كشف القيادي بتحالف قوى المعارضة، ساطع الحاج، عن مقترح دفعت به الجبهة الثورية للمعارضة بالداخل لاعداد ورقة تفاوضية موحدة للحوار على أساسها مع الحكومة، وتجنب المفاوضات الثنائية . وقال القيادي في التحالف ل»الصحافة»، إن الجبهة الثورية تقدمت بمقترح كامل للوصول لورقة تفاوضية موحدة ومتفق عليها يتم التفاوض على ضوئها مع الحكومة لتجنب التفاوض الثنائي، وأن يتم على أساس شامل وليس حزبي او شخصى أو غيره، واكد أن المقترح لم يتم إتفاق كامل حوله الآن،وأشار الي أن اجتماع التحالف أمس الاول قرر ان تعكف الامانة العامة على مناقشته . وفي السياق ذاته اكدت الهيئة العامة لقوى الإجماع الوطني، تمسكها بالنهج السلمي الديمقراطي لإسقاط النظام عبر وسائل العمل الجماهيري،وأدانت التصريحات العدائية لبعض مسؤولي المؤتمر الوطني تجاه لقاء كمبالا ،واعتبرتها مؤشراً خطيراً لتجاوزات مرتقبة بحق قيادات ورموز المعارضة بإتجاه المزيد من التضييق على الحريات العامة. وبينما تبرأ المؤتمر الشعبي من الوثيقة ورفضها جملة وتفصيلاً، ابدى حزب الأمة تحفظات عليها ، مشيراً الى ان الميثاق المعلن به ترهل وتناقضات «ما يوجب أن يواصل حزب الأمة الحوار مع كافة القوى السياسية لتوحيد الرؤية الوطنية من أجل النظام الجديد المنشود». وقالت الهيئة العامة لقوى الإجماع الوطني، في بيان أمس، انها بحثت في إجتماعها أمس الاول في مشروع ميثاق الفجر الجديد الذي تم التداول فيه مع الجبهة الثورية في كمبالا ،موضحة ان الاجتماع أكد على أهمية اللقاء والحوار مع الجبهة الثورية ومع كافة القوى الوطنية السودانية بإعتبارها ضرورة وطنية لتوحيد قوى المعارضة السودانية من أجل إسقاط النظام وإقامة بديل وطني ديمقراطي متفق عليه. واوضح البيان ان قوى المعارضة جددت إلتزامها بإخضاع مشروع لقاء كمبالا للمراجعة وصولاً لإتفاق وطني شامل يعبر عن إرادة شعبنا وقواه السياسية المعارضة في الداخل والخارج،وأكد ان قوى الإجماع الوطني تمسكت بنهجها السلمي الديمقراطي لإسقاط النظام عبر وسائل العمل الجماهيري، وتمسكها بوحدة وإستقلالية وسيادة الوطن. وأدان الإجتماع ،بحسب البيان،التصريحات العدائية لبعض مسؤولي الحزب الحاكم تجاه لقاء كمبالا «وهو مؤشر خطير لتجاوزات أمنية مرتقبة بحق قيادات ورموز المعارضة بإتجاه المزيد من التضييق على الحريات العامة»،وأكد أن الحوار مع كافة مكونات الشعب وقواه الحية سيستمر كإستحقاق وطني مهم نحو إيجاد مخرج ديمقراطي لأزمات الوطن المتفاقمة بسبب سياسات النظام الديكتاتوري. ومن جهته ابدى المكتب السياسي لحزب الأمة القومي، تحفظات على الميثاق، مشيراً الى ان الميثاق المعلن به ترهل وتناقضات «ما يوجب أن يواصل حزب الأمة الحوار مع كافة القوى السياسية لتوحيد الرؤية الوطنية من أجل النظام الجديد المنشود». ورغم ترحيب الحزب باللقاء الجامع للقوى السياسية السودانية بهدف إبرام اتفاق قومي يحقق السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل ،الا انه اعلن في بيان أمس عدم موافقته على أية بنود تؤثر سلباً على وحدة السودان، مع ضرورة العمل على أن تقوم وحدة البلاد على العدل والمساواة،وقال ان موقف الحزب المبدئي في العلاقة بين الدين والدولة يقوم على التوفيق بين تطلعات المؤمنين، والمساواة في المواطنة،مشيراً الى ان الحزب يتطلع لنظام جديد لا يقوم على تقويض الدولة، بل يقوم على أساس هيكلة جديدة لمؤسسات الدولة على أساس قومي. واكد المكتب السياسي في بيانه التزام الحزب بتحقيق الأهداف الوطنية بكافة الوسائل، ما عدا العنف والاستنصار بالخارج،ورأى ان التحضير للقاء ومفردات الدعوة والأجندة لم تكن شاملة، بحيث تنفى العيوب. من ناحيته، تبرأ حزب المؤتمر الشعبي من وثيقة» الفجر الجديد» ،ورأى انها لاتمثل اطروحات الحزب الداعية الى التغيير بالوسائل السلمية، وقال ان ممثلي الاحزاب فوضوا فقط للحوار مع الحركات المسلحة «ولكننا فوجئنا بالداخل بعملية التوقيع على الوثيقة دون الرجوع لمؤسسات الاحزاب»، مؤكدا ان المعارضة رفضت البنود المتعلقة بفصل الدين عن الدولة والنظام الرئاسي وتحديد الفترة الانتقالية بأربعة أعوام. وشدد الامين السياسي للمؤتمر الشعبي، كمال عمر عبدالسلام، في منبر اعلامي بدار حزبه امس على ان حزبه لم يفوض احدا للتوقيع على الوثيقة، قائلا ان لديهم أعتراضات على جميع البنود المطروحة فيها، وقلل عبد السلام من تهديدات نائب رئيس المؤتمر الوطنين الدكتور نافع على نافع، وقال ان وعيده لن يثني حزبه من مواصلة الحوار مع الحركات المسلحة ،وكل الحركات الشبابية الصاعدة لتوحيد المعارضة واسقاط النظام، موضحا ان احزاب المعارضة اوفدت قياداتها الى العاصمة اليوغندية كمبالا للحوار مع الحركات المسلحة الا أنهم فوجئوا بتوقيع أعضاء اللجنة على الوثيقة دون الرجوع لاحزابهم. وكشف عبد السلام ان أحزاب المعارضة لديها أعتراضات على كافة بنود الوثيقة وستناقش الوثيقة للرد على الحركات المسلحة بشأنها، مشددا على أن النظام أستغل عملية التوقيع على الوثيقة لادانة تحالف المعارضة . وفي السياق ذاته، وصف المؤتمر الوطني ، الوثيقة ب» السيئة والعنصرية والصهيوينة «وانها منفستو للجبهة الثورية، وقطع بأن كل من نطق بالشهادتين واصحاب القبلة يتبرأون منها ،ودعا المعارضة للفصل بين الانتماء الوطني والوقوع في تأثير الصهيونية والاستخبارات الاجنبية «. وقال رئيس قطاع التنظيم بالمؤتمر الوطني، المهندس حامد صديق، في تصريحات صحفية عقب اجتماع القطاع امس، ان الوثيقة هي النظام الاساسي للجبهة الثورية التي «نجحت في اخذ توقيع غير المنتسبين للاحزاب «قبل ان يصف الجبهة الثورية ب» المولود المشوه للجنوب « وقال ان هذا المولود « لن يعيش طويلا وسيموت». واضاف ان الجبهه الثورية انتقلت من عداء المؤتمر الوطني الي اعداء الدولة بحديثها في الوثيقة عن تفكيك القضاء والجيش والخدمة المدنية. وزاد هذه مكونات الدولة ويريدون ان يفككوها وياتوا ب» شذاذ آفاق.» وكانت السلطات اعتقلت بمطار الخرطوم فجر امس الثلاثاء، بروفيسور محمد زين العابدين، ودكتور عبدالرحيم عبدالله، القياديين بالحركة الاتحادية، عضوي وفد قوي الاجماع الوطني الموقع علي ميثاق المعارضة (الفجر الجديد). وكانت السلطات أوقفت ليل الاثنين، رئيس الحزب الاشتراكي الوحدوي الناصري جمال ادريس، والقيادية في الحزب إنتصار العقلي، عقب عودتهما الى الخرطوم من كمبالا بعد مشاركتهما في اجتماع المعارضة، ويتوقع إعتقال ممثلي احزاب المعارضة الذين شاركوا في اجتماعات كمبالا بمجرد عودتهم الى الخرطوم.