ناقشت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل تقرير تحليل بيانات مسح قياس العنف المبني على النوع في السودان بالتركيز على ولاية الخرطوم، قدمه الخبير الوطني صالح حمزة أبواليمن والذي اكدان الدراسة هدفت الحصول على معلومات عن العنف ضد المرأة و الطفل في السودان وقد أختيرت ولاية الخرطوم كأول ولاية يتم فيها تطبيق هذا البحث باعتبارها العاصمة القومية للبلاد والتي تضم كل أطياف المجتمع السوداني و تجمع الشرائح السكانية المختلفة على نطاق القطر. واشار الى ان هذه الدراسة سبقتها اخرى عن تعريف المفهوم الوطني للعنف تمت أيضا بولاية الخرطوم؛ فهذه الدراسة إمتداد للدراسة السابقة لمعرفة المستوى العام والأبعاد العامة لهذه الظاهرة في السودان، على أن تقوم دراسات متعمقة لقياس حدتها و تردداتها المختلفة. وتطرق ابو اليمن الى ان العنف ظاهرة عالمية سائدة في أوساط كل الشرائح السكانية، لكن العنف ضد المرأة والطفل أخذ أبعادا خاصة ناتجة من التقاليد و العادات التي ارتبطت بالعلاقات الإجتماعية المختلفة بين الذكور والإناث والكبار والصغار في المجتمعات السكانية المختلفة . واكد ابو اليمن ان العنف يأخذ أشكالا مختلفة يمكن حصرها في ثلاثة أنواع هى العنف الجسدي، العنف الجنسي والعنف النفسي. وابان ان هذه الدراسة تركز على العنف الجسدي على النساء والأطفال و بتفاصيل عن بعض أشكال العنف الجسدي بالنسبة للنساء مع التركيزعلى الصفع باعتباره أكثر أشكال العنف الجسدي إنتشارا في أوساط النساء. أما الأطفال، وهم من لم يبلغ من العمر ثمانية عشر عاما، فقد تناولت الدراسة الضرب كأكثر أنواع العنف ضد الطفل إنتشارا في السودان إضافة إلى الإيذاء الجسدي عامة، مشيرا الى ان دراسته حرصت بقدر الإمكان أن تلبي التوصيات العالمية في هذاالشأن باستخراج المعدل الكلي للعنف بتفاصيله المختلفة حسب التعريف العالمي في هذا الخصوص و ذلك خلال ال 12 شهراً السابقة للمسح أو طيلة حياة المرأة أو الطفل. واوضح ان للعنف مصادر مختلفة مشيرا الى ان أهم مصدر للعنف ضد المرأة هو العنف الصادر من الزوج وقد رصدت البحوث العالمية بأن هناك ما بين 15% إلى 70% من النساء اللاتي سبق لهن الزواج تعرضن للعنف بأشكال متعددة من أشكاله الثلاثة من أزواجهن. وابان ابو اليمن ان هذه الدراسة تركز على العنف الصادر من الزوج بصفة خاصة و من الآخرين سواء كانوا أقرباء أو غيرهم بصفة عامة ، ولفت الى ان العنف ضد الأطفال له مصادر كثيرة و قدرصدت الدوائر العالمية من ذلك العنف في الأوساط التعليمية و العنف في أنظمة الرعاية والأنظمة القضائية و العنف في المجتمع و العنف الناتج من الصراعات المسلحة وغير ذلك. واشار الى ان إحدى الدراسات العالمية وجدت أن ما بين 20% إلى 60% من الأطفال في سن الدراسة تعرضوا للترهيب شفهيا أو بدنيا خلال الثلاثين يوما السابقة لتاريخ المسح. وتناول ابو اليمن في دراسته ثلاثة من أهم مصادرالعنف ضد الطفل الموجودة في السودان و هو العنف الصادر من الأسرة و من خارج الأسرة و من المدرسة إضافة إلى العنف الصادر من العاملات بالمنزل. توصل ابو اليمن في دراسته الى بعض الخصائص الديمغرافية للعنف ووجد ان أعلى نسبة من المبحوثات في الفئة العمرية 40 سنة فأكثر بلغن (43.2%) و أغلبهن متزوجات حاليا (81%) و 83% منهن بلغن المستوى التعليمي الثانوي فأقل ، وتوصل ابو اليمن الى ملامح وخصائص العنف ضد المرأة واشار الى ان المعدل الكلي للعنف الجسدي ضد المرأة طيلة فترة حياتها بلغ 25.7%؛ و بلغت قيمة هذا المعدل لفئة العاملات حوالي ضعف قيمته لربات المنازل (44.3% مقابل 22.8 %) لكل منهن ، بينما إنخفض المعدل الكلي للعنف ضد المرأة إلى 11.5% خلال ال 12 شهراً السابقة لتاريخ المسح عنه خلال طيلة فترة حياتها؛ و قد بلغت قيمته خلال هذه الفترة 10.4% لربات المنازل و 17.8% لجملة العاملات ، وابان ان 21% من المبحوثات تعرضن للعنف من أزواجهن طيلة فترة حياتهن بينما تعرض 9% منهن للعنف من غير الزوج طيلة فترة حياتهن ويفصل ابو اليمن العنف الذي تعرضت له النسوة العاملات ويؤكد ان العاملات اللاتي سبق لهن الزواج هن أكثر عرضة للعنف من أزواجهن مقارنة بربات البيوت اللاتي سبق لهن الزواج و بفارق كبير جدا بينما ربات البيوت هن أكثر عرضة للعنف من غير الزوج مقارنة بالعاملات ولكن بفارق ضئيل ، ويؤكد ان ظاهرة الصفع بالايدي هى الأكثر إنتشارا من بين صور العنف الجسدي الأربع ضد المرأة سواءً من الزوج أو من غير الزوج؛ وان أكثر من نصف عدد المبحوثات ذكرن بأنهن تعرضن للصفع أكثر من مرتين خلال ال 12 شهراً السابقة سواءا كان من الزوج أو من غير الزوج، و أكثرهن قابلن وقع هذا الحدث بالغضب والكتمان. ولفت ابو اليمن في دراسته ان الإبتعاد عن المعاشرة الزوجية هو الأكثر إنتشارا من كل صور العنف المذكورة بالنسبة للاتي سبق لهن الزواج من المبحوثات واشار الى ان أكثر من نصف حالات الصفع من الزوج و الإبتعاد عن المعاشرة الزوجية حدتث خلال ال 12 شهراً السابقة بينما أقل من نصف حالات الدفع بشدة والضرب من الزوج حدثت خلال ال 12 شهراً السابقة وان المشادة الكلامية هي أكثر أسباب العنف حسب إفادات المبحوثات واوضح ان النساء المطلقات هن أكثرعرضة للعنف من غيرهن و النساء في الفئة العمرية الوسطى (25-29) هن أكثر عرضة للعنف من النساء في الفئات العمرية الأخرى أما المستوى التعليمي فلا توجد فوارق تذكر بين النساء في المستوى التعليمي الثانوي فأقل لكن الجامعيات فما فوق أقل عرضة للعنف من غيرهن وتناول ابو اليمن في دراسته الى ان الاطفال هم الاكثر تعرضا للعنف حيث اقرت ثلاثة أرباع الأمهات اللاتي لديهن أبناء (75.4%) وسجلن بأن واحداً أو أكثر من أبنائهن سبق أن تعرض للضرب أو الأذى من أي مصدرمن المصادر المحددة، و أبناء ربات البيوت هم أكثر عرضة في هذا الخصوص من أبناء العاملات وان 68.1 % من المبحوثات ذكرن بأن أبناءهن تعرضوا للعنف خلال ال 12 شهراً الماضية، وقد جاءت نسبة ربات البيوت أيضا هي الأعلى في هذا الخصوص وذكرت 77% من المبحوثات بأن أبناءهن تعرضوا للضرب، و 19% منهن ذكرن بأن أبناءهن تعرضوا للأذى غير الضرب. واوضح ان مستوى العنف ضد الأطفال بالضرب أو الأذى من غير الضرب من داخل الأسرة أعلى من مستواه من خارج الأسرة أو المدرسة سواءا في السابق أو خلال ال 12 شهراً الماضية، والضرب يشكل النسبة الأعلى في هذا الخصوص وكشف ان نسبة الأطفال الذكور الذين تعرضوا للضرب أعلى من نسبة الأطفال الإناث بفارق بسيط بالنسبة للضرب من قبل الأسرة و عال نسبيا بالنسبة للمصدرين الآخرين، وان حجم ضرب أطفال ربات المنازل أعلى من حجم ضرب اطفال العاملات من كل الثلاثة مصادر و بفارق كبير في حالة الأسرة.