فجعت مدينة عطبرة في الأيام الماضية برحيل اثنين من أعظم ما انجبت في تاريخها.. فقد غادر هذه الدنيا الفانية القانوني الضليع عثمان أحمد محجوب «كولا» المستشار القانوني لبنك السودان، والذي درس كل مراحله الدراسية بعطبرة ودرس القانون بجامعة الخرطوم، ولعب كرة الشراب وسبح في الاتبراوي وهام عشقاً في حي أمبكول العتيق وأصبح نجماً في مجال الرياضة وعضواً في نادي الشبيبة بعطبرة نادي أسرته الممتدة، حتى وصل لسكرتارية النادي لعدة دورات، وكان أحد قادة تجمع أندية المدينة الذين لا يشق لهم غبار، وكان عندما تشتد المعارك مع اتحاد الكرة يأخذ الناس برأيه وتنزاح الأزمة. و «كولا» من أسرة شهيرة في عطبرة هي عائلة المرحوم محمد خير خوجلي سر تجار عطبرة، وأشقاؤه عبد العظيم «جبس» والمرحوم دكتور عمر الذي تخصص في طب أطفال الأنابيب وغادر الدنيا قبل أشهر، وكان هناك «كروكر» قطب شبيية عطبرة. وأخذ الموت «كولا» وقبله أشقاءه، وبكت المدينة ابنها، وحزنت الشوارع والبيوتات العتيقة خاصة في «أم بكول»، وناحت النوائح، ولا مرد لامر الله، فقد غاب من بعد طلوع وخبا بعد التماع، فقد كان نجماً في مجال العمل القانوني قوي الشكيمة لا يخشى في الحق شيئاً، وكان مصادماً مناضلاً وطيب القلب والجوارح.. طبت في مقامك الأبدي أخي «كولا»، وسقت قبرك الغيوث الرواعد .. وهكذا وبعد أن رحل «كولا» نفجع برحيل المنلوجست المسرحي المخضرم جعفر عز الدين الذي رسم في دواخل إنسان عطبرة أروع صورة عن فن المنلوج في فترة الستينيات، حيث كان زميلاً لفريق دربه «بلبل» في نفس المجال، وقدم جعفر عز الدين للدراما التلفزيونية مسلسل «الأرض الحمراء»، وكان رحمه الله أحد أبرز نجوم فيلم «آمال وأحلام» أول فيلم روائي سوداني انتج في عطبرة على يد المرحوم الرشيد مهدي، ورفد جعفر عز الدين مكتبة الإذاعة السودانية والتلفزيون القومي بمئات الأعمال الدرامية، وبنفس القدر الأجهزة في نهر النيل، ولا نملك إلا أن نترحم على جعفر عز الدين، ونناشد معتمد عطبرة الوقوف على حال أسرته وأطفاله الصغار الذين تركهم، نظير ما قدم هذا المبدع في حركة الدراما والمسرح في السودان وعطبرة تحديداً.. ولا حول ولا قوة إلا بالله. عبود عثمان نصر