٭ لم يكن طريق مدني الخرطوم وحده هو المهدد لحياة المواطن في السودان، فطرق كثيرة تستحق «الاجتماع» ودراسة «جدوى» وجودها الى الآن بهذا الشكل القاتل المميت حتى داخل العاصمة الهندية وعاصمة الجزيرة الخضراء ،فالطريق ليس غاية لحط الرحال عندها.. انه وسيلة للوصول الى الغاية والمكان الذي يجب ان يمر به الفرد آمنا الى ان يصل مكان رزقه من ثمرات ولقيمات يقمن صلبه.. ٭ كشفت الادارة العامة عن ترتيبات لتخصيص طريق الخرطوم مدني كاتجاه واحد ذهابا على ان يكون الطريق الشرقي مخصصا لعودة المركبات السفرية وامن اللواء (حطبة) مدير عام المرور على وجود «مقترح» بذلك سترفع لجنته الموقرة توصيته لدراستها توطئة لتنفيذ مسار الطريق كتجربة اولى يعقبها التنفيذ الفعلي. ٭عين العقل والصواب بعد فشل كل الحلول القديمة والمحاولات لإثناء السرعة في الطريق الذي وصف بتقمص الارواح الشريرة تفاصيله عند الانحناء والاعتدال والوقوف فساد فيه التخطي غير المدروس وزادت سرعة مركباته فما عادت للامان روح ترفرف ولا اصبحت السلامة غاية تُبتغى لذلك يأتي المقترح خطوة لها ما «يطيب» بعد ذلك. ٭ طريق مدني الخرطوم اصبح مادة «دسمة» في جلسات وامسيات الشاي والقهوة وحتى «شمارات الحلة» ولأن الحلول جميعها وقفت عاجزة امام السرعة التي يمتهنها قائد المركبة من اجل اكثر من «فردة» جاء الطريق بأكثر من ضحية شيبا وشبابا واطفالا. ٭ ليت الحديث امتد ليشمل شوارعَ وطرقا اخرى في وطني المنكوب بسوء تنفيذ شوارعه الطويلة والقصيرة رغم المساحات الممتدة والمهولة حوله نجده يتخذ من مجرى ضيق مرقده الاصلي بينما الارض حوله تعلن عن فضاء رحب يسمح بانشاء آخر مماثل يهب الطريق تفاعلا آمنا يجعل من الوصول فرحة وضحكة على الشفاه لا دمعة عند المحطة الاخيرة لاستقبال الحوادث التي تتكرر بصورة شبه يومية وتمثل اعلى نسبة من فقدان الارواح على هذا الطريق «المنعوت» ب «جنون السرعة» في شعبه المختلفة. ٭ نؤيد الاقتراح لكن بشروط توسيع المشورة والاستعانة بالخبراء الذين انجبتهم رحم وطني والذين تسبق كفاءتهم وشهادتهم اسماءهم وألقابهم والذين هم خارج تسمية «المؤتمر» بشقيه وغيره من «تكتلات واحزاب» وجماعات تحركها وتتحرك بها عجلات السياسة اللعينة. وهؤلاء ما اكثرهم هنا.. لرموز لا يشق لهم غبار لا يؤمنون ب «واو الصلة» التي يأتي بكل من هو «غير مناسب» في مكان يصبح بعد ايام في خبر «كان».. ٭ على بركة الله.. ولحقن الدماء التي تجري على الاسفلت يوميا في شارع مدني الخرطوم اتمنى ان يكون «المقترح» الآن قد بلغ «المنضدة العالية» لتصديق قيامه بمواصفات عالية الجودة تحكي واقع الحال الذي ننتظر تبديله سريعا .وكم يسرني سيدي مدير الادارة العامة للمرور ان تمتد مقترحاتكم الى طريق النيل الابيض الذي ينوء بحمل اعداد كبيرة من الشاحنات والبصات السفرية والسيارات الصغيرة التي تضيع وسط الزحمة والحراك المستمر والتخطي الذي لم تجد له ادارة مرور النيل الابيض حلا جذريا والذي شهدته بنفسي الاول من امس في طريق عودتي من الولاية.. ٭ طرح المعلومة الكاملة حول مشكلات وتنفيذ المقترح تحتاج لشفافية عالية في تنفيذ تحويل مجراه لاتجاه واحد في الواقع ووفقا لمواصفات طرق المرور السريع العالمية التي تنفذها الدول المتقدمة حرصا على حياة المواطن.. فهلا بدأنا الآن؟! همسة:- سنعيدها أيامنا يا سيدي.. ملح وماء وجلسة في رمال مدينتي.. نشتم رياح التغيير.. ونلثم عبير الزهر الفوّاح.. في يوم ندي..