يشكل الاحتفاء بالتعايش السلمي والطبيعة والمرأة محاور أساسية في الرقصات التراثية التي اشتهرت بها قبائل النوبة في ولاية جنوب كردفان التي تعيش حرباً بين الجيش السوداني ومتمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال. ويشترك في الرقص الشعبي النوبي ذي الطقس الجماعي الرجال والنساء من جميع الأعمار، وبجانب الأعراس ارتبط الرقص أيضاً بمواسم الزراعة والحصاد، فضلاً عن علاقته بعالم السحرة الغامض الذي يدور حول ظاهرتي «السبر والكجور». وشكلت الطبيعة الخلابة لمنطقة جبال النوبة إنسان المنطقة وجعلت منه شخصية محبة للبيئة، يحتفي بالأمطار في فصل الخريف في رقصاته وغنائه. وعرفت مجتمعات النوبة داخل السودان وخارجه برقصات شعبية من أبرزها رقصات الكرن والكمبلا والنقارة بجانب لعبة صراع النوبة المشهورة التي أحبها السودانيون كثيراً. وبحسب متخصص في تراث النوبة للشروق فإن لعبة النقارة تستمر لمدة ثلاثة أيام لدى بعض القبائل وهي رقصة مهمتها تحريك الشباب نحو الزراعة أو الحصاد أو الفزع ولديها طقوس خاصة. ويؤكد أنه برزت في الآونة الأخيرة ثقافات جديدة داخل تراث النوبة، عبر أجيال جديدة من أبناء النوبة أدخلت أزياء جديدة في فرق الرقص واستخدمت وسائل أكثر حداثة مثل أدوات الزينة لدى الراقصين والراقصات. ويقول مسؤول فرقة «شات ابوسنون» أن من ضمن الرقصات رقصة «التريال» التي تتعلق بسبر الدبوي وهو حيوان نادر يخرج فرسان القبيلة لاصطياده من الخلاء ويصطاد حياً لإحضاره إلى القرية ومن ثم تعد لإطعام 12 شخصاً فقط من أعيان القرية والكجور. كما أضحت رقصة «البخسة» التي تتم بآلات موسيقية تصنع من ثمار القرع من الرقصات المهمة التي يحتفي بها شباب النوبة.