طغت التباينات والتناقضات في مواقع التواصل الاجتماعي بين الإسلاميين الحاكمين بالسودان، على سيل التصريحات لمسؤولي المؤتمر الوطني الذين اكدوا صمود حزبهم الحاكم امام محاولات الانقسام، ما يشي بوجود «مفاصلة صامتة» تعيد للاذهان مفاصلة 1999م الشهيرة. واحتشد ال»فيس بوك» بالكثير المثير من تداخلات الإسلاميين التي تعكس آراء تيار احتجاجي اسماه منتسبوه ب»التيار الاصلاحي»، كما عمد المشاركون ايضا الى التباري في انزال صور الذين اتهمتهم السلطات بالمحاولة التخريبية وآخرين اشركتهم اجتهادات وتحليلات المتابعين. نوايا وشكوك: لكن اول ما يسترعي انتباه المتابع لمدونات الإسلاميين على مواقع التواصل الاجتماعي هو محاولات تشكيك بعضهم في ان يكون توقيف رئيس جهاز الامن والمخابرات السابق الفريق صلاح عبد الله قوش والعميد ودابراهيم ،تم بسبب نواياهما التخريبية او الانقلاب على نظام الحكم ، بينما اعتبر اخرون الخطوة مجرد خطوة لتصفية الحسابات. وتقول القيادية في الحركة الإسلامية ووزيرة الدولة بالاعلام السابقة سناء حمد في حائطها على «فيس بوك» يوم 22 نوفمبر الجاري، وهو ذات اليوم الذي اعلنت فيه أجهزة الامن احباط المحاولة التخريبية: «تصيبني المسرحية سيئة النص والاخراج بالملل.. متى يتطور مسرحنا ويواكب!!». وتعود سناء حمد التي اقالها الرئيس عمر البشير من وزارة الاعلام في ابريل الماضي، لانزال «بوست» تقول فيه: «ان صحت المحاولة الانقلابية والأسماء التي فيها فانها مرفوضة عندي حيث ان التغيير بالسلاح تجاوزه الواقع... ورغم ذلك لا بد من سؤال جوهري يطرح نفسه عن السبب الذي يدفع بعض الذين حملوا أرواحهم للدفاع عن الوطن والحاكمين فيه للانقلاب على النظام ومحاولة الاطاحة به... متى ينتبه أولي الأمر ..أن صمام الأمان للبلاد هو تصويب النظر تجاه تحدياتها بشجاعة وتجرد...». استفتاء السائحون ومن الملاحظ وجود اكثر من صفحة باسم «السائحون» على موقع «فيس بوك» وهم مجموعة داخل الحركة الإسلامية ذات مطالب احتجاجية ومن ضمن المشاركين سلمى محمد صالح التي طرحت استفتاء كالآتي: هل أنت مستعد للتوقيع على مذكرة لرئاسة الجمهورية من السائحين ؟ ،وصوت 377 مشاركا بنعم بينما صوت 30 بلا. وتكتفي قيادات اخرى ربما تكون مشفقة على مشروعهم الفكري، بالدعاء مثل القيادية النسوية رجاء حسن خليفة التي يحتشد حسابها في «فيس بوك» بالادعية والآيات مثل: «ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا انك رؤوف رحيم». ومن اللافت ايضا وجود منتحلين ينشئون حسابات باسم قيادات إسلامية، وتناقل ناشطون مشاركات انزلت على حساب لرئيس كتلة نواب المؤتمر الوطني الدكتور غازي صلاح الدين، لكن اتضح لاحقا انه حساب «مفخخ». وفي الاثناء، يقف الناس خارج اطار الإسلاميين في السودان موقف المتفرج وربما يشارك الناشطون في «فيس بوك» بمشاركات تضج بالسخرية مثل «بوست» لمشارك قال فيه: «عاجل.. محاولة انقلابية في الوسط الفني، وحنان بلوبلو تترشح لرئاسة اتحاد الفنانين وتخوض معركتها وسط حالة من الطوارئ..!».