ظل التلفزيون السودانى طيلة نصف قرن من الزمان محافظا على قوميته ومرت عليه اجيال واجيال وكل جيل يحكى عن عظمة هذا الجهاز القومى السودانى الاصيل .. الذى يتلفح بعمة الرجل السودانى ويتزين بثوب المرأة السودانية ويعكس حكمة شيوخنا.. وكرم اهلنا وبراءة اطفالنا .... تلفزيون السودان صاحب الشاشة النظيفة التى لم تدنسها الصور القبيحة .... تلفزيون السودان ظل وما زال يعكس للعالم نماذج التعايش السلمى بالسودان ويبث فينا حب الوطن .. تلفزيون السودان الانيق هو جنة الاطفال ... وماما عائشة .... وكانت لحظات ما احلاها .. سير واخبار.. وصور شعبية... والمحطة الاهلية ..وابوقبورة... و عالم الرياضة ... وهذا المساء.... وكان الفرسان فى الميدان.... وعزيزى المشاهد...وساحات الفداء ... وتحت الاضواء.. وايام لها ايقاع ...ولذلك كان التلفزيون بيتنا جمعيا.....ويحتفل التلفزيون الذهبى باليوبيل الذهبى .. وكان اهل الرياضة على موعد مع مهرجان التلفزيون الرياضى الاجتماعى القومى بدار الرياضة بامدرمان الحبيبة والتقى الاحباب...الشيبة والشباب وكانت فرحة فى لوحة زاهية ذهبية التى كرم فيها التلفزيون الرجال الذين افنوا زهرة شبابهم فى خدمة المجتمع الرياضى والاجتماعى ..والانسانى..ولا يكرم الرجال الا الرجال .... وكان مهرجان التلفزيون الرياضى سببا فى التقاء الابطال الاشاوس الذين قدموا للسودان الانجاز الرياضى المميز فى تاريخ كرة القدم السودانية (كأس افريقيا 1970) الذى انتزعوه فنا وقوة وجسارة وحبا للوطن .. من بين انياب اسود ونمور افريقيا ( ساحل العاج .. غانا ..الكاميرون.....) وكان احد هؤلاء الاشاوس .. العملاق وصخرة الدفاع بمنتخب السودان1970 كابتن محمد الجاك (جيمس) الذى حضر للمهرجان رغم مرضه وتحركه بكرسى متحرك ولكن ابت نفسه الا ان يشارك التلفزيون القومى فرحته لانه لاعب قومى ودولى .. وكان حضورا ومشاركا العملاق ماسترو منتخب السودان 1970 كابتن بشرى وهبه الانسان وكانت لحظة لقاء العملاقين بشرى وجيمس وتعانق الرجلان واذا بهما يذرفان الدموع سيلا التى سقت ملعب دار الرياضة وشبعته حبا ووفاءا للصداقة والمحبة من اجل الوطن الواحد .... ودموع الرجال غالية وعزيزة... ولكن دموع بشرى حكت لنا بأن هؤلاء الرجال ذرفوا دموع الفرح فى 1970 وبعد 42 عاما ذرفوا الدموع الممزوجة بعمق العلاقة التى كانت تسود بين هؤلاء اللاعبين الاشاوس، والتى كانت سببا فى احراز كأس افريقيا 1970، وكانت دموع فيها الحزن لمرض كابتن جيمس( شفاه الله )، والذى جعل دموع بشرى تسيل فيضا رغم محاولة الحاضرين مواساته وسحبه من جيمس حتى تتوقف الدموع .. التى كانت درسا حيا وبثا مباشرا للشباب فى معنى الاخاء والمحبة فى الله ومن اجل الوطن... وكان حقا تفسيرا وشرحا واضحا لمعنى نجوم العصر الذهبى الذين كانوا يتمتعون بالاخلاق الحميدة والمحبة والاخلاص وحب الوطن والروح الرياضية وتوقير الكبير واحترام الصغير .ولعب الكوره له حد زمنى ولكن تبقى الاخلاق والسيرة العطرة (انما الامم الاخلاق ما بقيت ....) ونسأل الله ان ينعم كابتن جيمس بالصحة والعافية وشكرا المعلم بشرى وهبة على هذه الدموع الغالية التى علمتنا درسا فى فى الوفاء والانسانية. حفظك الله ومتعك بالصحة والعافية...وكان لقاء التلفزيون الذهبى بأهل العطاء والوفاء وبنجوم العصر الذهبى وببراعم المستقبل الذهبى( ان شاء الله ) لقاءا حفته بسمة قائد السفينة الاستاذ محمد حاتم التى شعت وملأت دار الرياضة القا وترحابا واركان حربه الميامين رضا وزملائه.. والتحية والتجلة لكل اهل التلفزيون وهم دوما اسماء فى حياتنا ... مع تحياتي واحترامي وتقديري والسلام,,,,