شهدت ورشة برلمانية مشادات حادة بين اساتذة الجامعات ونواب برلمانيين على رأسهم نائب رئيس المجلس الوطني هجو قسم السيد، بسبب ضعف راتب الاستاذ الجامعي مقارنة برصفائهم في الدول المجاورة وغيرها، وطالب استاذ جامعي، الحكومة بالترجل عن السلطة لفشلها في السيطرة على اسعار العملات الصعبة. وإعتبر هجو، مقارنة مرتبات الاساتذة السودانيين برصفائهم في السعودية غير علمية إطلاقا بالنظر للانتاج النفطي الضخم للمملكة والضائقة الاقتصادية التي يعيشها السودان، قبل ان يعود ويعترف بسوء اوضاعهم معتبرهم جزءا من اوضاع البلاد الحالية، وطالب بإطلاق يد وزارة التعليم العالي والجامعات لزيادة نسب القبول الخاص والبحث عن موارد إضافية لتحسين اوضاع الاستاذ والحد من هجرته، ونصحهم بعدم البكاء على اللبن المسكوب والبحث عن حلول ع وأغلق النائب البرلماني احمد حسن كمبال الباب أمام الاساتذة لاقرار اية زيادات، وقال في الورشة البرلمانية التي اعدتها لجنة التعليم العالي بالبرلمان حول الهجرة «لو كان هناك من وعدكم بزيادة مرتباتكم فقد مناكم بالمستحيل». وحذرهم قائلا «الالاف دايرين يشتغلوا ودايرنكم تهاجروا عشان يدخلوا مكانكم». وفي هذه الاثناء حذر الاتحاد المهني العام لاساتذة الجامعات والمعاهد العليا، من أن تفقد البلاد على المدى المتوسط والبعيد القدرة على توليد وتفريخ المزيد من الاساتذة، ورجح أن يغادر البلاد بنهاية العام الجاري 2500 استاذ اغلبهم من المساعدين الحاصلين على درجة الدكتوارة والاساتذة المشاركين والبرفيسرات واصحاب المناصب الرفيعة في الجامعات. وانتقد اساتذة في الورشة، خروج نواب وجهوا انتقادات لاساتذة الجامعات قبل الاستماع للردود وسادت قاعة الورشة همهمات استياء من قبل الاساتذة المشاركين ووصف بعضهم حديث نواب ب»الفارغ». ودافع رئيس مجلس ادارة الاتحاد المهني لاساتذة الجامعات عمر التوم، عن الاوراق ووصفها بالعلمية وشدد «القضية ليست سياسية « وطالب بمنح الاستاذ استحقاقاته كاملة بجانب وضع هيكل راتبي جديد. وقال الاستاذ الجامعي الفاتح ابواليسع في مداخلته بالورشة «مشكلتنا مشكلة قروش ولو الدولة ما قادرة تعمل كنترول لسعر الدولار والريال فليذهبوا جميعا». من جانبه، أقر النائب البرلماني والقيادي بالمؤتمر الوطني الامين دفع الله بوجود ظلم واقع على الاساتذة ووصف بيئة العمل بالطاردة، وقال ان الاستاذ الجامعي الذي يعمل بالبلاد حاليا مضحي واضاف «اخشى ان يأتي يوم لا نجد استاذا مؤهلا في قسم حي بسبب الهجرة». في السياق ذاته، كشفت ورقة أعدها الاتحاد المهني لاساتذة الجامعات قدمت في الورشة عن دارسة حول هجرة الاستاذ الجامعي، أن السبب الاول لهجرة الاساتذة هو تشييد منزل الاسرة بنسبة 55% واشارت الى رغبة 84% من الاساتذة في الهجرة مقابل 10% لا يرغبون فيها، بينما قال 3% انهم يريدون من الهجرة امتلاك سيارة و12% لاجراء بحوث علمية لعدم توفر البنيات محليا. وحسب الدراسة فإن هناك بعض الاقسام لايوجد بها استاذ حاصل على الدكتوراة، وابدت تخوفات من تطبيق قرار التعليم العالي بعدم السماح للمحاضرين بالتدريس في العام 2015 ، وأكدت الورقة أن نزيف الهجرة الاكبر كان في جامعات الخرطوم والسودان والجزيرة والنيلين والاسلامية. واوصت الورشة بإجراء تحسينات في العلاوات الخاصة بالاستاذ الجامعي وتضمين مخصصاته بدلات سنوية مستحدثة وتخصيص 30% من عائد القبول الخاص والدراسات العليا والدبلومات والقبول الموازي للاساتذة.