٭ أصدرت وزارة الصحة الاتحادية توجيهات مشددة لوزارات الصحة بولايات دارفور منعت بموجبها أي تصريح للصحافيين بالوضع الوبائي للحمى الصفراء وبمعدلات الوفيات المتصاعدة والمنتشرة، وأكد عدد من القيادات بوزارات الصحة بدارفور طلب الوزارة امداد ادارة الوبائيات بالوضع الصحي حتى تقوم الادارة بتنقيح المعلومات قبل ان تقوم ادارة اعلام الوزارة بتوزيعها في شكل بيان في الصحف وحددت له ثلاثة أيام في الاسبوع. ٭ مثل هذا الطريق لا يتسق وخطى وزارة الصحة الاتحادية التي يجب ان تملّك المواطن حقيقة المرض وأسباب انتشاره وفق احصائية تشمل الاصابات والوفيات وخطوات العلاج والتقليل من الخسائر البشرية لكنها بهذا الاجراء قد بدأت حرباً معلنة على التوعية التي يجب أن تتلازم خطاها مع انتشار المرض في الولاية لشرح الأوضاع الصحية، فالمواطن وان كانت قريته بعيدة عن مناطق انتشار الحمى نوعا ما فإن وسائل الاعلام تقدم له المساعدة والتبصير ببؤر المرض ليتحاشاها، كما أن تصريحات القيادات الصحية هي الساعد الأمين للتعريف بالمرض ومدى انتشاره وانتقال عدواه واتقاء شروره، لكن بتكميم افواه القيادات الصحية ومنعهم ب «الامر» من الحديث في لب المرض ما هو الا اجراء «تعسفي» يزيد قلق من هم خارج الولاية على الاهل في المنطقة المعنية. ٭ استبعدت وزارة الصحة الاتحادية «طوق النجاة» وفتحت على نفسها نوافذَ للتساؤل حول احقيتها منع مد المجتمع بالمعلومة التي يسعى لمعرفتها لينال كل فرد حصة من الإلمام المعرفي بالمرض الذي ربما يتسرب داخلياً لولاية أخرى ويتمدد خارج الوطن فيشكّل حينها عائقاً امام الترحال والسفر ليدخل بعد ذلك الوطن في دهليز مظلم تسببت فيه تصريحات وزارة الصحة واحجامها عن الافصاح بالحقائق التي تنوي الوزارة «تنقيح» ملفاته اولاً داخل مكاتبها ثم «اعادة بثه» للمواطن. ٭ إننا نحفر بأيدينا اتجاهات الخطى في المسار غير الصحيح فالحقائق هي ما تجمل صفحات انجازاتنا وتدفع للمزيد من سيادتها في المجتمع الذي ستبتر اشاعاته وطرق ترويجها وتناقلها سجلات الحقائق المجردة التي ينتظرها المواطن كرصيد معرفي عن المرض وكيفية مكافحته وتوخي الحذر منه. ٭ فعلها من قبل وزير الدولة في وزارة الصحة الاتحادية بالانابة عندما قرر ان يبعث لكل صحفي بالاخبار «عموماً» عن طريق بريده الالكتروني وحينها رفض الصحافيون ذلك الاجراء « الجديد» على الساحة الصحفية وعلى ساحة الصحة الاتحادية فقاطع الجميع اخبار الصحة الآن التاريخ يعيد نفسه.. تود الوزارة تنقيح خبر الحمى الصفراء لتبقى هي «المحتكر» الوحيد للأخبار ونشرها كيفما تود وتشاء!! أيعقل هذا.. همسة: عند انحناء النيل... جلست.. تبكي حظها العاثر... وتغزل من أمواجه... ثوباً ودار...