عادل الباز هو الاستاذ الصحافى القدير عادل الباز، وعشاء السيد الوزير هو عشاء الاستاذ على محمود وزير المالية الذى اقامه لنفر من اصدقائه الصحافيين بمنزله الراقى ذى الطوابق الثلاثة بالحى الراقى، وبداية فإننى أؤكد احترامى للسيدين «عادل وعلى»، واننى لست فاتحاً لباب المساجلات مع الاستاذ عادل الباز، وكل قولى هو مجرد انطباعات، اثارها مقالان للاستاذ عادل الباز كان محورهما صديقه الاستاذ على محمود وزير المالية، بمهارة لا يقدر عليها غيره، انتقل قلم الاستاذ الباز من مقاله «زرزرة الوزير فوق كم» «الصحافة 25 نوفمبر 2012 العدد6937»، ناصحاً صديقه السيد الوزير بأن يستقيل، ويبعد نفسه من سكة ساهرون ويستبشرون وكل يوم سكرى وضغط، وتمنى له ان يبتعد عن سهام «المتطرفين والعنصريين» والسياسيين واعضاء البرلمان الذين لا يعرفون الفرق بين الكتلة النقدية والكتلة البرلمانية، الى مقاله «ما لن يقوله الوزير للرئيس» «الصحافة 6 ديسمبر 2012 العدد 6948»، ونحن لا نستغرب للاستاذ الباز وفاءه للصداقة، فله كامل الحق فى ان ينبرى للدفاع عن صديقه، كما له الحق فى ان يحاول اقناع الرئيس بما فشل فيه صديقه السيد الوزير، الذى لم يكن رده حاسماً للسيد الرئيس، ولم يستطع اقناعه كما اقنع استاذنا عادل الباز، ولا شك ان اسباب عدم اقتناع الرئيس وكما رجح الاستاذ الباز «تعود لحرص السيد الرئيس على تخفيف معاناة الشعب»، واذا كان الامر كما جرى فيكون السيد الوزير والاستاذ عادل الباز قد فهما الرسالة خطأ، فلا اتحاد العمال ولا السيد غندور طالبا بزيادة الاجور، والحقيقة ان المطالبة تمت لزيادة الحد الادنى للاجور، وهو موضوع مختلف تماماً عن الذى جرت محاولات الوزير لاقناع الرئيس بعدم الالتفات اليه، او محاولات الاستاذ الباز لاقناع الرئيس بعدم جدواه، ولعل الكثيرين لا يشاركون الاستاذ الباز وصديقه على محمود في عدم جدوى زيادة الاجور، ولسنا على قناعة بأن هذه الزيادة لو تمت لن تساهم فى تخفيف المعاناة على المواطنين، وسيحصد خيرها « التجار» وستزيد الاسعار تصاعداً واشتعالاً، اذا ماذا يفعل السيد الوزير؟ اليس من مهامه ان يضع الآليات التى تحكم الاسواق وتحد من انفلاتها؟، وان يضع من السياسات بحيث تذهب الزيادة الى مستحقيها، او ليست الزيادة حقاً مستحقاً بفعل تصاعد الاسعار من جهة وتضاؤل قيمة الجنيه من جهة اخرى؟، ولهذا وببساطة فالخير كما يستحسن السيد الوزير وصديقه الباز فى ان تظل الاجور على حالها ولا داعى لزيادتها، وحسب ما اعلن السيد الوزير مراراً فإنه ربط موافقته على الزيادة برفع «الدعم» عن المحروقات، ولم يأت على ذكر التهاب الاسواق وزيادة القوة الشرائية، كما يورد استاذنا الباز، وفي سياق آخر فإن الاستاذ الباز عدد اسبابا كثيرة وحقيقية لتدهور قيمة الجنيه وتدهور الاوضاع الاقتصادية، وعدد اسباباً منطقية لتحسين الحال، من بينها ايقاف الحروب وجذب المستثمرين وزيادة الانتاج، وحتى الآن لم تتوفر لى قناعة بالاسباب التى دفعت الاستاذ الباز لولوج هذا المعترك محاولاً اقناع السيد الرئيس، فالرئيس قد اتخذ قراره وانتهى الامر، والاستاذ الباز يعلم ان الرئيس لم يتخذ قراراً وتراجع عنه سواء أكانت اسباب التراجع وجيهة ام غير ذلك، وسواء جاءت من جهة اعتبارية او اشخاص عاديين، ودونك قرار الرئيس بايلولة المستشفيات الاتحادية لولاية الخرطوم، وقرار احالة المديرين فى الاقطان ووقاية النباتات للتقاعد، وقراره حول اتفاق اديس ابابا الذى وقعه الدكتور نافع والحركة قطاع الشمال، وعشرات القرارات والتوجيهات، فكيف ومن اين استمد الاستاذ الباز حجته التي ستجعله الاقدر على اقناع الرئيس، وما بين المقالين حرص من الصديق الباز على صديقه السيد الوزير، فهو بعد أن فشل فى المقال الأول في دفع صديقه للاستقالة، رغم الاسباب الكثيرة التى ساقها لدعم حجته ومن بينها «كل يوم زرزرة» وسيل شتائم لا يتوقف، وبعد أن استمسك السيد الوزير بوزارته رافضاً الاستقالة، راضياً «بالزرزرة» والشتائم، انبرى الاستاذ الباز للدفاع عنه متطوعاً ساعياً الى اقناع الرئيس بما لم يستطع ان يقوله له صديقه الوزير على محمود، خاصة أن الاستاذ الباز لم يدع انه صديق للرئيس ايضا ليكون وسيطا بين صديقيه، وعليه فقد غم علينا حقيقة ما يريده الاستاذ الباز، هل هو اقناع الرئيس ام حماية صديقه الوزير من «الزرزرة» التى بحكم الالقاب والمناصب لا يقدر عليها الا الرئيس، فالاستاذ الباز يؤكد انه لم يلتق السيد الوزير منذ العشاء الاخير ولم يتصل به تلفونياً، فماذا يريد الاستاذ ان ينفى عن نفسه؟ ولا ادرى لم سمى العشاء بالاخير، فالعشاء الاخير لا عشاء بعده، كما في عشاء الفنان ليوناردو دافنشى الاخير الذي حمل صورة السيد المسيح عليه السلام مع تلاميذه الاثني عشر.