الى وجود عناوين جديدة وكتب مترجمة تزين اجنحة المعرض وطالب صلاح القائمين على امر المعرض بضرورة الاهتمام بتكييف الصالات ،مشيدا بحرص الناشرين والقائمين على امرالمعرض على الالتزام باقامته في ذات التوقيت ما يؤكد حرص القائمين عليه رغم الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد . طالبة الدراسات العليا شيماء تاج الدين وصفت المعرض بانه ممتاز من عدة نواحي بيد انها شكت من ارتفاع اسعار الكتب مقارنة بميزانياتهم كطلاب واكدت تفوق الكتب التعليمية على غيرها من ضروب الادب والسياسة مشيرة الى اهتمامها بالكتب الطبية لافتة الى وجود عدد من الكتب الخاصة بالاطفال . داخل اروقة صالات معرض الخرطوم الدولي للكتاب صادفنا الصحفي فيصل محمد صالح يتصفح عناوين الكتب امام جناح مكتبة مدبولي وقال فيصل ان قيام المعرض في حد ذاته خطوة جيدة ومتقدمة و قيمة كبيرة للثقافة مطالبا الجهات المختصة بتقديم تسهيلات مصرفية وجمركية لدور النشر المشاركة لاغرائها بالعودة في الدورات القادمة ،اذ ان تلك التسهيلات تنعكس على سعر الكتاب حتى يصل الى القارئ بسعر مناسب خاصة ان اسعار الكتب بصورة عامة عالية ولفت الى ان اسعار دور النشر المحلية ارخص بيد ان عدد عناوين كتبها قليل . زبير اردم ممثل مؤسسة اسطنبول للثقافة والعلوم قال انهم يشاركون في المعرض للعام الثالث على التوالي مبينا ان اهتمامهم ينصب على الاهتمام بتعزيز القراءة وليست الارباح المادية ،مشيرا الى ان عائداتهم تغطي تكاليف المعرض مؤكدا تركيز جناحهم على كتب مركز البحوث لرسائل النور . مسئول مكتبة مدبولي محروس محمد قال انهم يشاركون في المعرض منذ عام 2005 مشيدا باقبال السودانيين واوضح ان زمن العرض طويل نسبيا اذ يبدأ من الساعة العاشرة صباحا لينتهي العاشرة ليلا بدون وقت راحة مضيفا " انه وقت صعب علينا في ظروف حرارة مرتفعة " ولفت محروس الى ان معارض الكتب العالمية تقام على فترتين ، ونفى محروس حظر اي كتاب من جناحهم لجهة خبرتهم في معرض الخرطوم اذ باتوا يعرفون ما هو مثير الجدل من العناوين ، نافيا وجود مشاكل تتعلق بتحويلاتهم المالية بيد انه اشار الى ان عددا من دور النشر تواجه تلك المشكلة منذ العام الماضي ، وتوجس محروس خيفة من عدم وجود تحويلات هذا العام . ولاء السيد من دار العلوم الاكاديمية للنشر شكا من عدم حل مشكلة تحويلاتهم منذ العام الماضي ووصف عدم الالتزام بتحويل اموالهم بمثابة ( خراب بيوت ) مشيرا الى انهم يتعاملون مع شركات عالمية يضطرون الى دفع قيمة الكتب خلال ثلاثة اشهر ، وكشف ولاء ان قيمة التحويلات تآكلت جراء رفع قيمة صرف الدولار من 2.7 الى اكثر من خمس جنيهات واعتبر تلك الزيادة كارثة عليهم مطالبا بضرورة سداد قيمة تحويلاتهم بسعر الصرف القديم لجهة انهم لم يكونوا السبب في التأخير . اذا كانت التحويلات المالية تؤرق بال الناشرين فان هناك امورا اخرى يبدو انها تذهب بالصورة الزاهية للمعرض ، حيث شكا محي الدين عبدالمجيد من الهيئة العامة المصرية للكتاب من ضعف الدعاية لتوجيه رواد المعرض الى اجنحة الناشرين ، ولفت محي الدين الى ان الهيئة المصرية هى ام الناشرين وتجد الدعم من الحكومة المصرية لذلك تكون اسعارها الارخص مشيرا الى ان الهيئة قد جاءت بعناوين جديدة وجديرة بالقراءة منها ( الاسلام وانسانية الدولة ) و ( ايام الفيسبوك ) و ( النانو بيولوجي ) و( مستقبل الطاقة النووية والامن العربي ) . مدير مبيعات شركة المطبوعات للتوزيع والنشر حسن كمال قال انهم يشاركون للمرة الاولى في معرض الخرطوم الدولي للكتاب لان الشعب السوداني قارئ من الدرجة الاولى وابان ان عدم مشاركتهم في الاعوام الماضية يرجع الى انهم يرحلون كتبهم بالجو ولفت الى انهم وكلاء حصريون لدور نشر عالمية في الشرق الاوسط واعتبر مشاركتهم بمثابة تجربة تفاعل مع القارئ السوداني وكشف عن حصولهم على ترخيص نشر كتب اكاديمية لاحدى اكبر الدور العالمية بالسودان وابان ان هناك بعض العناوين الجديدة مثل ( مذكرات جورج بوش) ومجموعة من روايات الروائي العالمي باولو كويلو و( امبراطورية الارهاب ) و ( حركات ثورية : قصة شعوب غيرت مصيرها من بولندا الى البرازيل وساحل العاج الى ايران والربيع العربي ) . رئيس لجنة المصنفات الادبية والفنية بمعرض الخرطوم هدية صلاح الدين قالت انهم يهتمون بالاشراف والرقابة على كل ما ينشر ويتداول داخل المعرض من كتب واشرطة سي دي ، وابانت ان المعرض هذا العام يتميز بتوفر عناوين كثيرة تتراوح ما بين الثقافية والعلمية واكدت انهم لا يصادرون الكتب المحظورة بل يقومون بالتحفظ عليها حتى نهاية المعرض وابدت حرصها على تزويد الصحيفة باسماء الكتب المحظورة عقب انتهاء المعرض مشيرة الى ان بعض الكتب تتعارض مع القوانين الوطنية كحق المؤلف والحقوق المجاورة . بركة ساكن الروائي المعروف قال ان مسئولة الرقابة ظلت تراوح مكانها في جناح دار النشر التي تنشر رواياته مشيرا الى انه وضع كل ما يملكه في سبيل اصدار روايته التي حظرتها مسئولة الرقابة واعتبر ان منع روايته هى بمثابة رعاية سالبة للابداع ، واكد انه ظل منذ بدء المعرض في انتظار فك حظر روايته .