نشطت جماعات إسلامية متطرفة ذات تنظيم عسكري حول الشريط الحدودي بين ولايتي القضارف وسنار في المناطق المتاخمة لمحليتي الرهد والقلابات الشرقية بولاية القضارف ومحلية الدندر بولاية سنار وبدأت الجماعات المتطرفة عملياتها العسكرية بعد أن اقتحمت معسكر قلقو التابع لشرطة حماية الحياة البرية بمحلية الدندر وهي تبعد 30 كيلو من الوحدة باندغيو الادارية التابعة لمحلية القلابات الشرقية وكان الهجوم بحسب افادات أهالي المنطقة بغرض الاستيلاء علي أسلحة ومهمات من المعسكر حيث استولت الجماعات الإسلامية علي مجموعة من الأسلحة والذخائر والمهمات ومكثوا فترة تزيد عن ثلاثة أيام استولوا علي أبقار من الأهالي بعد ترويعهم، وبحسب المعلومات التي توفرت للسلطات من الأهالي الذين أكدوا بانهم متواجدون في غابة الحظيرة ويتحركون عبر الدواب ويملكون خارطة طريق لانفاذ مخطط تخريبي عبر متفجرات وأسلحة متنوعة وأجهزة اتصال حديثة وجددت الجماعات الجهادية المتطرفة الهجوم الثاني امس بعد أن اشتبكت مع كتيبة تضم عناصر من جهاز الأمن والمخابرات الوطني والقوات المسلحة والشرطة وكان ذلك الهجوم في منطقة السبيرة داخل حظيرة الدندر في الحدود بين ولايتي سنار والقضارف. وبحسب المعلومات التي تحصلت عليها «الصحافة» نفذت الجماعات المتطرفة عمليات تدريب لفترة تزيد عن الشهر في الحدود الفاصلة بين الولايتين استخدمت فيها أسلحة متقدمة بغرض عمل أرهابي مخطط له في ولايتي القضارف وسنار والنيل الأزرق، وبعد تحرك السلطات أثر معلومات توفرت لديها اشتبكت القوات النظامية مع الجماعات المتطرفة مما أدي الي مقتل عدد منهم واصابة اربعة عناصر من القوة المشتركة. وكشف المهندس أحمد عباس والي سنار بان الهجوم الذي تم عصر الجمعة كان هو الهجوم الثاني بعد أن نفذت القوة الهجوم الأول في منطقة قلقو وأخلت موقع شرطة حماية الحياة البرية وكسر مخزن السلاح وسرقة المهمات ،مشيرا الي أن السلطات الأمنية والتنفيذية بولايتي القضارف وسنار قد وضعت خطة محكمة اثر معلومات توفرت لديها بحسب توقعات بان القوة التي هاجمت معارضة اثيوبية أو قوة سياسية أرهابية مجهولة أو صيادين او صدامات بين الرعاة ، واستبعدت السلطات تصادم الرعاة لوفرة الكلأ والمرعي والمعارضة الاثيوبية لعدم توغلها في الداخل الا أن المعلومات التي اكتملت من عناصر امن الشرطة والمخابرات العسكرية والأمن في الولايتين أكدت بانها قوة تكفيرية قادمة من الخرطوم تمركزت في الشريط الحدودي بين الولايتين وكان الهجوم في المرحلة الأولي في قلقو والثانية في السبيرة. وأشار عباس في حديثه ل الصحافة الي نشر تعزيزات عسكرية لملاحقتهم بعد فرارهم داخل الحظيرة بالجنوب والشمال وتم القبض علي اكثر من 25 منهم برئاسة زعيم العصابة وهو يحمل دكتوراة في الكيمياء ويعمل أستاذا في احدي الجامعات السودانية مبيناً بانه كان قد ألقي القبض عليه في السابق بنفس التهمة. وأكد عباس مواصلة العمليات العسكرية والتمشيط للقبض علي الجناة رغم انتشار الأشجار والحشائش علي طول عشر آلاف متر في الحظيرة، ومضي عباس في حديثه الى أن بعض افراد الجماعات المتطرفة قد لقوا حتفهم أثناء التدريب وبعضهم عقب مطاردة القوة لهم ، وكشف بان عمليات التحقيق الأولية اكدت بان القوة المهاجمة تمتلك أسلحة متقدمة من قنابل ومتفجرات ورشاشات ثلاثة كبيرة استخدمت في الهجوم بجانب عبوات كيميائية ناسفة. وأشاد والي سنار بتعاون حكومة الولايتين والأجهزة العسكرية والمواطنين في القبض علي المتهمين والارشاد عنهم ،مؤكداً وضع خطة امنية جديدة لتأمين الشريط الحدودي والحظيرة ووضع ارتكازات. وكشف عباس بان الهجوم الذي نفذ جاء عبر فرقة متخصصة من جهاز الأمن والمخابرات والقوات المسلحة باكثر من 12 سيارة دفع رباعي، وقال ان السلطات تقوم بالتحقيق في ولاية سنار والقضارف فيما تم نقل بعض المصابين والمتهمين الي مدينة الخرطوم. ويري الخبير العسكري والأمني العقيد معاش حسن بيومي بان مثل هذا النشاط العسكري يوضح بأن المتطرفين دينياً لهم اهداف معينة مثل عصابات النهب المسلح التي تعتمد علي المتقاعدين عسكرياً في انفاذ عدد من العمليات الارهابية في المناطق الحدودية لصعوبة المراقبة والتمشيط العسكري . واشار بيومي الى ان القضاء على تلك المجموعات يتطلب القيام بعمليات عسكرية محدودة واستخدام الطيران عبر معلومات وعمل استخباري بمساعدة السلطات المحلية والمجتمعية بالكشف عن هذه الأعمال التخريبية والعسكرية. ونوه بيومي الى ان ما تم يعتبر عملا استخباراتيا منظما لان القوة استخدمت أسلحة متقدمة وتكتيكا عسكريا مما يؤكد مشاركة جنود مسرحين هاربين من الخدمة وأصحاب خبرات عسكرية منظمة، ولم يستبعد وجود ضباط في هذا العمل ،وقال ان لجوء بعض العصابات والجماعات لمثل هذه الأعمال التخريبية يجب ان تتضافر فيه الجهود العسكرية والاستخباراتية في العمليات الحدودية لكبحه . المحلل السياسي والكاتب الصحفي دكتور محمد المعتصم أحمد موسى وصف ما تم بالحدث الكبير والاستثنائي لأن المنطقة لم تشهد أي تفلتات عسكرية، وقال بان تيار التكفير ظهر حديثاً في السودان ولم يجد له أرضا خصبة ، وطالب بالتعامل معه بشكل جاد وفتح حوار عريض وتحديد مطالب المنضوين تحت لوائه حتي يتم الوصول لأمر وسطي. واشار الى أن مثل هذا النشاط دخيل علي التاريخ السياسي في السودان لكن في ظل الواقع والانفتاح يمكن أن يحدث ذلك. وطالب موسى في حديثه ل الصحافة بان يتجاوز الحوار في هذا الأمر الغرف المغلقة ويفتح في ضوء الشمس الذي يكفي وحده لاثبات التعامل بشكل جاد وقطع الطريق أمام التكفيريين بعدم السماح بنمو هذا النشاط لأنه يؤثر علي أمن المواطن في هذه المنطقة ذات النشاط الزراعي التي تحتاج الي استقرار وتوفير الأمن الشامل للحفاظ علي هذا النوع من النشاط الاقتصادي. وقال موسى ان روشتة المعالجة الكاملة لولاية سنار والقضارف هي في أن تتم المعالجة في الجانب الفكري والثقافي والاجتماعي عبر توفير المعلومات والوصول اليها وفتح حوار جاد ...