افضل ما يفعله الشخص بعد يوم مليء بالضغوط العملية، ان يلتقي اصدقاءه لكسر الروتين اليومي، فالملاحظ ان الجلوس بالقرب ستات الشاي هو الخيار الافضل لكثير من المجموعات، وربما لاختيارهن اماكن مفتوحة وهواؤها نقي، ومن بين الجالسين تجد فتيات في مقتبل العمر يتجاذبن اطراف الحديث بلطف شديد ويتهامسن كما النسمات، ويضفن ألقاً جديداً للمكان، والكثير من النواعم يفضلن ممارسة هذه العادة، بل ويحرصن عليها دوماً، فتناول الشاي في الهواء الطلق لا يمكن مقارنته بأي مكان آخر مهما بلغت درجة اناقته وفخامته، وفي ذات الوقت هنالك فتيات لا يمتلكن الجرأة لفعل ذلك مع انهن يرغبن فيه ولكنهن يشعرن بالتقييد، بينما ترفض اخريات الجلوس في الشارع لتناول المكيفات برفقة الشلليات. فالبقاء في الاماكن المفتوحة مع الاصدقاء والمقربين يلقى قبولاً وسط الشباب، وكذلك البنات يفضلنه كثيراً، فمن ناحية يشعر الانسان بارتياح غير متناهٍ ويمكن البقاء فيها لساعات طويلة دون يشعر بالملل، وقد يختلف البعض حول بقاء الحسناوات في الاماكن المفتوحة، وتعلق نازك على هذا الأمر بأنها تفضل الجلوس في الشارع وبالقرب من بائعات الشاي، وهذه اكثر لحظات ممتعة تقضيها خلال اليوم مع اصدقائها وصديقاتها، فالجلوس في الشارع والاماكن المفتوحة افضل بكثير من الذهاب الى الاماكن المغلقة، ولكن هنالك أشخاصاً يفكرون بطريقة رجعية جداً، ويرون أن الفتاة لا ينبغي لها أن تجلس في الشارع، ولكنهم لو نظروا إلى الأمر من نواحٍ أخرى فإنهم سيجدون أن الافضل للشباب أن يبقوا في هذه الاماكن المتاحة لانظار الجميع، وهي لا تعتقد ان في الامر شيئاً يخدش الحياء العام. تقول غزل انها لا تجد نفسها الا بالقرب من بائعة الشاي التي اعتادت هي وصديقاتها ان يترددن عليها كل يوم، وهذا ضمن البرنامج اليومي، فهن يفعلن ذلك بكل سرور وأريحية، وعند وصولها الى مكانها المفضل تشعر بأنها متحررة من الضغط الذي تعيشه طوال اليوم في العمل والمنزل، وقالت انها تفعل ذلك لسنين طويلة، وبعد أن بدأت دراستها الجامعية وجدت نفسها تأتي الى مكان الشاي مع زميلاتها وأحياناً مع شلتها، ودائما ما كانوا يقصدون شارع النيل بالخرطوم واحياناً مدينة بحري، وقالت: الى الآن مازلن حريصين على المجيء دوماً . وتحرص الفتيات على جلسات الشاي بشكل ثابت، فقد اخبرتني منى بأنها تأتي الى اصدقائها بصورة شبه يومية، فالامر بات عرفاً ثابتاً ووصلن الى درجة انهم يحضرون جميعاً في الزمن المحدد دون ان يهاتفوا بعضهم، ولا يصدق احد ان هذه الجلسات خفيفة لدرجة انها تزيل كل الهموم والضغوط التي يعيشها الانسان فطابعها غير جدي، وعندما لا تذهب منى لتناول الشاي في المكان الذي اعتادت الذهاب اليه بشكل يومي تشعر بقلق شديد، فهي تحن الى جميع الاماكن التي اعتادت على الذهاب إليها في السابق، ولديها ذكريات جميلة هناك.