الطبيب السوداني الذي يتخرج في كلية الطب يعتبر نفسه قطع شوطاً نحو تحقيق حلمه وحلم أسرته في إكمال رحلته العلمية وبداية حياته العملية،ويصبح هاجسه الأول مع أسرته بعدئذ هو التخصص،والحصول على الزمالة البريطانية التي تؤهله لأن يصير «طبيباً شهيراً» كما يتمنى من يعبرون المراحل الدراسية. الحصول على الزمالة البريطانية كان بعيد المنال ولا يستطيع الجلوس للامتحان إلا أبناء الاسر المقتدرة مالياً ،سواهم ليس أمامهم إلا الهجرة الى دول الخليج أو ليبيا سنوات لجمع ما يواجه به كلفة السفر الى بريطانيا لإكمال مهمته. جامعة الخرطوم «أم الجامعات» انتصرت لأبناء الفقراء عندما وقعت مؤخراً على برنامج زمالة الكليات البريطانية مذكرة تفاهم أفضت الى اعتماد مستشفى سوبا الجامعي مركزاً دائماً للامتحان النهائي للزمالة الملكية البريطانية في طب الباطن التي يمنح بموجبها الطبيب الممتحن الشهادة الكاملة في التخصص. وقد جلس للامتحان بمستشفى سوبا في بداية الشهر الجاري 45 طبيباً من بينهم أطباء من دول عربية وأفريقية،وأشرف على الامتحانات ممتحنون من جامعة الخرطوم والكليات الملكية البريطانية «لندن - أدنبرة - قلاسكو»،الأمر الذي يعتبر خطوة تاريخية مهمة واعترافا من بريطانيا بتطور التعليم في بلادنا. جامعة الخرطوم حققت انجازاً علمياً وسياسياً مهماً وقدمت ومضة وأملاً،في مناخ الإحباط الذي يتفشى، ،كما أنها فعلت عبر التعليم ما عجزت عنه الدبلوماسية وفتحت قنوات مع دول غربية لا تشهد علاقاتنا معها دفئاً. خريجو كلية الطب بجامعة الخرطوم الذين جلسوا للامتحان تفوق بعضهم بصورة أذهلت ممتحنيهم البريطانيين،وردت الجامعة بذلك عملياً على يشككون في تفوقها،ويتحدثون عن تراجعها،وتدهور التعليم العالي،ومدت لسانها لمن يحاولون وراثتها من الجامعات الخاصة. جامعة الخرطوم على رغم أنها وقعت الاتفاقية مع برنامج الزمالة البريطانية لكن ذلك لا يحرم خريجي الطب من بقية الجامعات السودانية من الجلوس للامتحان في سبيل الحصول على الزمالة والتخصص،في طب الباطن والجراحة ثم الأسنان. بهذه الاتفاقية بات بإمكان طلاب السودان من غير أهل الحظوة من أبناء الأثرياء ومن يجدون فرصة للهجرة، من الحصول على التخصص الذي يرغبون ،وانعقاد الامتحانات بالسودان سيمكن عددا كبيرا من خريجي الطب من الامتحان للزمالة من دون الاضطرار الى السفر للخارج. لقد أكدت جامعة الخرطوم ريادتها وجودة دراسة الطب على المستوى الاقليمي والعالمي ، مما اقنع الكليات الملكية البريطانية، وهو ما يعكس التميز الاكاديمي لأساتذة كلية الطب،الذين يعملون في ظروف قاسية مع زملائهم من اساتذة الجامعة، فالتحية لهم ونأمل في تدفع الخطوة الدولة الى الاهتمام بالأستاذ الجامعي الذي يحقق لوطنه سمعة طيبة ويقدم صورة مشرقة. شكراً لأم الجامعات وأساتذتها وطلابها ومزيداً من النجاحات في زمن الإحباط والإنكسار والتقهقر السياسي والتراجع الاقتصادي والخمول الاجتماعي.. بلاغ على الهواء كشف تقرير تفصيلي للمراجع العام عن 40 حالة استغلال نفوذ في وحدات وشركات وبنوك حكومية منها مسؤولون يتعاملون مع شركات يمتلكونها،ومدير مصرف منح والده تمويلاً متجاوزاً الضوابط المحددة،وأموال لا يعرف مصيرها. وفي تقرير آخر ذكر المراجع أن 22 وحدة حكومية قومية وولائية خالفت اجراءات التعاقد لشراء السلع والخدمات على رأسها وزارات الداخلية والدفاع والنقل والصناعة والمجلس الاعلى للاستثمار والمجلس الزراعي ومجلس الولايات وهيئة المظالم والحسبة ومفوضية اراضي دارفور بجانب ولايتي النيل الابيض وكسلا، واعتبر المراجع ،الموافقة المبدئية من قبل وزارة المالية للشراء بدون تغذية تبديداً للمال العام. أخي هشام محمد عثمان، رئيس نيابة الأموال العامة، هذا بلاغ من الرأي العام السوداني حتى لا تنتظر تقريراً يأتيك من البرلمان أو لا يأتي ..والمسافة بين مكتبك ومقر المراجع العام «فركة كعب»..!!