كانت الدمازين حاضرة ولاية النيل الازرق تشهد حدثا ابداعيا يدعو لاشاعة ثقافة السلام وجعلها مسؤولية الجميع وذلك بتظيم من مجلس السلام بالتعاون مع برنامج الاممالمتحدة الانمائى ومنظمة الهجرة الدولية للحد من النزاعات فى الفترة من 18- 22ديسمبر الجاري.. كانت ضربة البداية بمدينة الروصيرص حيث تغنى فيها جماعة شباب الروصيرص وهى فرقة ثقافية تهتم بكل ضروب العمل الثقافى تاسست سنة 1979م على يد مجموعة من الشباب على راسهم الدرامى محمد عبد الرحيم قرنى وعوض الماظ والمرحوم حسن عثمان وبدات فرقة مسرحية وجاء الجيل الثانى وطور العمل الموسيقى والاستعراضى، وشارك ايضا الفنان وليد زاكى الدين والفنان الشاب فضل ايوب،والفنان المهتم بتراث منطقة النيل الازرق الجمرى. الفعالية الثانية كانت بقرية بدوس شمال مدينة الروصيرص ولم اتمكن من متابعة الحفل وتقول هنادى المك شهدت الفاعلية حضورا جماهيرا كبيرا وتفاعل مع الحدث الذى شارك فيه فرقة الكنداكة الدرامية من الخرطوم و الجمرى حامد الذى وجد تفاعلا منقطع النظير وتغنت احدى الحاضرات معه وهذا يعود الى انه (ابن المنطقة ) و شاركت ايضا فرقة شباب الرصيرص وتعتبر نموذجا للتباين الاثنى و تمتاز ايضا بكثافة سكانية عالية، اليوم الثاث استضافته قرية السريو وهى قرية تقع شمال مدينة الدمازين وتبعد عن الطريق القومى مسافة 6كلم وتاسست سنة 1414م ،أسسها الفكى تكر من قبيلة الفولانى وللفلاته خشم بيوت منها الفلاته ملى والجافون وويلا وعرف عن الفلاتة التسامح والتصالح والكرم وأهل تقوى ودين، وشاركت فيه فرقة الكنداكة وقدمت عرضا مسرحيا قصيرا يدعو الناس لنبذ الفرقة والتناحر والفنان الجمرى حامد،وفرقة الهيلاهوب،وشرف الحفل عمدة السريو العمدة ابراهيم عمر البيلى. الفنان الجمرى يرى ما حدث فى السريو له دلالات كبيرة فى زحزحة ما دمرته الحرب وازالة الحواجز بين الشعوب ،والتفاعل مع الجمهور كان كبيرا وبدوس وبدوس هى عاصمة التنوع الثقافى فى السلطنة الزرقاء، وشرفت الفرق المشاركة دعوة الغداء التى اقامها العمدة البيلى فى داره العمرة بقرية السريو. فكرة نشر ثقافة السلام والتعايش السلمى وتقليل حدة الصراع بين الرعاة والمزارعين ، الليالى الموسيقية والدرامية التى اقامها مجلس السلام تدعو تحمل مضامين السلام والعمل على تشجيع ونشر ثقافة السلام وهى ذات الاهداف التى تتسق مع برنامج الاممالمتحدة الانمائى بحسب ماصرح به احمد عمر مدير مكتب برنامج الاممالمتحدة الانمائى بالنيل الازرق. واقيم حفل نهارى فى منطقة رورو وهى بمحلية التضامن اليوم الاخير من اسبوع السلام شهده استاد الدمازين حيث تدافع الناس من كل حدب و صوب ليكونوا شهود عيان على ان السلام مسؤولية الجميع ،كان على نائب الوالى الدكتور ادم ابكر ومستشار الوالى للادارة الاهلية ورئيس مجلس السلام بالانابة الفاتح المك يوسف المك حسن وعدد من القيادات السياسية والشعبية . هناك كانت اللغة غير اللغة التى اعتدنا سماعها(لغة الرصاص والحرب والدمار) كانت لغة ناعمة تتتسرب الى وجدان الحاضرين وبدأ الناس سكارى وماهم بسكارى لكن نشوة السلام بدت تختمر فى الوجدان ،فتراص الناس فى انتظار الموسيقى التى تغسل الروح من ادران الحرب وقلقها،فجاءت فرقة الكرمك تغنى لاهلها بلغة اقرب الى روحهم وقضايا مجتمهم حيث استوحت المكون الثقافى المحلى من تراث وفنون وقدمتها فى لوحات تشيكيلية عبر الرقص الاستعراضى . وسارت فى ذات المنحى فرقة شباب الروصيرص وقدمت لوحات استعراضية لعدد من تراث القبائل المحلية بالولاية وتفاعل معها الجمهور وجاءت فرقة الهيلاهوب والهبت حماس الحاضرين حتى الوزراءوالمسوؤلين بالولاية وبدت على سيماهم السرور والحبور وهذا يؤكد ان الفنون تتجاوز كل الحواجز وتقرب المسافات الوجدانية مهما تباعدت . اسبوع السلام عبر الموسيقى والدراما الذى شهده استاد الدمازين كان التلفزيون حاضرا ونقله مباشرة لمدة ساعة ونصف الساعة بترتيب بفريق هندسى وبرامجى كامل بقيادة المخرج ابن الولاية حاتم بابكر مع المخرج مجدى مبيوع والمهندسين حسام فاروق ومحمد عبد القادر ونخبة من الفنيين والبرامجين. فرقة عقد الجلاد بقيادة ربانها شمت محمد نور وشريف شرحبيل وطارق جويلى تجلت فى تلك الليلة وارهف الناس السمع لاغنيات حاجة امنة ،وعطبرة ، فجاءنى النهار وغيرها . ولاحظت «الصحافة» اهتمام بجمهور المدينة بالتصوير مع نجوم فرقة الهيلاهوب وفرقة عقد الجلاد وهذا يدل على الدور الكبير الذى يقوم به الفن والفنانون فى التاثير فى المجتمعات .