قتل أحد عشر مواطناً وأصيب العشرات في أحداث عنف بمنطقة جبل عامر بشمال دارفور، بين العرب الأبالة وبني حسين، احتوتها القوات المسلحة، وأدانت الولاية الأحداث، ودعت المواطنين لعدم الانجراف وراء الأحداث وتفويت الفرصة على المتاجرين بأمن المواطن. وأكدت لجنة أمن الولاية في بيان لها، اتخاذ عدة إجراءات بتشكيل وفود من الإدارات الأهلية والقيادات المجتمعية لتهدئة الأوضاع بالقرى المتأثرة، وتكوين غرف عمليات بالسريف وسرف عمرة وكبكابية ووضع ترتيبات لتأمين المدن والقري الرئيسية. وقالت إن الأحداث التي شهدتها منطقة التنقيب عن الذهب بجبل عامر غرب مدينة (كبكابية) بدأت بصورة فردية وسرعان ما تصاعدت لتتطور إلى صراع بين العرب (الأبالة) و(بني حسين)،وقال البيان إن الملاحقات مستمرة من قبل القوات المسلحة لتلك المجموعات، مشيراً لوصول طلائع وفود من الإدارات الأهلية والقيادات المجتمعية للمنطقة للقيام بالمعالجات من أجل التهدئة في القرى المتأثرة، كما تم التنسيق مع بعثة ال(يوناميد) للمساهمة في المعالجات الممكنة. وتم نقل جرحى الأحداث إلى مستشفيات «السريف» و»سرف عمرة» و»كبكابية» ويجري العمل لنقلهم كذلك إلى مستشفى الفاشر. ودعت حكومة شمال دارفور، المواطنين لعدم تصعيد الأحداث وتضخيمها. واقر نائب والى شمال دارفور، وزير الصحة، ابوالعباس الطيب جدو، بأن مستشفى الفاشر التعليمى استقبل (21) من جرحى المعارك القبلية بمنطقة السريف، مشيراً الى ان من بين الجرحى اصابات جسيمة يتلقون الان العلاج، واكد ابوالعباس فى تصريح صحفى استعداد المستشفى لاستقبال المصابين وتوفير العناية اللازمة لهم . وقال رئيس مجلس شوري قبيلة البني هلبة، حامد محمد علي تورين، ان وفدا من قبيلته طرح مبادرة امس لاحتواء الصراع بين قبيلتي الرزيقات وبني حسين ،مشيراً الى ان الوفد التقى أمس في اطار المبادرة الوزير بديوان الحكم اللامركزي حسبو محمد عبد الرحمن ،وذكر تورين ان هدفهم من المبادرة ايقاف الاقتتال بين القبيلتين الذي اشار الي انه ظل مستمرا منذ ثلاثة ايام، وراح ضحيته اكثر من 38 مواطنا ،مناشدا قيادة القبيلتين بإيقاف العدائيات تمهيدا لرتق الفتق ،معبرا عن بالغ اسفهم في القبيلة لما يدور بين الرزيقات وبني حسين ،مطالبا قبائل الاقليم وقوي المجتمع المدني بمحاصرة هذه الظاهرة حتي لاتتسع . ومن جانبها، اكدت بعثة «يوناميد» تلقيها تقارير تفيد بوقوع اقتتال بين قبيلتي بنى حسين والرزيقات يومي الخامس والسادس من يناير بمنطقة جبل عامر بمحلية السريف ، وقالت الناطقة الرسمية باسم بعثة يوناميد، عائشة البصري، ان تلك التقارير افادت كذلك بوقوع عدد من الضحايا نتيجة للاقتتال حول مداخيل المنجم ، وكشفت عن نقل عدد من الجرحى الى المستشفى التابع للبعثة في كبكابية حيث يتلقون الآن العلاج الطبي اللازم ، واوضحت عائشة ان البعثة علمت ايضا بأن هناك عددا آخر من الجرحى نقلوا لمستشفيى كبكابية وسرف عمرة ،مشيرة الى وجود جهود حثيثة مبذولة وجارية من اجل تخفيف حدة التوتر في هذه المنطقة. من جانبه، اكد والي شمال دارفور، عثمان محمد يوسف كبر، بذل حكومته لجهود كبيرة لايقاف الاقتتال بين القبيلتين خلال الساعات القادمة ،وقال في حديث ل(الصحافة) امس ان هناك اطرافاً اخري تدخلت في القضية، بينما استغلت جهات اخري حالة الاقتتال ومارست نهبا لممتلكات المواطنين،وجدد الوالي التأكيد علي احتواء وحسم الموقف حتي لايتفاقم ،مشيرا الي ان القضية برمتها بدأت بخلاف بسيط ثم تطورت، الا انه اكد تدخل القوات المسلحة لفض النزاع. من ناحيته، قال نائب رئيس المؤتمر الوطني بمحلية السريف، حسين محمد المهدي حامد ،ان عشرات السيارات المدججة بالاسلحة هاجمت نحو (20) قرية تقع حول مدينة السريف حسين، واحرقتها بالكامل في عملية تصعيد متعمد لاحداث جبل عامر، مؤكدا مقتل واصابة 120 شخصاً على الاقل وسط غياب كامل للمنظمات الانسانية، وحالات نزوح استمرت حتى منتصف ليل امس، واستمرار نزوح آلاف المنقبين عن الذهب. وقال حامد ل»الصحافة،» ان بلدة السريف محاصرة من كافة الاتجاهات من قبل جماعات مسلحة بآليات ثقيلة، موضحا ان القتال الدائر تحول الى حرب قبلية وحصلت عملية هجوم منظم ومخطط على القرى بواسطة سيارات محملة بقاذفات (الآربجي) و(الدوشكا) ومدافع الهاون الثقيلة، التي قصفت القرى واحرقتها. واتهم حامد، جماعات قبلية بتأجيج الاوضاع اثر خلافات عادية بين المنقبين على آبار الذهب بمنطقة جبل عامر، مؤكدا ان الجماعات المسلحة منعت نقل الجرحى الى مدينة الجنينةوالفاشر، وهاجمت احد الجرحى داخل مستشفى الجنينة ،مشيرا الى ان مواطني القرى نزحوا الى مدينة سريف حسين كما ان حوالي 30 الف منقب عن الذهب بمنطقة جبل عامر نزحوا الى المحلية بعد تصاعد الاحداث. وقال حامد ان حكومة الولاية لم تتحرك لايقاف احداث العنف، قائلا ان الاحداث استمرت اكثر من 3 ايام ولم تأت اللجان المختصة لتدارك الموقف، كما ان الطرق المغلقة والحصار المحكم حالت دون نقل الجرحى الى مستشفيات قريبة من المنطقة ،مبينا ان الجماعات المسلحة تتلقى دعومات لوجستية منظمة وتعمل على مهاجمة اكثر من 5 قرى في غضون ساعة واحدة لمنع عملية الاغاثة والدفاع .
