٭ بعد ازدياد البطالة في السودان وخاصة وسط الخريجين من الجامعات والمعاهد العليا، وبعد أن عجزت الدولة عن توفير فرص عمل لهم اتجهت الى نشر ثقافة العمل الحر وحثت الشباب على ولوج سوق العمل الحر حتى يتمكنوا من الحصول على أبسط مقومات الحياة لهم ولاسرهم. وأنا وأحد من هؤلاء الخريجين الذين صدقوا هذا البرنامج، فقد تخرجت قبل عشر سنوات، وأخيراً تحصلت على تمويل من بنك الاسرة وأنا الآن اقوم بسداده. وقمت بفتح بقالة حتى استطيع توفير لقمة العيش لاسرتي التي تتكون من 6 أشخاص وبعد ذلك قمت بدفع رسوم الرخصة الصحية والتجارية والنفايات، ورغم ذلك جاء الىَّ أفراد من الوحدة الإدارية التي تتبع الى محلية كرري ومعهم أمر قبض بحجة انني لم أدفع عوائد بقيمة 001 جنيه ( مائة الف بالقديم). وقلت لهم العوائد ملتزم بها صاحب العقار ومعي إثبات قانوني. وبعد ذلك قاموا بتنفيذ أمر القبض من غير سابق انذار قانوني وتم حبسي في السجن كمجرم لمدة 42 ساعة من غير أكل أو حتى اجد أبسط مقومات الحياة، بالاضافة الى المحل الذي تم قفله لمدة يومين واطفالي الذين لم يجدوا لقمة الاكل ومعظهم في المدارس بالاضافة الى تلف الخبز والفول والزبادي. واذا كنا نتحدث عن النهوض بالاقتصاد وزيادة الانتاج والانتاجية في ظل هذه الظروف التي يمر بها اقتصادنا السوداني، وفي الوقت الذي نطالب بإنعاشه ولكن للاسف يوجد أشخاص أو جهات تضع قوانين خاطئة والتي بدورها تساعد على وقوف عجلة نمو الاقتصاد السوداني مثل المجلس التشريعي لولاية الخرطوم الذي وضع كل العبء علي أصحاب المحلات التجارية، ثم قام بترك الحبل على الغارب للمحليات وأفرادها الذين يقومون بقفل المحلات والزج بأصحابها في السجون متى أرادوا ذلك. والسؤال الذي يطرح نفسه أين تذهب هذه الأموال التي يتم جمعها بهذه الطريقة البشعة التي قد تغضب الله ورسوله، وتخالف الشرع والانسانية التي وجدت التكريم من قبل المولى عز وجل؟، فمن الواجب أن تجد التكريم من جنس البشر الذين هم خليفة الله في الارض. وحسب فهمي البسيط، تعود هذه الاموال لصالح المواطن الضعيف في شكل خدمات من تعليم وصحة وأمن. مثال لذلك أنا أسكن في حي الحارة 59 ويوجد به أكثر من الفي منزل وبه مدرسة واحدة للأساس فقط، فكيف لها أن تسع هذا الكم الهائل من هؤلاء الطلاب؟. ولا يوجد به مركز صحي ولا مواصلات ولا توجد خدمات إصحاح بيئة هذه أبسط مقومات الحياة التي يمكن أن يعيش فيها الانسان. فيجب على كل أنسان ان لا يجعل انتماءه لأية جهة ما أن يسيطر عليه ويجعله يغمض عينيه ويضع الستار على الحقائق، ويجب ان يخرجها بصورتها الحقيقية من غير زيادة أو نقصان وأن يجعل مصلحة الوطن فوق مصلحة الجميع، و حتى يعلم كل مسؤول حقيقة الامر ويقوم بواجبه على أكمل وجه. حتى ننهض ونمضي بالسودان قدماً الى آفاق أرحب وبهذا نستطيع ان نجعل السودان يسع الجميع، وقتها يمكن أن تنتهي النزاعات في السودان بسيادة العدل ورفع الظلم عن المظلومين، لأن المولى عز وجل حرم الظلم على نفسه وجعله محرما بين العباد. فيجب علينا الرجوع الى سيرة السلف الصالح مثل عهد عمر بن الخطاب والذي قال (والله لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله عنها يوم القيامة لماذا لم تسوِ لها الطريق يا ابن الخطاب). ٭ ويجب على الجميع أن يسمعوا كلمة الحق كما سمعها النبي صلى الله عليه وسلم من اعرابي، وكانت غير صحيحة، قال الأعرابي للنبي صلى الله عليه وسلم إنك لم تعدل فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال إن لم أعدل فمن الذي يعدل بعدي؟. اذاً بالعدل يسود الحب والطمأنينة، ويذهب الحقد والحسد ويزول الانتقام، وبذلك يمكن أن نقود السودان الى القمة. إن الحاكم العادل يقود الرعية الى الصلاح والفلاح وفساده يقودها الى الهاوية، والدليل على ذلك تتبع سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين، كيف سادوا العالم من اقصاه الى أقصاه بنشر ميزان العدل بين الناس فكان الناس أمة واحدة. ولكن عندما فقد الناس هذه البوصلة تاهوا عن الصراط المستقيم، وأصبح المجتمع كالغابة يأكل القوي الضعيف، ولا يجد من يرد له مظلمته إلا أن يرفع يديه الى رب السموات والارض الذي لا يظلم عنده أحد؛ لأن أسمه العادل. عبد الحميد محمد أحمد تعليق: ٭ شكراً عبد الحميد، عسى ان تجد شكواك اذنا صاغية.. وتراجع سلطات المحليات أسلوب التعامل مع مواطنيها. هذا مع تحياتي وشكري