تتخذ قبيلة الميري في جنوب كردفان رقصة "البخسة" التراثية وسيلة لتقويم الشباب ومنع الفاحشة في المنطقة، وحثهم على القيم الحسنة وإبعادهم عن التصرفات الخاطئة، وتعد فرقة الكوقولو الموسيقية أغانيها بناء على مواقف متهورة وحرجة للشباب. وتسعى الفرقة من خلال اختيارها للرقصة إلى تحذير الشباب من الانجراف وراء الأخطاء التي صدرت عن شخص بعينه. وتعتبر رقصة البخسة رقصة تراثية خاصة بالشباب والشابات وهي واحدة من رقصات الأداء الجماعي، وتعتمد على صوت الآلات اليدوية لجذب الحاضرين. وترتبط الرقصة التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، بمواسم معينة، بينها الحصاد وكرم الضيف وإثارة الحماسة. ويستخدمها سكان المنطقة للثناء على مواقف الشجاعة ومعالجة القضايا الاجتماعية التي يقوم بها بعض الأفراد. وتختلف الآلات الموسيقية للرقصة عن بعضها البعض، وهي تصنع من نبات معين يسمى "البخسة" وتتم زراعته بصورة معينة تنتج أشكالاً هندسية تتحكم في صوت الآله وهي ثمانية أنواع يتم إطلاقها في وقت متزامن. تراث أصيل ويقول مجبور الحاج من أعيان المنطقة إن رقصة البخسة تعتبر تراثاً أصيلاً في منطقة جبال النوبة ويعود تاريخها إلى قرن من الزمان وهي رقصة شبابية ذات علاقة بمواسم معينة، ويبدأ الإعداد لها في شهر أغسطس ويكون الحصاد عادة في شهر سبتمبر. ويوكد أن للرقصة خاصية حميدة لأنها تعمل على ردع وتقويم السلوك حتى لا يمضي الشباب في طريق الفاحشة والرذيلة. وأوضح أنه يتم تأليف المقطوعات والرقصات بناء على موقف فاحش صدر عن أحد أبناء المنطقة ويقومون بعد ذلك بغنائها له حتى يرجع عن الخطأ، لتكون بذلك بمثابة تقويم لسير الآخرين. ويضيف سكرتير فرقة الكوقولو الموسيقية أكتوبر عيسى إنه تم تكوين الفرقة الأشهر في المنطقة برقصة البخسة من أجل تواصل الأجيال القادمة. وأكد أن الفرقة تسعى لبث رسالة إلى العالم، مفادها أن سكان المنطقة مهتمون بتراثها. التعريف بالمنطقة وقال أكتوبر إن من أهداف الفرقة أيضاً تعريف الشباب بتراث المنطقة التي هجروها لفترة زمنية طويلة بسبب الحروب والنزوح. " فرقة الكوقولو الموسيقية تساعد على بث ثقافة السلام في المنطقة وتقوية النسيج الاجتماعي "وأكد أن الفرقة تساعد كذلك على بث ثقافة السلام في المنطقة وتقوية النسيج الاجتماعي. وترتدي فرقة الكوقولو زياً معيناً عند أدائها رقصة البخسة. وقال عضو الفرقة مهدي إبراهيم إن يوم الحصاد بمثابة عيد في المنطقة، ويبدأ الناس يومهم بتبادل الزيارت ليتجمع الشباب بعدها في الميدان لممارسة الرقصة الحماسية وينتقلون إلى شجرة الحرزاية ومن ثم إلى سوقي حجر النار والملكية. وأكد سيد إبراهيم مدير اتحاد الفنون في جنوب كردفان أن فرقة الكوقولو تم تسجيلها في الاتحاد. وأضاف أن الاتحاد حصل لتوه على قطعة أرض لبنائها مقراً له، كما حصل على ألف متر مربع لتجميع تراث المنطقة.