كانت المرأة السمينة إلى تاريخ قريب هي الأجمل وكانت النحافة عيبا قد يحكم على صاحبته بالعنوسة ، فمقاييس الجمال تتغير من فترة لأخرى وتتحكم فيها الموضة وطبيعة الأزياء التي تعتمد على اوزان معينة ولدى الفتيات بشكل خاص ، ولكن ولاتزال المرأة السودانية تمارس التسمين القسري على نفسها طوعا ، وتلجأ الى ما هو ممنوع حتى تصبح ممتلئة وعلى الرغم من ان الجنس الآخر لم يعد ينظر الى الفتاة السمينة كجميلة بقدر مايصنفها بأنها تقليدية ، اذاً فقد تحولت الانظار الى فتيات ذوات الوزن المتوسط ، واختفت كلمة فلانة (معصعصة) وانعكست المفاهيم . لم تعد السمنة مقياسا حقيقيا ولم يعد مطلوبا من المرأة إلا أن تكون خفيفة كما يتطلب ايقاع الحياة ومع ذلك تختلف وجهات النظر حول المرأة السمينة والنحيفة في المدن وفي الأوساط المتحضرة. ويقول امين ان الرجل لايحب المرأة السمينة لأنها معرضة لمشاكل صحية واجتماعية وغير مقبولة شكلا وكذلك النحيفة جدا لديها مشاكل كثيرة لأن النحافة مضرة بالصحة وهي غير مستحبة وهي غير محظوظة في الزواج ، لتحظى متوسطات الحجم فهن محبوبات كثيرا . ولكن تدافع مجموعة من الشباب عن النحافة بالقول إن المرأة الرشيقة أفضل، والنحافة أكثر فائدة صحية و يمكن للنحيفة إجراء فحوصات طبية للتأكد من أن نحافتها لا تعود إلى أسباب صحية ، ولكنها لاتقع في سلسلة المشكلات التي قد تعانيها البدينات ، فالكثير من النساء لا تصدق الرجال بحب عندما يبدون ميولهم للمرأة النحيفة باعتبار أن الواقع يكذب تلك مايقولون ، واتهمت شادية إمرأة في العقد الرابع من عمرها الرجال بالنفاق، وتقول ان ظاهرة النحافة مرغوبة في العالم، لكنها في مجتمعنا فضيحة ، رغم أنه قد ينظر اليها في بعض الاحيان لمجارات الموضة . وتقول سيدة أخرى نالت حظا من التسمين على الرغم من إنها مقتنعة بأن السمنة خطرة صحيا، ولكنها تشعر بالفخر من نظرات المجتمع اليها ، لأن المرأة السمينة لاتزال هي الأجمل ، ولااحد يستطيع ان يغمض عينه عن واقع مجتمعنا الذي لايقتنع الا بالمرأة البدينة . ويقول أحمد عثمان شاب في مقتبل العمر إن المرأة السمينة لاتعتبر انثى في نظره ويمكن تسميتها اي شئ آخر ، فنحن لسنا في ستينيات القرن الماضي انا في زمن لايحتمل ان يكون الانسان بطيئا في حركته ، وهو يعتقد انها اكبر معوق للحركة غير انها تغير من شكل المرأة وقد تحولها من جميلة الى قبيحة ، وابدى استغرابه من النساء وخاصة الفتيات اللاتي يلجأن الى التسمين عن طريق الاقراص ويعرضن صحتهن للخطر في الوقت الذي اختلفت فيه نظرة الرجل السوداني للمرأة البدينة ولم تعد تسيطر على عقله . وهل يكون الرجل السمين أجمل في عيون النساء؟... الغالية تقول إنهن كن يمدحن الرجال بالنحافة ويكرهن الرجل حينما يسمن. واختفت في موريتانيا ظاهرة التسمين القسري، لكن ما يزال لدى البعض حرص على أن تكون المرأة ممتلئة. ويتأثر البعض بوسائل الإعلام، والتوعية الصحية، وبعارضات الأزياء... وتبرر نحيفات أيضا نحافة لا تردنها بضرورات الصحة، وبأن الذوق تغير.